الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التحرش في الأعياد.. ثقافة جيل أم قلة تربية.. مراكز حقوقية تخصص غرف عمليات لمكافحة جرائم الاعتداء على المرأة في المناسبات

التحرش في الأعياد
التحرش في الأعياد ثقافة شعب تغذيها وسائل الإعلام والفن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بينما دأب الجميع فيما مضي على الاستعداد للقاء الأهل والأقارب والأحباب في الأعياد، إذا بالأحوال تتغير والظروف تتبدل، وبالشباب يستعدون يخططون ويتأهبون للقيام بتنفيذ غارات من التحرش الجنسي، مستغلين حالة الزحام والارتباك التي يعاني منها الشارع في مثل هذه المناسبات والتجمعات؛ لتنقلب الأعياد من فرحة وبهجة إلى تكدير وعنف وحزن.

واللافت في هذه القضية التي لم تعد تقتصر تبعاتها على إفساد فرحة المصريين بالأعياد، فقط وإنما إلى تشويه صورة المصريين في الخارج مما يؤثر سلبا على السياحة ومن ثم على جميع مناحي الحياة؛ أن تشديد القوانين وتغليظ العقوبات لم يفلح في التصدي لها.

ولم يفلح في التصدي لها أيضا إنشاء عشرات الجمعيات المعنية بهذا الأمر، وتدشين مئات بل آلاف الصفحات التي تكافح هذه الظاهرة على شبكة الإنترنت؛ مما يعني أن هذه الظاهرة استفحلت لدرجة يصعب السيطرة عليها، أي أنها صارت جزء من ثقافة شعب؛ حتى وإن كانت ثقافة سلبية؛ مما يعني أن التصدي لها، سوف يستغرق وقتا أطول مما يتخيله البعض.

ويمكن تعريف التحرش بأنه: فعلٌ إراديّ نابعٌ من احتياجٍ نفسيّ وبيولوجيّ للتّنفيس عن الرّغبة الْجنسيّة المَكبوتة لدى الفَرد. تلك الرّغبة التي تحتاج إلى إشباع، وفي ظلِّ الابتعاد عن القِيَم والمُثُل العُليا والضّوابط المعروفة التي تقف أمام التّجاوزات، يحدث أن يقومَ جنسٌ ما (غالبًا ما يكون الذَّكَر) بسلوكٍ شائن يتعدّى به على الْجنسِ الآخَر، بسلوكٍ مُباشرٍ أو غير مُباشر، قولًا أو فعلًا، تلميحًا أو تصريحًا.

بطريقةٍ لا تليق وغالبًا ما تخدُش الحَياء وتتنافى مع السُّلوكيّات البشريّة السَّويّة والمُنضبِطة.


وفي الوقت الذي يرجع فيه البعض ظاهرة التحرش إلى سفور وتبرج المرأة في الشارع، يتعجب البعض الآخر من أن أغلب رائدات الحركة النسائية والعمل الاجتماعي مثل ملك حفني ناصف، هدى شعراوي، صفية زغلول، إستر فانوس، أمينة السعيد، درية شفيق، سهير القلماوي، عائشة راتب، مفيدة عبد الرحمن، نبوية موسى، حكمت أبو زيد، فوزية عبد الستار كن سافرات وكن يذهبن إلى الجامعات بملابس "فوق الركبة" وبـ"ميني جيب" أي أن ملابس المرأة هو أمر برئ إلى حد كبير من انتشار هذه الظاهرة.

فالتحرش من وجهة النظر النفسية لا يرتبط في جميع الأحوال باضطرابات في شخصية الفرد، بل إن ثقافة المجتمع هي التي تغذيه وتسانده ولا تقف ضده، كما أن الثقافة بكل عناصرها ومضامينها هي التي تحدد السمات الأساسية لأي مجتمع والتقاليد والمبادئ الأخلاقية السائدة فيه، وهذه الثقافة يكتسبها الأفراد والمجموعات عن طريق مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية ووسائل الإعلام المختلفة.

ويشير علماء الاجتماع إلى أن الإعلام والفن لهما دور كبير في تغيير ثقافة المصريين في الفترة الماضية بسبب ما دأبوا على بثه من مواد إعلامية تؤثر سلبًا على الموروث الثقافي لدى الشعب المصري.

كما يؤكدون على ضرورة دور الأسرة والمجتمع كله في التصدي لهذه الظاهرة ضمن أطر متعددة ومتوازية تستهدف رفع المستوى الثقافي لدى الفرد والمجتمع كله، وهو الأمر الذي إذا لم يتكاتف الجميع في سبيل تحقيقه، فلن يهنأ المجتمع يوما لأن رب الأسرة لن يطمئن يوما على أولاده، أو العائل على من يعول، وسوف يظل الخلل يتسع والاضطراب في تزايد.


وستتزايد يوميا الأخبار التي من نوعية: إعلان مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان تدشين غرفة عمليات للعمل على رصد وتوثيق جرائم العنف الجنسي والتحرش التي تستهدف النساء خلال أيام عيد الفطر، حيث خصص المركز خطا ساخنا للمساعدة القانونية لحالات التحرش الجنسي خلال أيام العيد برقم "01210009192"، لتلقي الشكاوى الخاصة بحالات التحرش الجنسي خلال العيد.

وذكر المركز- في بيانه- أنه قدم ورقة مبسطة بعنوان (كيف تحررين محضر تحرش؟)، لتوزيعها على الفتيات في الشوارع في أيام الأعياد، وذلك حتى تستطيع أي سيدة أو فتاة تتعرض للتحرش القيام بحماية نفسها والحفاظ على حقها القانوني.

إذ يشجع المركز النساء والفتيات على الإبلاغ عن وقائع التحرش اللاتى يتعرضن لها، إضافة إلى توعية الذكور بمخاطر تلك الجرائم وآثارها السلبية على الإناث نفسيًّا وعلى المجتمع ككل.

وأشار البيان إلى ترحيب المركز بتلقي الفيديوهات والصور والشهادات الخاصة برصد حالات التحرش الجنسي عبر الشبكة العالمية للمعلومات خلال الإيميل التالي ccd.eg2010@gmail.com

من جهة أخرى تضمنت الورقة التي سيوزعها المركز خلال أيام الأعياد أهمية محاولة الإمساك بالمتحرش وطلب المساعدة من المحيطين وسؤالهم عن إمكانية مساعدتهم من خلال الإدلاء بشهادتهم عن الواقعة، والذهاب إلى أقرب قسم شرطة تابع للحادث حيث تطلب المجني عليها من أحد الضباط تحرير محضر ضد شخص ما قام بالتحرش بها في الطريق العام، وضرورة استيفاء بيانات المتحرش بها وهل يوجد شهود للواقعة أم لا من الموجودين أثناء الواقعة، وكيف تم التحرش ومكانه؟ وأيضا هل تم الإمساك بالمتحرش أم لا؟