الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلي من يهمه الأمر..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد هناك مجالا للشك فيما يتعرض له الشرق الأوسط والدين الأسلامي وغيره من ديانات المنطقة من مؤامرات وحملات تشويه فكري، مستغله الجهل والفقر، تستهدف شعوب ودول المنطقه وتعميق سيطرة الأعداء عليها ، ولعل هذا مايفسر انتشار جماعات ارهابية تدعي أنها حامية للدين، تقتل باسمه وتستبيح دماء المسلمين وغير المسلمين بحجة الحفاظ على الإسلام والمسلمين رغم علمهم بأن اللّهُ تعهد بحفظ الإسلام حتى يوم الدين دون الحاجة إلي اراقة الدماء، فما الذي يخشاه هؤلاء المدعون؟؟؟
إن الاسلام مثله مثل الديانات السماوية الأخري يدعو للتمسك بمبادئ السلام والحب والتعايش بين الشعوب من أجل تحقيق الهدف الكبير من خلافة الإنسان على الأرض، وإحياؤها بالسلام كأبسط أسباب الحياة الآمنة.
لم يعد الأمر يتوقف على جماعات الإرهاب فقط، فمن الملاحظ أن الدول باختلاف اتجاهاتها الدينية قد عجزت عن ترسيخ فكرة التعايش واحترام الأديان اﻷخرى لمواجهة الخطر الدامي الذي يحصد الأخضر واليابس، ويدفع ثمنها الإنسان ويخلق بين الشعوب تعصبا قبليا وطائفيا داميا وهنا نستطيع القول إن هذه الدول مقصرة في حق مواطنيها، بل ساعدت على تعميق هذا التباين الذي لايصب في مصلحة أي فئة او طائفه داخل الدولة الواحده.
فعلى سبيل المثال نجد أن ما يتعرض له الآن مسيحي العراق الشقيق من تهجير وقتل وتشريد، وهم الذين عاشوا في وطنهم آلآف السنين يمر مرور الكلام، ويغض المجتمع الدولي ومنظمات لحقوق الأنسان ودول أوربا بصرهم عما يحدث ﻷبناء العراق من اضطهاد ديني، والمفارقه هنا انهم يدعون أنهم المدافعين عن حرية العقيدة والحريات الدينية والنتيجه أن مسيحي العراق لا يجدون من يدافع عن حقوقهم المهدرة في أوطانهم، ونكتشف نحن أن كل المواقف تنطلق من مصالح دولية وتصب في دعم جماعات العنف والإرهاب، وأيضا مايحدث في قطاع غزة الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم يدفع يدفع ثمنه في اقل من اسبوعين اكثر من 1000 شهيد فلسطيني أعزل؛ بسبب غباء الموقف السياسي لحركة حماس تحت مظلة المقاومة رافعه شعار إسلامي في ظل تواجد عقائد أخرى داخل الوطن مما يحول القضية إلي قضية دينية وليست قضية محتل وصاحب حق، ودون النظر لإعتبارات توازن القوى وحجم الخسائر التي تنتج عن سياسات غير دقيقة فكريا وعسكريا .
ولو كان لدينا نظرة ثاقبة وعميقة لما يحدث من حولنا من اشعال للفتن والقتل لزاد إيماننا بما يحاك للشرق الأوسط من مؤامرات وتدمير معنوياتنا وازهاق أرواحنا تحت مسمى طائفي او ديني تولد الأحقاد والصراع بين طوائف الشعب، فنزداد ضعفا وإذعانا ونكون فريسة ﻷعدائنا.
فليتعلم اﻵخرون الذين يسيئون إلينا كمسلمين، كيف يتعامل الطرف الآخر لحماية عقيدته بدلا من الرعب والترهيب ، وبالتحديد من موقف ايطاليا، حين تبنت قضية الطبيبة السودانية مريم التي حكم عليها بالإعدام في السودان تحت مسمى قضية ارتدادها عن الدين الأسلامي فلجأت الي السفارة الأمريكية في الخرطوم ثم تم ترحيلها لروما واستقبلها بحفاوة رئيس الوزراء الإيطالي وزوجته في المطار وباركها بابا الفاتيكان.
لماذا لم تتبن أوروبا قضية تهجير مسيحي العراق وحمايتهم، كما فعلت مع مريم، ولماذا تغض البصر عن جرائم داعش في العراق والإرهاب الديني في المنطقة؟!
فإلي كل من يهمه الأمر، وبغض النظر عن جرائم الجماعات الدامية هنا وهناك بدعوى الدفاع عن الاسلام ومبادئه أقول لهم، إنه لا أعداء هناك للإسلام إلا انفسكم، فأهم مبادئ الديانات هو حقن الدماء وحفظ الأرواح، فإسلامكم لا يهم غيركم إلا أن الوقيعة بينكم كشعوب عربية هي المستهدفة طمعا في خيراتكم، واستهدافا لعقولكم يستهدفها الأقوى مستغلا فقركم وجهلكم وقلة الوعي لديكم للانقضاض على ثرواتكم الطبيعية والبشرية، وتحويلنا إلي عبيد لانملك حقوقا في اوطاننا، ويجب أن نعلم أنه لولا تلك القيمة الأنسانية والعقلية القويه لدى شعوبنا لما استهدفنا الغير، فلنعرف قيمة وجودنا وانسانيتنا بالحب لحقن الدماء والتعايش في سلام.