كتب إسكندر شاهين الإعلامي اللبناني، إذا كانت بعض الجهات بدأت تتحدث عن تقسيم المنطقة من أدناها إلى أقصاها راسمة خرائط تؤكد أنها اطلعت عليها في كواليس وزارات الخارجية الغربية، كما كان يحصل في السبعينيات من القرن الماضي، إبان الحرب الأهلية اللبنانية، فإن الأمر يحمل شيئًا من الصواب وإن كانت بعض التسريبات مضخمة للغاية، فوفق الأوساط التي ترتبط بعلاقات خارجية أن عملية تقسيم المنطقة وفق مخطط هنري كيسنجر موضوع في المرحلة الراهنة على نار حامية، وأن إسرائيل وتركيا هما الدولتان اللتان كلفتا بالتنفيذ بطريقة أو بأخرى وعبر تنظيمات تعتبر "داعش" في طليعتها.
وتقول الأوساط إن تقسيم المنطقة بدأ في سبعينيات القرن الماضي انطلاقًا من قبرص، إثر اجتياح الجيش التركي منطقة شمال الجزيرة، مكرسة واقعًا تقسيميًا بين الشمال والجنوب وحاولت المخابرات الغربية استكمال مخطط التقسيم في لبنان إثر الحروب الأهلية المتتالية، حيث أبلغ دين براون المبعوث الأمريكي في تلك الفترة "الجبهة اللبنانية" بأن الأساطيل الأمريكية جاهزة لترحيل المسيحيين من لبنان، إلا إنه فوجئ بالرفض وتشبث القادة المسيحيون بلبنان، ما أوقف عجلة التقسيم بفعل صمود المسيحيين في الحروب التي تناسلت على الرقعة اللبنانية كون مخطط كيسنجر كان يقضي في تلك المرحلة أن يكون "لبنان بديلًا لفلسطين لأن المشكلة في الشرق الأوسط مشكلة شعب زائد أو أن يكون مقبرة لهم" وفق كلام أدلى به آنذاك إلى إحدى الصحف الفرنسية.
