الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسيحيو العراق في مرمى نيران داعش.. وسياسيون: دعوة فرنسا لاستقبال مسيحيي العراق عنصرية وتؤدي لتقسيم العالم عقائديّا.. النجار: أين دور الأزهر مع جماعة إرهابية تتحدث باسم الإسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن أعلن التنظيم الإرهابي داعش دولة الخلافة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا ووجه تهديدًا للمسيحيين العراقيين في مدينة الموصل، إما أن يدخلوا في الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية وفق أحكام الشريعة، أو سيواجهون الموت بحد السيف، أعلنت فرنسا اعتزامها استقبال المسيحيين المعرضين "للاضطهاد" من الجهاديين في إطار آلية لجوء.

في هذا السياق، وصف المحلل الاستراتيجي العراقي، علي كيلدار، قرار فرنسا باستعدادها لاستقبال مسيحيي العراق المنكل بهم في الموصل ومناطق أخرى، أنه قرار عنصري ونابع من وازع ديني وطائفي لأنهم مسيحيون مثلهم، مضيفًا أنه يتوجب على المجتمع الدولي إنقاذ الشعب العراقي بأسره الذي يعاني من الإرهاب منذ سنوات وتنهب خيراته.

وناشد كيلدار المجتمع الدولي بسرعة التدخل والتحرك لإصلاح ما أفسده في العراق على مدى سنوات، لافتًا إلى أنه منذ أن انسحبت أمريكا قبل سنتين وحلت محلها إيران وأصبحت مرتعًا للإرهاب بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.


وأعرب كيلدار عن أمله في عدم استجابة مسيحيي العراق لتلك الدعوات القائمة على أساس عنصري وطائفي والبقاء في العراق وطنهم، مشيرًا إلى أنه لو كانت هناك نية صادقة للمجتمع الدولي لمساعدة العراق لكان حدث ذلك وليس عرض مساعدات عنصرية.

وفر المسيحيون في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من هذه المدينة التي يتواجدون فيها منذ قرون، في بداية يونيو عندما وقعت في أيدي جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

ومسيحيو العراق الذين كان عددهم 1.5 مليون نسمة قبل حرب الخليج، لم يتجاوز عددهم اليوم 400 ألف، بحسب مقربين منهم في فرنسا.

ومن جانبه، انتقد نائب مسيحي في البرلمان العراقي إعلان فرنسا لاستقبال المسيحيين الذي هجروا من الموصل، كلاجئين في فرنسا، معتبرا أن مثل هذا القرار يخدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". بحسب ما أفادت شبكة الإعلام العراقي الرسمية.

وقال عضو مجلس النواب عن المكون المسيحي، يونادم كنا: "إن قرار الحكومة الفرنسية بشأن استعدادها لاستقبال النازحين المسيحيين من مدينة الموصل خلق إرباكا كبيرا داخل البلاد."


وقال رمسيس النجار محامي الكنيسة الأرثوذوكسية السابق، تعليقًا على إعلان فرنسا استعدادها لاستقبال مسيحيي العراق المضطهدين والمنكل بهم في الموصل من قبل تنظيم داعش: إنه قرار عاطفي وليس عمليّا أو سياسيّا، لأن مثل هذا التهجير يقسم الكرة الأرضية إلى عقائد وأديان قد يؤدى مستقبلًا للتطاحن بين الأديان المختلفة.

وناشد النجار مؤسسة الأزهر بإصدار بيان تدين فيه ممارسات الإرهاب من قبل داعش لأنها تستخدم الإسلام ويسيئون له في ظروف صعبة، مضيفًا أن مسيحيي مصر لا يملكون شيئًا سوى الصلاة لمسيحيي العراق.

وأضاف النجار أن المسيحيين عانوا كثيرًا من الاضطهاد على مر العصور، وأن مشكلة المسيحيين في العراق الآن هي مشكلة دولية وليست مشكلة طائفية، وبالتالي يتوجب على المجتمع الدولي التدخل لإنهائها.

وكان وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان لوران فابيوس، وبرنار كازنوف، أعلنا في بيان مشترك نشر عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية جاء فيه: "نريد مساعدة النازحين الفارين من تهديدات (تنظيم) الدولة الإسلامية والذين لجئوا إلى كردستان"، وتابعا: "نحن مستعدون، إن رغبوا، تسهيل استقبالهم على أراضينا كلاجئين."


وأدان مجلس الأمن أمس الاضطهاد الذي يمارسه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ضد الأقليات في العراق وخصوصًا مسيحيي الموصل، معتبرًا أن هذه الأعمال "يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية".

وأعرب مجلس الأمن في إعلان صدر بإجماع الدول الـ 15 عن "إدانته الشديدة للاضطهاد المنهجي الذي تمارسه (الدولة الإسلامية) والمجموعات التابعة لها ضد أفراد ينتمون إلى أقليات وأشخاص يرفضون الإيديولوجيا المتطرفة".

والتقى وزير شئون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية توباياس إلوود، الأربعاء، ممثلين عن المسيحيين العراقيين في لندن، حيث استمع لبعض التقارير الفظيعة الواردة من الموصل بشأن تهديد جماعة داعش للمسيحيين، مما اضطر الكثيرين منهم لمغادرة مدينة يعيش فيها المسيحيون منذ 1800 عام.

وقال إلوود: إن هذه التقارير أحدث دليل على وحشية وتعصب هذه الجماعة المسئولة عن ارتكاب الكثير من الأعمال الوحشية في العراق وسوريا.


وأدان الوزير البريطاني بشدة اضطهاد المسيحيين وغيرهم من الأقليات على أساس دينهم أو معتقداتهم أو أصولهم العرقية، وحرق الكنائس ووضع علامات مميزة على البيوت هي أعمال مستنكرة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لتدمير المساجد وتدنيس المواقع المقدسة.

وقام تنظيم داعش بإعدام 1500 جندى عراقى رميًا بالرصاص بالرأس، بعد تقسيمهم لمجموعات، تم إعدام جزء منهم في الصحراء، وجزء آخر على مرسى مائى، ويتم رميه في المياه بعد ضربه بالرصاص.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومسلحين عشائريين سُنة في شرق سورية، تسببت بمقتل خمسة مقاتلين من التنظيم على الأقل، بحسب ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الخميس.