تماماً كاسمه يصنع مثل الفخراني أواني فخارية يطبخ فيها طبخته التمثيلية المختلفة والجديدة فيجلس أمامه الجمهور في حيرة من أمره وفي "دهشه" من أدائه ، لا يكرر ولا يتكرر يقوم بتشريح الشخصية التي يتعاقد عليها كما الطبيب الجراح الواثق من كل قراراته ، يضع أمامه الشخصية المكتوبة على الورق ويصنع منها تاريخاً ترأه في كل مشهد .
يحيى الفخراني الذي برع في تقديم شخصية "الباسل" في مسلسل "دهشة" الماخوذ عن مسرحية الملك لير خاض غمار المنافسة هذا العام معتمداً على أرضية عريضة ومكانة كبيرة ذرعها في قلوب متابعيه ومنتظري أعماله في شهر رمضان ، بالاضافة الي نص تم تمصيره من قبل سيناريست رائع نسج خيوط السيناريو والحوار بكل ابداع وهو عبدالرحيم كمال ، ومخرج واع وواعد هو ابنه شادي الفخراني الذي اختار شخصيات العمل وأخرج كل طاقته حتى ظهرت بصمته على كل مشهد كما لو كان يرسم لوحة فنية متكاملة الجمال .
الباسل والثابت والصامد ألقاب جديدة لممثل بديع وضعته في ركن متميز داخل دكان الفن الاصيل ، وجعلته يسبح بعيداً عن باقي المتنافسين ، وصنعت منه أسطورة فنية كلما ظهرت على وجهها التجاعيد كلما ازدادت ابداعاً ، ويبقى كل مشهد شارك فيه الفخراني يمثل درساً حياً لكل من يريد أن يقف أمام الشاشة ممثلاً وأيضاً كل من وقف فيما سبق .
وتبقى لحظات لقاء الفخراني بأصغر بناته "يسرا اللوزي" هى أقوى المشاهد ، عيناه تمثل قبل لسانه وتجاعيد وجهه تصنع خريطة جديدة في عالم الاداء التمثيلي وحينما ينطق بلهجته الصعيدية تكتمل الصورة فتصبح أمام مشهد تمثيلي نادراً ما تجد مثله .
يحيى الفخراني ذلك الطبيب الذي استجاب ل "نداهة التمثيل" صنع من نفسه "نداهة" لمن يهوى التمثيل ، وذلك عبر عشرات الاعمال التي أثرى بها السينما والتليفزيون والمسرح ، وبقت أعماله راسخة وثابته وباسلة كاسمه في أخر أعماله "الباسل" وحتى موعد جديد مع عمل اخر تستمر "دهشة" كل من يتابعه .
