أعد إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط في صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرا حول تعمد إسرائيل تدمير البنية التحتية لغزة.
وقال المحرر أنه بات من الصعب على إسرائيل إنكار قصفها شديد الوحشية على البنية الأساسية في غزة نظرا لمواصلة هجومها المستمر على كل المنشآت المهمة.
وأضاف المحرر أن الجيش الإسرائيلي قد ذكر من قبل أنه لا يستهدف المنشآت المهمة غير العسكرية إنما يستهدف مواقع حماس مثل الإنفاق والتي تعتبر مصدر قلق لتل ابيب حيث تتخذها حماس قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، بينما أكد المحرر أن الهجوم الأخير على محطة الكهرباء يوم امس الثلاثاء يبرهن بشدة أن إسرائيل تستهدف البنية الأساسية للقطاع في حربها المستمرة على حماس.
وذكر المحرر أن سياسيون بارزون طالبوا في الماضي بقطع الكهرباء عن غزة، منهم "زيف اليكن" رئيس لجنتي الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست الذي طالب من قبل بأن تقوم إسرائيل بقطع الكهرباء والمياه عن القطاع، مشيرا إلى أن ذلك ليس بجديد على إسرائيل فقد استهدفت محطة كهرباء غزة عامي 2006، 2009.
وأعاد الكاتب القراء إلى الماضي لحرب إسرائيل مع لبنان والتي استخدمت الأولى فيها نفس سياسة قصف المنشآت المدنية الحيوية في غزة ولبنان حيث قصفت محطة كهرباء في لبنان عام 2006.
وقال بلاك إن ذلك يعني أن إسرائيل قد بدأت في اتباع نفس السياسية التي انتهجتها في الهجوم على ضواحي جنوب بيروت، حيث ضرب المعاقل القوية لحزب الله عام 2006 من أجل ضرب الدعم الشعبي لحركات المقاومة لكي تفقدها التضامن الشعبي عندما يتم تضييق الخناق على السكان بضرب المنشآت المدنية والبنية التحتية وجعل الحياة صعبة للغاية على المدنيين.
وأوضح كاتب التقرير إن قصف محطة الكهرباء يكشف أن إسرائيل تستهدف متعمدة تلك المناطق وليس فقط الأهداف العسكرية، فليس هناك أي قول آخر سوي ذلك أو أنها تقصف بالخطأ يتضارب مع قولها بأنها تصيب في ضرب الأهداف بدقة.
وفي سياق متصل، لفت الكاتب إلى حجم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قلق المؤسسات الاغاثية الشديد من معاناة سكان القطاع وهم أعداد كبيرة.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت المؤسسات غير الحكومية من أن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة يعانون من نقص المياه وخدمات الصرف الصحي وطفح مخلفات المجاري في الشوارع بسبب تكسر المواسير، وأن هناك الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون دون كهرباء وهناك مئات الآلاف يعانون أيضا من انقطاع متكرر في الكهرباء، موضحا أن القصف المتواصل على الخدمات في المستشفيات جعلها شبه منهارة ولا تؤدي عملها على أكمل وجه بينما تم تدمير الكثير من خطوط الطاقة ولم تتمكن أطقم الصيانة من إصلاحها بسبب القصف المتواصل.
