الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بدل السكوت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة؟!!
خناجركم لا حناجركم، مالكم لا لومكم، سواعدكم لا دموعكم، من نصف قرنٍ نحمل أوزاركم، ونُسدد ديونكم، ونداوي جراحكم ونتلقي شتائمكم وعتابكم ورسائل وعيدكم.
من المغرب بعث لى صديق يكُتب بمقال يلوم فيه القيادة المصرية على مبادرتها لوقف نزيف الدماء فى غزة . قال الكاتب الصديق إن آمال العرب فى القائد الجديد خابت، لأنه عرض وقف القتال مقابل نزع سلاح حماس، وكأن ذلك السلاح أداة حقيقية لمقاومة اسرائيل ، وكأنه طريق النصر وعودة القدس.
إن ذلك الصديق يعي تماما أن سلاح حماس لم يكن يوما سلاحا للمقاومة، وإنما لافتعال الأزمات السياسية والدخول فى صفقات تحقق مصالح للحركة. لم يكن ذلك السلاح موجها لتحرير الأرض وانما لقمع المناوئين من فتح ومن غيرها من الفصائل. لم يوجه ذلك السلاح إلى الاهداف الاسرائيلية والتى لا يصيبها أبدا إلا طلبا للقصف الإسرائيلي للحصول على دعم مالي وعيني ومساندة سياسية.
كلما تراجعت شعبية حماس انطلقت صواريخ القسام البلاستيكية لتُحدث صوتا مدويا ولا شىء آخر. كلما تراجعت تبرعات الإخوة الأشقاء للحركة اصطاد أشاوس المتأسلمين رجلا أو رجلين من الصهاينة لتشتعل الحرب. كلما دخلت حماس فى مفاوضات مع فتح يتم استدعاء الخطر الخارجي و"جر شكل" إسرائيل للعداون.
هكذا السيناريو لم يتغير. ومصر هي المُلامة، وهي المُحمّلة بالعتاب والسباب، وهي الخائنة للقضية الفلسطينية، من عبد الناصر إلى مُرسى ونحن متورطون دون سبب، ومُخونون دون جريمة، ومُجرجرون قهرا إلى الحرب والتضحية والفداء.
ماذا جنت قيادة مصر كي يلومها اللائمون؟ قدمت مُبادرة منطقية معقولة تحقن دماء الأبرياء التى تُهرق بلا طائل ؟ انشغلت عن همومها الداخلية ونست أوجاعها لتوقف العداون ؟ هل هذا قدرها أن تفعل وتُلام ، وتُقدِم وتُخوّن ، وتُضحى وتُلعن؟
أما المتاجرون بقضية فلسطين فرابحون أبدا. أما الحناجر الصاحية بالزعيق وخطابات الوعيد فمحمودة دائما . إن الشاعر الفذ مظفر النواب يسأل فى سخرية: "من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟" وهؤلاء لا يُلامون ولا يُسبون وانما يُرفعون على الأعناق.
يا أمة الكلام لا الفعل: يكفى سبابا وعتابا ولوما، وهذا ما فعلنا واستطعنا فأرونا عجائبكم وتضحياتكم.
يقول الشاعر اليقظ عبد الرحمن الأبنودي واصفا تضحيات مصر وعتاب الأشقاء الدائم بالتقصير والتخوين : "واحنا اتعودنا ذلك/ وأمتنا كذلك/ كأننا اتخلقنا للحرب وللمهالك / يا أمة ياللى غاوية دايما تاكلي عيالك/ ولما نبهوكي عاوزة نسيبك في حالك/ صحيح .. وأنت مالك/ لا بتضحي بابنك/ ولا بتضحى بمالك/ ولا كأن ابني كان بيحارب بدالك/ تموتى فى طحن عمري/ وغاوية تاكلى أجري/ وتمللى تشوهيني/ وأنا بأخلق جمالك" .
والله أعلم.
مصطفى عبيد
mostafawfd@hotmail.com