الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أهالي الشرقية: ارتفاع نسب الإصابة بالفشل الكلوي بسبب تلوث المياه

تلوث مياه الشرب
تلوث مياه الشرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعيش العديد من قرى محافظة الشرقية مأساة حقيقية؛ بسبب الانقطاع الدائم لمياه الشرب أو وجودها ولكن في حالة تلوث كامل فالمياه في قرى الشرقية بلون وطعم ورائحة، علاوة على أنها في فصل الصيف دائمة الانقطاع.

"البوابة نيوز" رصدت معاناة الآلاف من مواطني القري والمدن بالشرقية؛ بسبب تلوث مياه الشرب والتي تغتال اجساد المعدمين منهم علاوة علي الفقر وإهمال المسئولين الذين تآمروا عليهم ووضعوهم وأطفالهم خارج حساباتهم.

في البداية يقول يوسف أحمد فلاح من أبو كبير: "إحنا ناس غلابة ساكنين في هذه القرى وبنعتمد في رى الأراضى الزراعية وقضاء حوائجنا على مياه الترع رغم إننا عارفين أن ده هيأثر على المحاصيل بشكل سلبى وهينقل لينا الأمراض.

وأشار إلى أن الترعة ممتلئة بالحيوانات النافقة والقمامة، كما يتم التخلص من مياه الصرف الصحى فيها ولقد اشتكينا كثير للمسئولين ومحدش سأل فينا علاوة على أن مياه الشرب مختلطة بمياه الصرف الصحي والمياه عندنا في أبو كبير ليها لون وطعم ورائحة كريهة.

فيما أكد فوزي أحمد من قرية المسلمية بالزقازيق، أن معظم الأهالي عندهم فشل كلوى وأمراض كبد وبلهارسيا مشيرًا إلى أنه يعانى من الفشل الكلوى منذ 3 سنوات؛ بسبب مياه الشرب الملوثة وان غالب أهالي الشرقية مصابون بالفشل الكلوي بسبب تلوث المياه وخاصة في الريف مطالبا المسئولين بالنظر بعين الرحمة للأطفال وإبعاد أسباب الأمراض والأوبئة عنهم قائلا: "دول مستقبل البلد حرام نسيبهم يموتوا ولّا لما يكبروا يبقوا ضعاف من المرض وما يقدروش يبنوا البلد زينا".

اما على فتحي من أهالي قرية الزهراء بالزقازيق، والتي شهدت حالات تسمم جماعي بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي خلال الاشهر الماضية أن القرية عاشت اياما عصيبة بعدما اصيب أكثر من 80 حالة منها بالتسمم وتم نقلهم إلى المستشفيات؛ بسبب تلوث المياه ووقتها انقلبت الدنيا وتحولت القرية إلى ثكنة من المسئولين والقنوات الفضائية، وكأن المسئولين لم يتحركوا إلا بعد وقوع الكوارث دائما في هذا الوقت شعرنا لأول مرة بآدميتنا، ولكن سرعان ما انتهت الأمور بعدما تم إصلاح شبكة مياه الشرب.

وتوضح ام السيد من قرية الباشا بصان الحجر، أن مياه الشرب يقوموا بشرائها من الجرارات مجهولة المصدر حيث أن المياه بالمنطقة مالحة وغير صالحة للاستعمال الآدمي، وأن غالب أهالي القرية يعيشون على لطلمبات الحبشية، ولكن بسبب تلوث المياه الجوفية بسبب الصرف الصحي حيث إن جميع أهالي لقرية يقومون بالصرف في طرنشات امام منازلهم ويتم تسريب المياه في باطن الارض الأمر الذي يؤدي إلى سحب الطلمبات منها مناشدة المسئولين بالتحرك، وإنقاذهم من الأمراض التي بدأت تنهش في أجسادهم.

وأكد محمد جعفرمهندس من أهالي قرية الديدامون بمركز فاقوس إلى أن مسئولي الري والوحدات المحلية مصرين على قتل الأهالي، حيث يتم إلقاء المجاري والحيوانات الميتة في المجري المائي المؤدي إلى مدينة الحسينية، والذي يوجد عليه عدد 2 مأخذ لمحطات مياه الحسينية محطة مياه حاجير – محطة مياه الحسينية وقد تقدم عدد من المواطنين إلى محافظ الشرقية بشكوى ضد المسئولين عن تلك المأساة ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم.
 ورغم أن هذا المجري يعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب في مدينة الحسينية إلا أنه يعاني أشكالا مختلفة من التلوث سواء من إلقاء مخلفات المنازل أو مخلفات الأراضي الزراعية المطلة عليه والصرف الصحي، ويعد الصرف الصحي أهم مصدر لتلوث المياه نظرا إلى ما تحتويه مياه الصرف من ملوثات بيولوجية وكيميائية مجمعة من 5 آلاف حوض بالقرى النائية.

وأضاف عادل عبد الله مدرس من أهالي الحسينية بفاقوس قائلا، إن قسم البيئة بمجلس مدينة الحسينية خارج الخدمة فالموظفين على الأوراق فقط ولا توجد متابعة منهم على المجاري المائية؛ مما يؤدي إلى تفاقم لكوارث.
ولفت إلى أن هناك معاناة من قبل 36 قرية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فهم يموتون عطشا نتيجة افتقادها لقطرة مياه نظيفة، حيث لم تدخل المياه إلى قراهم حتى الآن بسبب إهمال المسئولين وتضارب الاختصاصات وان قرى المركز جميعها تشتري مياه الشرب الجركن الواحد بسعر 2 جنيه نظرا لتلوث المياه والذي وصل في الفترة الأخيرة إلى 4 جنيهات، وتعرض العديد من المواطنين لأمراض الفشل الكلوي مؤكدا أن مشكلة مياه الشرب أصبحت مزمنة وليس هناك بارقة أمل في حلها خاصة أنها مشكلة أكثر من 36 قرية بمركز الحسينية.

وأوضح سعيد الشنباري من الأهالي أن المياه الواصلة إلينا من محطة شعفورة مأخذها غير صالح وهي خاضعة للمناوبات، لذلك فإن المياه تكون مالحة دائما ومحملة بالطحالب ومنذ عام صدر قرار بتعديل مأخذ هذه المحطة إلى ترعة أبو كبير ولم يتم تنفيذ ذلك حتى الآن.

وطالب أهالي الشرقية بالتحرك خاصة أن فصل الصيف يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي منددين بعدم الرقابة على محطات المياه والماخذ المائية وحقا صدق الله اذ يقول "وجعلنا من الماء كل شيء حي".