الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الراهب.. القرية التي ثارت ضد ظلم علي بك الكبير.. أبرز رموزها الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري

على بك الكبير
على بك الكبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قرية "الراهب" إحدى قرى مركز شبين الكوم – محافظة المنوفية، والتى تبعد عنها بضع كيلو مترات؛ فهى قرية ذات رائحة تفوح منها رائحة البرتقال باعتبارها أكبر القرى على مستوى الجمهورية زراعة للبرتقال.
ولعل من أبرز نجوم القرية الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري، وهو الرجل الذي تولى حماية عرش مصر، فاستأمنه عبد الناصر على حياته، واستعان به السادات في حماية نظام حكمه؛ حيث كان بطل حركة التصحيح التي استهدفت تصفية ثورة يوليو من فلول الفساد والاستبداد، ورغم أن اسمها الراهب إلا أن القرية لم يسكنها قبطي واحد.
كان الليثي ابن أحد أعيان قرية الراهب بمركز شبين الكوم وفي شبابه كان يبدو للبعض مخيفا من نظراته الحادة وصرامته حيث لم يكن يخشي أحدا علي الإطلاق وقد لازمته هذه الصفات طيلة حياته وساعدته علي اجتياز بحار من الأهوال العاصفة والتي كان أبسطها حرب فلسطين التي شارك فيها عام 1948، وفي مطلع الخمسينيات التقي الليثي برفيقة عمره السيدة "شوفيكه" القوقازية الأصل وقد عشقها من أول نظرة فتزوجها ثم أنجب منها ابنتين هما هدي ومني .
ظل الليثي قريبا من القيادة حيث كان مسئولا عن قيادة إحدي فرق المشاة بالجيش المصري إلي أن كلفه الرئيس الرحل جمال عبدالناصر بتأسيس ورئاسة الحرس الجمهوري في مطلع الستينيات وقال عنه وقتها إنه لو كان معه رجل آخر مثل الليثي ما خاف علي حياته أبدا. كان الليثي أشبه بشبح مجهول ومخيف يتجول بحرية مطلقة داخل مؤسسة الرئاسة بحكم رئاسته للحرس الجمهوري وقد عاش في الظل سنوات عديدة طوال عهد عبدالناصر فلم يظهر في الصورة كثيرا .
ثم تولي السادات الحكم ورغم ارتيابه وعدم ثقته في العديد من رجال عبدالناصر إلا أنه لم يفقد ثقته في الليثي حيث كان يعرفه عن قرب ؛ حيث كان الليثي هو البطل المجهول في ثورة التصحيح لكنه لم يظهر في الصورة إلا في يونيو من ذلك العام حيث أصدر السادات قرارا بترقيته إلي رتبة فريق وذلك بعد أن قدمه في المؤتمر القومي العام باعتباره أحد الرجال المخلصين لمصر ثم تم تعيينه كبيرا للياوران وقائدا للقوات العسكرية برئاسة الجمهورية ثم مستشارا عسكريا للرئيس .
ولم يقتصر الامر على الليثى ناصف فقط فالراهب تعتبر اول قرية قامت فيها ثورة مسلحة ضد على بك الكبير عندما قام بفرض الضرائب على الفلاحين وامتنعت القرية عن السداد واعلنت العصيان المدنى ؛ فقام على بك الكبير بتحريك حملة مسلحة لاخضاعها ولكن تصدى له الاهالى واسفرت المعركة عن مقتل 21 شهيد من ابناء القرية ونفى 18 اخرون الى شبه الجزيرة العربية .
ووقفت القرية على مر تاريخها ضد سياسات الخصخصة والتطبيع والافقار المتواصل والمتعمد للشعب ودمج السلطة بالمال والثروة بالسلطة .
وتتجاوز نسبة التعليم فى القرية الـ 95 % ومن اهم رموزها عبد الفتاح فرج امين اتحاد الاشتراكى ؛ والسفير بدر همام سفير مصر بالصين ؛ والدكتور عبد القادر قطب ؛ والدكتور أحمد نصار ؛ والشاعر حلمى سالم والخبير السياسى محمد فرج ابو النور وغيرهما.