الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

النفط العراقي يكرر في سوريا ويباع عن طريق تركيا بعد استيلاء قوات داعش على حقول الموصل وتكريت.. الدولة الإسلامية تستخدم أرباح البيع في استمرار تقدمها

 قوات داعش
قوات داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد عمليات عسكرية نوعية حقق استيلاء قوات داعش على أربعة حقول نفطية صغيرة في الموصل الشهر الماضي نقلة نوعية في صالح تقوية داعش ماديا، إذ تقوم داعش ببيع النفط الخام والبنزين لتمويل ما يدعونه ب "دولة الخلافة الجديدة".
كان الاستيلاء على حقلي نجمة والقيارة الواقعين في الجنوب بالقرب من تكريت والسيطرة على حقلي حمرين وعجيل خلال الهجوم الذي اجتيح فيه شمال العراق من قبل قوات داعش على مدى يومين في منتصف يونيو الماضي، من أبرز الأمور التي حققت إنجازا أدى إلى تقوية التنظيم الذي بدأ بتمويل دولي ثم أصبح الآن في غير حاجة لهذا التمويل.
فأغلب الحقول النفطية الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية مغلقة ولا يتم ضخ النفط منها ويقدر عددها بنحو 80 حقلا، لكن احتكار الوقود في تلك المناطق التي استولى عليها التنظيم يمنحه ميزة على الفصائل المسلحة الأخرى التي قد تشكل تهديدا لهيمنته على الأمور في شمال العراق.
ويقول مسئولون عراقيون إن الدولة الإسلامية نقلت نفطا من القيارة في الأسابيع الأخيرة لتكريره في وحدات متنقلة في سوريا لإنتاج السولار والبنزين بجودة منخفضة ثم إعادة المنتجات لبيعها في الموصل التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.
 وأضاف المسئولون أن كميات أكبر من النفط الخام بعضها من حقل النجمة تباع أيضا عن طريق مهربين إلى تجار أتراك بأسعار مخفضة للغاية تبلغ نحو 25 دولارا للبرميل.

وقال هشام البريفكاني رئيس لجنة الطاقة في المجلس المحلي لمدينة الموصل "تأكدنا من تقارير تظهر أن الدولة الإسلامية تشحن النفط الخام من حقل نجمة النفطي في الموصل إلى سوريا لتهريبه إلى إحدى الدول المجاورة لسوريا."
من هنا حققت الدولة الإسلامية أرباحا بملايين الدولارات من هذه التجارة غير المشروعة.
وفي تصريح لمهندس يعمل في حقل القيارة مشترطا عدم الكشف عن هويته للجارديان إن تنظيم داعش يحرص على الحفاظ على سلامة منشآت الطاقة داخل القيارة، حيث بدءوا يملأون الشاحنات بخام القيارة، لانهم كانوا يخططون من البداية للتربح من الحقل.
وقالت مصادر حكومية عراقية إن من الصعب تقدير حجم الأموال التي يحققها التنظيم من بيع النفط الخام أو المنتجات المكررة في سوريا لأن عدد الشاحنات يتغير من يوم لآخر. وقال متعامل وصاحب شركة شحن في الموصل إنه يشتري 250 برميلا من النفط الخام من المتشددين بمبلغ ستة آلاف دولار. وأضاف "الخطوة التالية تتوقف على مهارتنا في التعامل مع التجار الأتراك."
وفي الجنوب يسيطر مقاتلو داعش على حقلين آخرين شرقي تكريت، حقل عجيل الذي ينتج 25 ألف برميل في اليوم من النفط الخام كانت تنقل إلى مصفاة كركوك و150 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا تضخ إلى محطة كركوك للكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة.
ومازال يجري ضخ الغاز رغم انخفاض حجم الإنتاج اليومي إلى 100 مليون قدم مكعبة ويفسر خبراء الطاقة ذلك بأن محطة كهرباء كركوك تزود مدنا كثيرة في المنطقة بالكهرباء ولأن المتشددين يريدون أن يتحاشوا أزمة في الطاقة.
أما الحقل الآخر الذي استولت عليه الدولة الإسلامية فهو حقل حمرين الذي تتراوح طاقته الإنتاجية بين خمسة آلاف وستة آلاف برميل يوميا من خمسة آبار نفطية عاملة.
لذا أحضر قوات داعش فنيين من خارج تكريت للتعامل مع الخام من حمرين وبدءوا يحفرون حفرا وسحبوا النفط من الآبار باستخدام مضخات ري صغيرة.
قدر خبراء في صناعة النفط نحو عشرة ملايين دولار بواقع ما يقرب من مليون دولار يوميا في الأسبوعين الأولىن من يوليو قبل وقف هذه العملية.