الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"البوابة نيوز" تكشف تفاصيل زيارة الوفد الإعلامي الياباني إلى مصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"البوابة نيوز" تكشف تفاصيل زيارة الوفد الإعلامي الياباني إلى مصر:
مدير مكتب اليابان دعا مجلات متخصصة في طعام الكلاب والقطط و"الشوربة" لجولة سياحية في مصر كلفت الدولة مليون و100 ألف جنيه.
اتحاد الشركات: خاطبنا الوزير ورئيس هيئة التنشيط لوقف المهزلة ولم يرد.. ودبي لا تملك مكتبا في طوكيو وتستقبل 175 ألف سائح ياباني.
حصلت "البوابة نيوز" على تفاصيل الصفقة التي أجراها مدير مكتب السياحة المصرية باليابان وبمساعدة موظفى هيئة تنشيط السياحة وموافقة هشام زعزوع وزير السياحة والتي كبدت خزينة مصر الملايين في الوقت الذي ناشد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي جموع المسئولين والمواطنين الحفاظ على مقدرات الوطن وحماية أموال الأمة وترشيد الإنفاق.. غير أن خزينة وزارة السياحة لا تزال تنزف الملايين لجيوب مسئوليها، وتجسد ذلك في جولة الوفد الإعلامي الياباني المتواجد الآن بالقاهرة.
تبدأ وقائع الصفقة بخطاب تلقاه اتحاد شركات السياحة المصرية العاملة في السوق اليابانى -14 شركة-، من وزارة السياحة تطلب فيه مساهمتهم في مقترح المكتب السياحي المصري باليابان سامي محمود في استضافة عدد كبير من أهم وسائل الإعلام اليابانية في زيارة لمصر لإطلاعه على حقيقة الأوضاع بالبلاد، والتأكد من أمنها وسلامتها، وعقب تلقيه الخطاب بدأ الاتحاد الاستفسار عن هوية وسائل الإعلام التي أرسل سامي محمود قائمة بها، وهنا اكتشف الاتحاد فضيحة الاستهتار بالسياحة وبمصر وإهدار أموال الدولة التي يناضل رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه للحفاظ عليها وتنميتها.
بدأت الحقائق تتضح تباعا في جولة كلفت الوزارة مليون و100 ألف جنيه ما بين مصاريف طيران وإقامة وبدلات لمصروفات أعضاء الوفد، حيث جلب مدير المكتب السياحي المصري في اليابان شركة علاقات عامة محدودة و6 وسائل إعلامية قال إنها متخصصة في السياحة وأنها الأعلى انتشارا في طوكيو، وأن مصر سوف تستفيد من الأخبار التي ستنشر عن طريق هؤلاء الإعلاميين في اليابان، غير أن المكاتب الخاصة التابعة للشركات كشفت حقائق كارثية، أولها أن هيئة تنشيط السياحة أحضرت وفدا من 6 مجلات مجهولة الهوية لا علاقة لها بالسياحة من قريب أو بعيد.
وفى قائمة مكتب تنشيط السياحة ذكر سامي محمود أن الصحف التي أرسلها هي الأوسع انتشارا بينما أكدت مكاتب الاتحاد باليابان أن أغلبها مجلات لا وجود لها على أرض الواقع، أو ليس لها علاقة بالسياحة، ومنها على سبيل المثال مجلة "سوب" وهى مجلة صغيرة تختص بالطعام وأنواع "الشوربة" المفضلة في العالم، ثم مجلة "وان نايان والكر" وهى مجلة متخصصة في طعام القطط والكلاب وتوزيعها لا يزيد عن 1000 نسخة، ثم مجلة "بين أب" وهى مجلة صغيرة متخصصة في بيع أدوات الموبايل وصدر أول عدد لها في 27/6/2014، وتهتم بالمرحلة العمرية ما بين 10 إلى 20 عاما.
وهكذا كشفت التقارير الوافدة من اليابان عن حجم الكارثة التي أحاطت بالرحلة التعريفية وانعدام الرؤية لدى وزير السياحة وهيئته للتنشيط ومدير مكتبها باليابان علاوة على رئيس ومشرفى قطاع السياحة الدولية بالهيئة، حيث أثبت اتحاد الشركات المصري في خطاب وجهه للهيئة أن جميع المجلات التي تم دعوتها هي مجلات مجهولة ولا تمت للسياحة بصلة كما أنها متخصصة في أكل القطط والكلاب والموبايل والطبخ والموضة وأدوات الماكياج، موضحا في الخطاب أنه ليس من العدل ولا الرحمة لخزينة مصر الخاوية أن تهدر منها مليون و100 ألف جنيه في رحلة فشلت قبل أن تبدأ، ليرفض في خطابه تعاون اتحاد الشركات المصرية العاملة في السوق اليابانى في تلك الرحلة.
خطاب الاتحاد لم ينته عند هذا الحد، بل إنه كشف عن جريمة أكبر ارتكبتها الوزارة في حق المال العام، موضحا أنه كان يمكن للاتحاد تنظيم رحلة تضم أكبر وأشهر وسائل الإعلام "بالمجان" دون تكلفة الوزارة دولارا واحدا، وضرب أمثلة بوسائل دعائية ستكون أكثر فاعلية مثل منح تصاريح بالتصوير المجانى في المناطق الأثرية لمدة 6 أشهر لأكبر 4 محطات تليفزيونية يابانية على أن تسدد الوزارة ثمن التصاريح لوزارة الآثار بدلا من دفعها لمجهولى الهوية الذين أحضرهم المكتب، علاوة على استضافة أشهر لاعبى السومو اليابانى بصحبة بطل مصر محمد شعلان وكذا تنظيم مسابقة في مدينة فوكوشيما واختيار 50 طالبا فائزين وتنظيم زيارة لهم إلى مصر، مؤكدا أن الاتحاد سيتحمل في تلك الحالة كل مصروفات الانتقال والإقامة دون تكلفة خزينة الدولة.
وشمل الخطاب أفكارًا أخرى عديدة من شأنها تنشيط جانب السياحة اليابانية إلى مصر التي انحدرت من 130 ألف سائح سنويا إلى صفر، وذكر الخطاب أن العام الماضى زار وزير السياحة التركي اليابان والتقى ابنة ولى العهد وأهداها ألبوم صور لمركبين كانت تركيا أرسلتهما لليابان في القرن 19 محملين بالهدايا لجدها إمبراطور اليابان، وغرقت المركبتان في طريق العودة ليذكرها بأن هناك من ضحى بحياته من اليابانيين لتوطيد العلاقة بين البلدين، فذهبت بعدها ابنة ولى العهد لتركيا لتصوير المكان وبصحبتها 30 محطة تليفزيونية من أكبر محطات التليفزيون في شرق آسيا لتغطية الزيارة، وأوضح الاتحاد أن تلك الفكرة لم تكلف تركيا سوى 200 دولار ثمن الألبوم لكنها استطاعت جلب مئات الآلاف من السائحين اليابانيين إلى إسطنبول.
الغريب أنه بعد عودة الوفد اليابانى إلى بلاده في 17/7/2014، لم ينشر عن الزيارة سوى خبر واحد في مجلة مصرية لم يكن لها ممثل في الزيارة، كما أن شركة العلاقات العامة والتي تعاقد معها المكتب المصري باليابان وتملكها الكورية إلينا ساكاى قد حصلت على 320 ألف دولار على أمل عمل سيمينار مصري بطوكيو لم يتم وحملة تسويق لم تبدأ حتى الآن، في الوقت الذي تعاقدت فيه دبى – أغنى العواصم العربية- مع شركة جرين جاردينز اليابانية للتسويق لها مقابل 10 آلاف دولار شهريا أي 120 ألف دولار في العام، علما بأن دبى استقبلت من هذا التعاقد 175 ألف سائح يابانى هذا العام، في الوقت الذي كانت مصر تستقبل في أفضل حالاتها في عام 2010 والذي يسمى عام الذروة 130 ألف سائح فقط، كما أن دبى لا تملك مكتبا سياحيا في اليابان من الأساس ولم تستأجر مكتبا يطل على حديقة الإمبراطور ويكبد خزينتها مئات الآلاف من الدولارات مثلما تفعل مصر.