الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بأي حال جئت يا عيد.. وفي غزة ألف شهيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ، بهذه الأبيات عبر أبو الطيب المتنبي عن مأساة حبسه، على يد كافور الإخشيدي، ولم يكن يعلم أن نفس البيت سوف يردده العرب من بعده، في كل عيد يمر بهم، بنوع من الحسرة على الماضي التليد والحضارة الغابرة التي مضت تراثا يبكيه الجميع في كل عام .

فقد جاءنا العيد هذا العام وقد تجاوزت أعداد ضحايا الحرب على غزة الألف شهيد، وإصابة نحو 5900 آخرين بجراح، بحسب مصادر طبية فلسطينية؛ مما جعل مشاعر الأحزان تسيطر على المصريين باعتبارهم الأقرب من هذه المأساة بحكم عوامل الجغرافيا والتاريخ .

وفي الوقت الذي يستمتع أطفالنا وأبناؤنا الآن بارتداء الملابس الجديدة ويتمتعون بشراء الألعاب و"البلالين" والحلوى، يقضي أطفال غزة عيدهم في المخابئ والملاجئ خوفًا من الغارات الصهيونية الغاشمة .
وكذلك يقضي أهل غزة عيدهم ما بين المستشفيات والمشارح والمقابر إما للاطمئنان على مصابيهم، أو لاستلام جثثهم، أو على الأكثر لزيارة قتلاهم من ضحايا العدوان الغاشم؛ ولسان حالهم: بأي حال عدت يا عيد ؟!

وفي الوقت الذي تسببت فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، إلى جانب الشهداء والجرحى، بتدمير 1825 وحدة سكنية، وتضرر 22145 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1560 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، من الطبيعي أن يتساءل سكان غزة: بأي حال جئت يا عيد ؟!

ومن الطبيعي أن تشهد المناطق الشهيرة في غزة إحجاما من الغزاوية حتى لا تكون اهدافا سهلة لآلة القتل المجانية من العدو الصهيوني فسوق الزاوية الذي اشتهرت به غزة خلا من الناس قبل حلول عيد الفطر، ولم يشهد هذا السوق ككل عام حركة تجارية كبيرة بعد أن كان العيد مناسبة للتزود بما لذ وطاب تحضيراً للاحتفال بات لسان أهالي غزة: بعد الدمار والشهداء، ماذا سنحضر؟ ما حضرنا هو الكفن. كل واحد منا جهز كفنه بعد المجازر التي حدثت، والدمار الذي حل، فالموسم التجاري قضي عليه، ولم يعد مع الناس سيولة مالية لأنهم لم يقبضوا رواتبهم، ولم تدفع السلطة رواتب الموظفين، وبات المجتمع كله على وشك الانهيار اجتماعيا، ولسان حالهم يقول: عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ .