الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تعددت الاعتداءات والفاعل واحد والتوقيت واحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يخفى على أحد أن قوى الاستعمال الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل دأب وإصرار من أجل تقسيم وتفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة على أساس ديني، وطائفي، وعرقي كمبرر لوجود إسرائيل وحتى تبقى الدولة الوحيدة القوية في المنطقة عن طريق تدمير الجيوش العربية.
وتستخدم في تحقيق ذلك كافة الوسائل والأساليب سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، ولضمان سيطرتها، وهيمنتها عليها كمنطقة حيوية وإستراتيجية لحماية مصالحها في المنطقة خاصة ضمان السيطرة على البترول كمصدر أساسي للطاقة، وباقي الخيرات التي لا تعد ولا تحصى. وكخطوط مواصلات لأنحاء العالم.
فأعدت الخطط لضرب وتصفية الأنظمة ذات النزعة القومية كبداية للانقضاض على الباقي "دول جبهة الصمود والتصدي".
وكانت البداية خلق الزرائع والحجج الواهية من أجل ضرب واحتلال العراق مستغلة شرعية الأمم المتحدة، والانشقاق العربي، وكان لها ذلك، وأثناء احتلالها له تعمدت إلى التدمير الكامل للجيش العراقي، وتم تقسيمه لدويلات صغيرة على أساس ديني ومذهبي وعرقي "أكراد"، "وسنة"، "وشيعة" وقبل انسحابها تعمدت تسليمها لإيران لتشفي غليلها وتصفي الحسابات القديمة، ولم يكن بغريب أن يتم التصفية الجسدية للطيارين العراقيين وأخيرا استخدام حركة "داعش" صنيعتها من أجل ترسيخ الانقسام والفوضى والرعب والإرهاب في المنطقة بأكملها.
وحدث ذلك أيضا لليبيا فتم تدمير الجيش الليبي بالكامل، وتقسيم ليبيا لمناطق، ومحاولة تجميع العناصر الإرهابية فيها كبديل لما كانت ترغب عمله في سيناء، كما تعمدت لفتح مخازن السلاح التي كان محتفظ بها النظام الليبي السابق لكي تهرب داخل الأراضي المصرية للتنظيمات الإرهابية ولحركة حماس في غزة.
وقد سبق ذلك تقسيم السودان لدويلتين دولة في الشمال ودولة في الجنوب، وأول سفارة تم افتتاحها في دولة الجنوب كانت السفارة الإسرائيلية، وتجري محاولة دولة ثالثة في دارفور أم في سوريا فاعتمدت على العملاء المحليين والدول المجاورة، وتم تخريبها تماما وجار تقسيمها على أساس طائفي "علويين، أكراد، وسنة، وشيعة" وبفضل ثورة 30 يونيه المصرية تأخرت عملية التقسيم.
وإسرائيل تلعب الآن بشكل مكشوف حيث يتم علاج المصابين من المعارضة في مستشفياتها.
أما فلسطين فتم إقامة الكيان الاستيطاني والصهيوني "إسرائيل"، وحاربت الجيوش العربية من أجل وقف إقامة هذه الدولة إلا أنها لم تنجح حتى صدر قرار التقسيم. إلا أن إسرائيل استمرت في سياستها الاستيطانية وتوسعت عن طريق بناء المستوطنات الأمر الذي أدى إلى انطلاق حركة المقاومة وكانت البداية في عام 1965 حيث انطلاق حركة فتح "العاصفة" بمساعدة مصر وأعقبها الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، ومزيد من فصائل المقاومة حتى تم تجميعها في كيان أكبر وهو منظمة التحرير الفلسطيني كممثل وحيد للشعب الفلسطيني إلا أن إسرائيل سعت لإحداث انقسام وخلق ممثل آخر سواء من خلال روابط القرى التي فشلت فشجعت ودعمت خلق حماس كمنظمة بديلة من أجل شق الصف الفلسطيني، والحيلولة دون قيام دولته المستقلة على الأراضي المحتلة في عام 1967 "الضفة الغربية، وقطاع غزة" وبفضل الجهد الذي بذله الرئيس أبو مازن نجحت فلسطين في الحصول على عضوية الأمم المتحدة كعضو مراقب، وتم عرض إقامة حكومة وحدة وطنية، واستجابت حماس لذلك بعد أن أيقنت سقوط مشروع الإمارة الإسلامية وعزل الرئيس محمد مرسي بثورة 30 يونيه.
وبالرغم من الضغوط الكبيرة التي مارستها إسرائيل على الرئيس أبو مازن حيث طلبت بشكل مباشر عدم إتمام أي مصالحة مع حركة حماس وتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. إلا أننا فوجئنا باختطاف الثلاث شباب الإسرائيليين في الضفة الغربية وبعد عمليات البحث والتفتيش تم العثور عليهم مقتولين وبدأت حملات التنكيل بشعبنا العربي الفلسطيني حتى قام المستوطنون بخطف الشاب أبو خضير وحرقه الأمر الذي فجر الغضب الجماهيري بالضفة الغربية.
وتطورت الأمور للاعتداء الإسرائيلي واسع النطاق على غزة وبدأ بالغارات الجوية المكثفة.
وبالرغم من مشاغل مصر الداخلية إلا أنها استجابت لطلب الرئيس أبو مازن بإعداد مبادرة لوقف إطلاق النار وتم الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلا أنه عدل عن الزيارة بسبب استقلال القرار المصري، وطرح المبادرة قبل وصوله، وحظيت هذه المبادرة بالتأييد العالمي الأمر الذي دفع إسرائيل بقبولها. إلا أن حماس رفضت هذه المبادرة وطالبت بدور تركي وقطري؛ مما أعطى إسرائيل زريعة الحرب البرية الشاملة وارتكاب مجزرة حي الشجاعية، وفي ذات التوقيت حدث الهجوم الغادر على قوات حرس الحدود بالوادي الجديد الأمر الذي ترتب عليه استشهاد 22 شهيدا من خير أبناء الشعب المصري البواسل؛ ليتضح لنا أن المخطط واحد والفاعل واحد، والتوقيت واحد من الحد من الدور المصري لوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا العربي الفلسطيني، وعدم استكمال خريطة الطريق التي وصلت إلى نهايتها بالتحضير لانتخاب مجلس نواب معبر عن آمال وطموح الشعب المصري، والجهد الجبار من أجل إعادة بناء مصر.
ولن ترهبنا هذه المجازر بفضل وحدة الشعبين الفلسطيني والمصري لإسقاط المخطط الأمريكي الإسرائيلي والحاق الهزيمة به.
وبإذن الله النصر سيكون حليفنا ولا بد من إعداد الجبهة العربية الواسعة للشعوب العربية للتصدي لهذا المخطط كما أسقطنا حلف بغداد، وإفشال العدوان الثلاثي على مصر في 1956.