السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

معهد "واشنطن": الحرب بـ"الوكالة" وصراع الأيديولوجيات يهددان ليبيا

معهد واشنطن لسياسات
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في دراسة له أن "ليبيا دولةٌ منقسمة يهدّد فيها العنف الذي يئزّ فيها منذ وقتٍ طويل بالفوران، بعد أن امتد القتال الفاتك الذي كان محصورًا في الماضي ببنغازي إلى العاصمة طرابلس"، وبالتالي أخليت السفارة الأمريكية بسرعة في 26 يوليو، كما حثت الدول الأخرى مواطنيها على مغادرة البلاد.
وأكَّدت الدراسة التي أعدَّها كل من أندرو أينجل وأيمن قرادة، أنَّ القتال المحتدم في طرابلس منذ 12 يوليو بين ميليشيات إسلامية متشدّدة أتت من معقل الإخوان المسلمين في مصراتة وحلفائهم من شمال غربي البلاد، وبين ألوية قوميّة مجهّزة ومدرّبة من الزنتان وهجوم ميليشيات مصراتة على المطار، أدّى إلى تدمير 90 % من الطائرات على الأرض ما يساوي خسارة بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي يُشكِّل منعطفًا سوداويًّا لليبيا وازدياد إمكانية خوض البلاد حربًا أهليّة قبليّة شبيهة بحرب العام 1936 مرّةً أخرى.
وبيَّنت الدراسة أنَّ القتال في بنغازي واضح نوعًا ما، فالخلايا المتطرفة تتّبع حرب العصابات محاولةً استبدال نظام الدولة بنظامها غير الليبرالي، غير أنّ الوضع في شمال غربي ليبيا أكثر تعقيدًا بكثير، لا بل يشبه التصارع على النفوذ السياسي الذي تصوّره الدراما التليفزيونية، إن أضيفت إليه الأسلحة الثقيلة.
وأوضحت أن الانقسامات القبلية ولّدت، تاريخيًّا، في تلك المنطقة الحرب الأهلية الحديثة الأولى في ليبيا بين قبائل أساسية كقبيلة ورفلة "التي حاربت مصراتة" وقبيلة المشاشية "التي حاربت الزنتان"، واصفة ما يجري بأنَّ التاريخ يعيد نفسه، على عكس ذلك، مالت القبائل في ليبيا الشرقية إلى التجانس الاثني والتوحّد السياسي كما ظهر في مواجهة القوات الإيطالية الاستعمارية كجبهةٍ واحدة في الماضي ومؤخرًا، في تحالفها الائتلافي مع قوات حفتر ضدّ الإسلاميين والمتطرفين.
وأضافت الدراسة أن المشهد الدولي يُشكل عاملًا حديثًا مهمًّا آخر، قائلة: "يُفترض أنّ الإمارات العربية المتحدة ومصر تدعمان القوميّين، بينما تدعم تركيا وقطر والسودان الإسلاميين الذين يعتمدون على مصراتة، أي أنّ الحرب للسيطرة على طرابلس تمثّل أيضًا حربًا بالوكالة لتيّاراتٍ إقليمية على نطاق أوسع".
ذكرت الدراسة أنَّ اتجاهات سياسية عدّة ساهمت في تأجيج الاشتباكات الأخيرة. أولًا، شملت حالة الجمود السياسي. المؤتمر الوطني العام الذي كان على وشك أن يُحل واعتمدت عليه عملية الدولة الانتقالية إلى الديمقراطية. ثم تمّ انتخاب 120 مرشّحًا مستقلًا و80 مرشحًا آخر من اللوائح الحزبية خلال انتخابات حرة وعادلة أجريت في 7 يوليو 2012. ولاقت النتائج ترحيبًا بارزًا مع فوز تحالف القوى الوطنية بتسعة وثلاثين مقعدًا ليصبح الأكثر تمثيلًا في المؤتمر الوطني العام، يليه حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين الحائز بسبعة عشر مقعدًا. إلا أنّ الدراسات أظهرت أنّ المرشحين التابعين لأحزاب الإسلام السياسي والسلفيين المستقلين تمتَّعوا بهامش ولو بسيط يفوق الأصوات الممنوحة للمرشحين المستقلين التابعين لـ"تحالف القوى الوطنية"، حتى أن بعض التقديرات أشارت إلى أن 80 % من المرشحين المستقلين المتوقّعين كانوا من الإسلاميين أو المحافظين دينيًّا. واستطاعت أحزاب الإسلام السياسي استمالة الفاعلين غيرهم عادةً كجماعة الأمازيغ مثلًا من خلال الوعد بمنحهم حقوقًا ثقافيّة أوسع، كما استغلّت أحزاب الإسلام السياسي النزاعات القبلية والإقليمية والإثنية لتهميش المعارضة. وفي نهاية الأمر، لم يجد تحالف القوى الوطنية عددًا كافيًا من المرشحين المستقلين يتحالف معه.
واستطردت الدراسة: "إنَّ المرشحين المستقلين الإسلاميين والسلفيين أسسوا من ثم التكتل السياسي الثالث من حيث الحجم ألا وهو كتلة الوفاء، وقاد الكتلة المتشددة هذه عبدالوهاب قايد، وهو عضو سابق في (الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة). أما أخوه أبو يحيى الليبي فكان مسؤولًا ثانيًا في تنظيم القاعدة قُتل في هجوم شنته طائرة من دون طيار في باكستان عام 2012. ودفعت تلك العوامل وغيرها حفتر إلى اتهام قايد وزميله عضو المؤتمر الوطني العام محمد بوسدرة بدعم الإرهاب".