الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

طقوس اليوم الأول للعيد لدى المثقفين.. حجازي في المصيف.. نجيب في مشتول.. غزالي يراجع أفكاره

 الشاعر سالم الشهباني
الشاعر سالم الشهباني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتي العيد حاملًا معه ذكريات جميلة، لدى المثقفين والمبدعين في مصر، حيث يرتبط العيد عند الجميع بأيام الطفولة، بينما يختلف المثقفون في الطريقة التي يقضون بها أجازة العيد فمنهم من يستمتع بها في مسقط رأسه ومنهم من يقضيها في المدينة، وآخرون يفضلون قضاء العيد في المصايف، ومنهم من يكتفي بزيارة المقابر، وآخرون يفضلون الجلوس بالمنزل واستقبال الأقارب والأحباب.
ومن جانبه قال الشاعر سالم الشهباني: "كنا نقف يوم الوقفة أمام صالون عم سعيد الحلاق طابور أنا وعيال الحارة، كل ينتظر دوره لحلاقة شعره، وكان أكثر الأشياء صعوبة هو الخشبة اللي كان يضعها فوق الكرسي حتى يعرف يحلق لنا كأننا نذهب للسيرك وليس صالون حلاقة".
وأضاف الشهباني: "نخلص كلنا وننتظر بعضا ونذهب نفك عيديتنا شيلنات ورق من عم نصيف التمرجي ونحطها في استك بلاستيك كأنه رزمة فلوس، وانا أستقبل عيد الفطر الـ35 أتذكر كيف كان العيد زمان ابسط فقد كنت في مثل هذه الايام أجلس أنا واخواتي بجوار أمي وهي تعمل الكعك والبسكوت، وكانت مهمتنا محدده اننا نحمل صيجان الكعك للفرن ونتسابق مين منا سيصل الأول، وكنا يوم الوقفة نحضر لبس العيد ونضعه تحت المرتبة حتى يظهر وكأنه مكوي".
وتابع الشهباني: "أتذكر أن هناك حلم ظل يطارد أطفال كثير غيري أيامها أن ألبس بدلة ضابط واخرج العب عسكر وحرامي، وطبيعي بالبدلة سأكون الضابط، وكان ابسط طموحي أيامها أن أذهب إلى حديقة الحيوانات، وتقريبا كانت زيارة كل الغلابة في العيد، وعرفت هذا عندما ذهبت ولم أعرف أن أدخل واكتفيت بأن اتفرج من بره".

بينما أشار الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي إلى أن، قضاء إجازة العيد مرتبط لديه بوقت قدوم العيد، ونظرًا للطقس الحر، يقوم والعائلة بقضي العيد في الساحل الشمالي، وعندما يكون العيد في الشتاء يقضيه في القاهرة، أو في مدينة تلا بالمنوفية".
وأضاف: "أن العيد في المنوفية مرتبط بذكريات الطفولة والعائلة والأصدقاء والجيران، حيث الحياة المشتركة في الريف، اما في القاهرة فشكل العيد محدود وغير مشترك، وكان زمان العيد مناسبة مجتمعية ليس فقط للأسرة والعائلة إنما لأهل القرية جميعًا، حيث كنت أقضيه مع أبى وأمي وأخواتي وجيرانى بقريتي بالمنوفية، وأشار إلى أن الفرحة الآن أصبحت محدودة".
وأكد حجازي أنه يقضي اجازة العيد بصحبة أسرته وأحفاده لقضاء عطلة عيد الفطر بقرية الصحفيين، وقال" لى أولاد يعيشون خارج مصر في فرنسا يأتون لقضاء العيد برفقتي، وما يميز العيد هو اجتماع العائلة فذلك أمر ضرورى.

وقال الناقد والفنان التشكيلي الدكتور عز الدين نجيب أنه يقضي أيام العيد بمدينته "مشتول السوق" بمحافظة الشرقية لأنه اعتاد أن يمضى العيد مع أهله في مدينته التي يعشقها لأنها تذكره بعدد كبير من الذكريات الجميلة المرتبطة بطفولته وخاصة العيدية التي كان يشعر بها مثل أي طفل يشعر بفرحة هائلة عندما يحصل عليها، معبرا عن حزنه الشديد لغياب تلك الطقوس وتحولها من عملات معدنية.
كما أكد نجيب، أنه سوف ينتهز الفرصة للتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه من قيمة الجائزة التقديرية التي حصل عليها هذا العام للتبرع لإقامة مركز ثقافي في مدينته "مشتول السوق".
وأوضح نجيب أنه سوف يسافر إلى مدينته قريبا لتجهيز المكان ولفتح باب المشاركة للتبرعات للمركز، وأشار "نجيب" إلى أنه فكر في إقامة مركز ثقافي لأن المكان المقام به ضيق للغاية، ولايتسع لإقامة أنشطة ثقافية بالقدر الكافي، متمنيا في الوقت ذاته أن تساعده وزارة الثقافة بدعم المركز بالأنشطة الثقافية ليكون مكتملا
ويرى الشاعر عبد الرحيم طايع، أنه شتان بين الاحتفال بالعيد الآن وما كان يحدث فيما مضى، فقد اختفت الطقوس الشعبية المصاحبة للعيد وشهر رمضان إلا قليلا.
وأضاف طايع: "الغلاء والظروف المعيشية الصعبة، جعلت الناس في شغل عن الاحتفال والاحتفاء المناسب وكنت أشعر بالعيد وأنا صغير، واهتم بالملابس التي سأرتديها يوم العيد الملابس الجديدة طبعا والحذاء الجديد وكان الكبار من أقاربنا أو جيراننا أو الذين يعرفوننا يعطوننا " عيديات "، كنا نتفق على الذهاب إلى الحدائق أو معبد دندرة، أو نغامر ونسافر إلى الأقصر في المرحلة الإعدادية مثلا وكنا نأكل كعك العيد ومخبوزاته الوفيرة معقولة السعر بنهم وتلذذ".
وواصل طايع: الآن أبدأ عيدي بزيارة المقابر الوالد الذي لحقت به الوالدة منذ شهور نوزع على الفقراء هناك ما يسمونه الرحمة من نقود وفاكهة ومخبوزات، وأعود إلى المقهى، أشرب شاي الصباحي بعد ثلاثين يوما من الامتناع عن هذا الشيء الصغير البسيط الطبيعي الجميل وانتهى العيد هكذا ٬حتى لو تناولت الكعك وخلافه لا أحس بطعم الماضي الذي أكلته فيه بالسمن البلدي المعتبر وخبيز جدتي العظيمة أم أمي وغالبا ما أجد الناس واجمين، لا يقدرون على تمثيل مشهد البهجة.
وتابع طايع: "بقيت بعض الأشياء الجيدة بطبيعة الحال لكن تضمحل ٬على كل حال " العيد عيد القلب لا الأزياء " كما قال الشاعر والقلب كسرته ثورات أفشلتها الديكتاتوريات الراسخة، وأفسده ظلام منتشر، وخيانات صارت وجهة النظر، وقلة وفاء، وصلات منقطعة وبقيت تكبيرات العيد مما يشعرني بنشوة خاصة جدا لو فاتتني بالنوم يكون العيد فاتني جملة وتفصيلا الله أكبر الله أكبر٬ لا إله إلا الله٬ الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وأوضح الشاعر عماد غزالي، إن أول يوم للعيد كله مخصص للأسرة، حيث يقضي اليوم بكامله معهم، ثم ينتهز باقي إجازة العيد في القراءة والكتابة ومراجعة أفكاره.

وأوضح الشاعر عماد غزالي، إن أول يوم للعيد كله مخصص للأسرة، حيث يقضي اليوم بكامله معهم، ثم ينتهز باقي إجازة العيد في القراءة والكتابة ومراجعة أفكاره.
وأشار غزالي إلى أن في رمضان هناك من ختم قراءة القرآن كله ومن قرأ عددا من الأجزاء، وبالنسبة لي كلما أقرأ القرآن أشعر باكتشافات جديدة، واتمني لو انجز كتابا عن تلك الخواطر التي تنتابني والآيات التي اشعر كأنني أقرأها لأول مرة.
وتابع غزالي: لاشك أن هناك أثرا سلبيا على فرحة العيد بسبب العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، وما يحدث في العراق وليبيا، وهناك أيضا الظروف المعيشية الصعبة في مصر لمعظم الناس، لو كانت ظروفك جيدة فأنت تتأثر بمعاناة الآخرين وإن كنت أعتقد أن الجميع يعاني في تلك الفترة.
وقال الروائي عبدالوهاب الأسواني، إنه يفضل قضاء إجازة العيد مع ابنه وأحفاده، وأنه على الرغم من مروره بوعكة صحية إلا أنه سعيد بقضاء العيد معهم، ومع أصدقائه الذين اعتادوا على معايدته.
وأضاف الأسواني، العيد في الصعيد له مذاق مختلف عن القاهرة، وأنه دائما ما يذهب لقضاء العيد في أسوان، ولكن ظروفه الصحية منعته من الذهاب هذا العام.
وأشار الأسواني إلى أن ظروف الحياة الصعبة والمشكلات الاقتصادية جعلت بهجة العيد لدى الناس مختلفة عن السنوات الماضية، حيث كانت الحياة ميسرة في السنوات الميسرة، أما الآن فالبيوت تقع عليها أعباء عديدة.
ويقضي الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق العيد في منزله بالهرم مع الأسرة والأقارب، مشيرً إلى أنه كان دائما يقضي اجازة العيد في محافظة أسيوط، لزيارة أفراد عائلته.
وأضاف عبدالحميد: هناك فرحه خفيه لدى الشارع بسبب الظروف الاقتصادية، ولكن نأمل أن تتطور الظروف إلى الأفضل، لتعود البهجة والفرحة الكاملة بالعيد.
وأكد الشاعر إبراهيم داوود أنه يحب قضاء العيد مع عائلته بقريته "أوريم" بمحافظة المنوفية، وأشار داوود إلى أن" أن مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة أفسدت فرحة العيد، فضلا عن توالى العمليات الإرهابية التي طالت عددا كبيرا من الجنود المصريين في سيناء وارتفاع الأسعار، خاصة أن الأحداث القومية والشخصية تغتال فرحة العيد، معربا عن أمله أن تكون مرحلة عابرة.
وأوضح "داوود": أجد صعوبة كبيرة في كتابة الشعر منذ فترة طويلة والحزن هو ما يستحسنى للكتابة ولم أجرب أن أكتب قصيدة عن العيد لأن الحزن أنبل في الشعر من كتابه لحظات الفرح، ويكون أكثر رهافة وحساسية حينما يبدأ الشاعر في التعبير عنه.
في حين قال الدكتور حمدي أبو المعاطي، نقيب التشكيليين، أنه يقضي عيد الفطر المبارك، مع اسرته في بلدته المنصورة.
وأضاف أبو المعاطي: اتمني أن يمر العيد بكل خير وسعادة على المصريين وان تنتصر مصر على الإرهاب والعنف.
وأشار أبو المعاطي إلى أن دعوات جماعة الإخوان للتظاهر في العيد لن تعكر صفو المصريين ولن تفسد عليهم فرحة العيد.