الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هجوم على إبراهيم عيسى بعد فتوى "عدم وجود عذاب القبر".. علماء: على وسائل الإعلام الحذر عند الحديث في الدين.. والفتاوى يجب أن تكون من أهل الفتوى فقط.. وقانوني: ما حدث وجهة نظر لا تستحق العقوبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى حول نفيه وجود عذاب في القبر بعد الموت، استياء العديد من المتابعين للشأن الإعلامي والسياسي والديني، حيث من المعروف أن وسائل الإعلام تشكل المصدر الرئيسي لمتابعها للحصول على معلوماته وتشكيل ثقافته التي تشكل آراءه، ولكن من الملاحظ أن الفترة الحالية تشهد ما هو نقيض ذلك فتخرج الكثير من التصريحات والحوارات غير مستندة إلى حقائق، فها أنت تجد أحدهم يطالب بتنقيح السنة النبوية بما يتماشى مع الواقع الحياتي الذي تعيش فيه بحجة أن العالم يتغير، بينما تجد آخر يخلع حذاءه ويصف به المجاهدين في فلسطين وغير ذلك.

وفي إطار ذلك استطلعت البوابة نيوز آراء عدد من رجال الدين والقانون حول آخر تقاليع تلك التصريحات وهي حديث الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى حول عذاب القبر في مخالفة منه لصحيح الدين.


شددت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية، على ضرورة وجود تخصص وضوابط عند التحدث في وسائل الإعلام عن الأمور المتصلة بالعقيدة الإسلامية حتى لا يكون هناك أي أخطاء في الحديث وتجاوزات ما أنزل الله بها من شيء.

وتابعت نصير، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، الأربعاء: "الحديث حول الدين عامة، لا يقبل أي إضافة أو تجزئة أو مبالغة أو تجسيد بالحواس مثل تحكيم الجانب العقلي على الحقائق التي وردت بالسنة النبوية، مشيرة إلى أن عذاب القبر لا يمكن التحدث والاستفاضة فيه بالجانب الحسي الذي ظهر خلال حديث الكاتب الصحفي، ولكن لا بد هنا من الاستناد إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث إن القضية أعمق من هذا بكثير وخلاصتها أننا يجب عند الحديث أن نعرف المنهج الدقيق اللائق بالغيبيات". 


قال الشيخ جمعة محمد على، المعروف إعلاميّا بخطيب التحرير: إن الفتوى بدون علم هي كفر بآيات الله إلا في حالة واحدة وهي الجهل بما ورد في الكتاب والسنة النبوية، وهنا فإنه إذا كان الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى يجهل لكونه غير متخصص في الحديث عن الدين الإسلامي من الممكن أن نعذره بجهله لأنه غير متخصص بالأزهر، ولا يتكلم بلغة أهل القرآن وإنما بلغة أهل الثقافة ولكن عليه أن يعرف أن الفتاوى ليست إلا من أهل التخصص.

وشدد جمعة على ضرورة ترك أي فتوى في الدين ممن لا يعلم والحديث لمن يعلم، مؤكدا أن الله تعالى قال في كتابه العزيز "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وقال جمعة: إن الإنسان ينتقل فيما بين الحياة والممات إلى الحياة في البرزخ وهي فترة يتعرض فيها الإنسان إلى عذاب معنوي فيعرف فيرى مكانه إما في الجنة أو في النار كما أن عذاب القبر أمر حقيقي ورد بالكتاب والسنة النبوية.


من جانبه قال محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائى، وعميد كلية الحقوق حاليا: إنه لا يجوز الوقوف أمام ما تحدث به الكاتب إبراهيم عيسى من إنكاره ما جاء في السنة النبوية حول عذاب القبر، حيث إنه يجب ترك التحدث في الدين لمن يفهم فيه، وخاصة أن الدين لا يحتمل وجود آراء مخالفة.

وتابع كبيش، خلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": إن الأمر لا يستحق تشديد عقوبات، لأنه لم يتطاول أو يزدري الأديان، وإنما قام بالتعبير عن رأيه فقط، ولم يأمر أحدًا بالامتثال له، ولكن يجب منع تلك التصريحات بوسائل الإعلام، وخاصة فيما يتعلق بالدين.