الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حماس ترقص على جثث شهداء غزة.. دول العالم تطالب بسرعة تنفيذ مبادرة مصر لوقف المجازر الصهيونية.. وعباس بالقاهرة لتفعيلها.. والحركة ترفضها وتسلم الفلسطينيين العُزّل قربانًا وكبش فداء لإسرائيل

حماس والرقص على جثث
حماس والرقص على جثث شهداء غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قول الله تعالى " أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" سورة المائدة، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حرمة دم المُسلم عند الله أشد من زوال الدنيا، وقوله فى حديث آخر: "إن حرمة دم المؤمن المسلم عند الله أشد من حرمة الكعبة"، وحتى المثل الغربي (Live Today To Fight Tomorrow .. عيش اليوم لتقاتل عدوك غدًا)، وسقوط أكثر من 1,350 شهيدًا وأكثر من 7 آلاف مصاب حتى الآن حصيلة الحرب البشعة والمذابح الإسرائيلية الدامية على المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة طوال شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر، كل ما سبق أعلاه تناساه وتجاهله تماما قادة "حماس" الذين يستمتع مُعظمهم بالإقامة فى أفخم أحياء قطر وتركيا، وتناسوا أيضا أنهم فلسطينيون وأن اسم حركتهم اختصار لـ"حركة المقاومة الإسلامية.. حماس"، واكتفوا بصم آذانهم وإعماء قلوبهم وأبصارهم عن جرائم الاحتلال المستمرة فى حق شعبهم بحجة وذريعة واهية الا وهى: "لا يمكننا قبول تهدئة مع إسرائيل تهدف لنزع سلاح المقاومة"، مُفضلين الحل الثانى وهو إبادة الكيان الصهيونى للفلسطينيين العُزل.


المبادرة المصرية التى قدمتها القاهرة منذ 4 أسابيع لوقف المجازر الإسرائيلية على الفلسطينيين فى قطاع غزة لم تتضمن مُطلقا نزع سلاح حركات المقاومة الفلسطينية مقابل وقف إسرائيل لحربها على المدنيين الفلسطينيين، ولكن المبادرة نصت على وقف إطلاق النار الفورى من جانب حماس وحركات المقاومة الفلسطينية، ووقفها أيضا من جانب إسرائيل، ولكن مبادرة مصر للتهدئة ووقف إبادة الشعب الفلسطيني فى غزة لم تحلُ وترُق لحماس، وأعلنت رفضها القاطع لمبادرة مصر، وتفضيلها سقوط مئات القتلى والجرحى من شعبها، حتى تنجح قطر وتركيا فى الوساطة لدى إسرائيل، وتقديم مبادرة جديدة ترحب بها حماس لوقف إطلاق النار ووقف ذبح الفلسطينيين ووقف تدمير قطاع غزة الذى يحتاج مليارات الدولارات لإعادة إعماره.


مع العلم أن حركة حماس فى نفس التوقيت هذا خلال العام الماضى قبلت - دون تقديم أى شروط مُسبقة- وساطة مصر للتهدئة مع إسرائيل عقب تدخل الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى للوساطة بين الجانبين، وهذا ما يؤكد أن حماس استجابت فورا لمبادرة مرسى لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بسبب انتمائه هو وقادة حماس لتنظيم الإخوان الدولي، وللأسف لن تأتى موافقة حماس على مبادرة مصر أيام المعزول لإعلاء مصلحة شعبها أو بحجج وذرائع سلاح المقاومة التى تستخدمه الحركة لإذلال المدنيين الفلسطينيين فى غزة.

وفى مقابل موقف حماس المتعاون بشكل مُقزز وفج مع إسرائيل لقتل المدنيين فى غزة، طالبت أول أمس الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا وألمانيا وفرنسا وكثير من دول العالم، بضرورة التنفيذ الفورى لبنود المبادرة المصرية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، لذا وصل منذ ساعات الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن للقاهرة، فى وفد يضم ممثلين من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، لتفعيل المبادرة المصرية، ووافقت حماس على إرسال وفد لمصر لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، عقب تأكد وإدراك حماس من فشل قطر وتركيا فى تقديم مبادرة ناجحة لوقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين فى غزة، ولكن إدراك حماس وقادتها جاء متأخرا وعلى حساب رقص الحركة على أشلاء وجثث شهداء ومصابى غزة.

العجيب والمثير للدهشة أنه فى الوقت الذى رفضت فيه حركة حماس مبادرة مصر لوقف الحرب على غزة، ولم تهتم على مدار شهر كامل بسقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين الفلسطينيين حتى تحصل على مبادرة لوقف إطلاق النار تحوذ رضاها وتخدم شروطها، فإن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فجر مفاجأة أمس، مؤكدا أن بنيامين نتنياهو طالبه بقبول إسرائيل بأي هُدنة أو تهدئة طويلة المدى لوقف الحرب على غزة، ودعاه بحثّ حماس على قبول الهدنة مع إسرائيل بأسرع وقت، وجاءت مطالب نتنياهو للتهدئة ليست للحفاظ على دماء شعبه أو بسبب مقتل مئات من المدنيين الإسرائيليين وإصابة آلاف آخرين، فالجيش الإسرائيلى لم يخسر إلا ما يقرب من 55 عسكريّا خلال الحرب على غزة، ولكن نتنياهو أدرك جيدًا أن اقتصاد بلاده أصبح على المحك وتحيط به مخاطر وخيمة، ففضل رئيس وزراء إسرائيل قبول الهدنة واللحاق بإصلاح الاقتصاد الإسرائيلى من خسائر حرب غزة على أن ينفذ وعوده باحتلال غزة ويُكمل عملية "الجُرف الصامد" على جُثة اقتصاد إسرائيل، بينما فضلت حماس المتاجرة بدماء آلاف من شعبها فى غزة فقط لتلبى رغباتها السياسية الحقيرة.