الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. الصياد مهنة بين الحياة والموت.. أسرة كاملة تعيش داخل قارب صغير للصيد.. الزوجة تقوم بالتجديف ويتولى الزوج إلقاء الشباك.. والرزق للبيع أو للقوت اليومي

 الصياد مهنة بين
الصياد مهنة بين الحياة والموت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تكون مجرد شخص تقلبه الأمواج الهائجة على ضفاف النيل، فأنت شخصية مختلفة حتمًا عن غيرك، وكذلك الأمر أيضا حينما تعيش حياتك على أمل أن تكون تلك الأمواج ذات الحركة المستمرة، تحمل معها من الخير الوفير، ما يكفيك أنت وأولادك وأهلك، فإن حياتك غير طبيعية بالمرة، وهذا هو حال من يمتهنون الصيد بنهر النيل.
في هذا الإطار، اختارت "البوابة نيوز" مهنة الصيادين، للتعرف عليها عن قرب وتسليط الضوء على معاناة العاملين بها، والخوض في غرائبها التي لا يعلم عنها الكثيرون شيئا، حيث انطلقنا إلى أحد الأماكن التى تمثل "استراحة" يتجمع فيها الصيادون وأصحاب المراكب بعد الانتهاء من عملهم، وقد تتعجب حينما تنظر إلى حال هؤلاء الصيادين، وتدقق النظر فيهم، البعض منهم يعيشون داخل مراكبهم العائمة، يتخذون منها سكنًا يسكنون فيه، أسفل الكوبري المعروف بالكورنيش، فهم يقطنون بمكان بعيد يقيهم من أشعة الشمس الحارقة، ولا سيما بفترة الظهيرة خلال فصل الصيف، والتي تشتد خلالها موجة الحرارة بشكل يجعل الكثير منهم لا يقوم بتأدية وممارسة مهنته بالصيد خلال تلك الفترة.
زوج وزوجة وابن أو بنت وربما أكثر، تجدهم مجتمعين داخل المركب الواحد، حيث إنك أمام مجتمع متقارب من الصيادين، معزول تمامًا عن عالمنا الخارجي، كل داخل مركبه الخاص به، وحينما تنظر إلى المراكب تجد ملابس تم غسلها، ووضعها على الجزء العلوي من مراكبهم، بشكل يوحي أن تلك المراكب، ما هي إلا بيوت يقطنون بها، من أجل البحث عن لقمة العيش.
وحينما ذهبت إلى هناك لكي أقوم بمحاورتهم والتعرف على طريقة معيشتهم، لاحظت أنهم ينقسمون إلى قسمين، قسم يعيش فى مراكب بدائية، يعتمدون على التجديف في مياه النيل، وآخر يقوم بتزويد مركبه بمحرك صغير إلى جانب عصا التجديف أيضًا، وغالبًا ما تتولى الزوجة عملية التجديف، في حين يقوم الزوج بإلقاء الشباك التي يتم وضع الطعم بها، سواء كان سمكًا صغيرًا، أو ريمًا، أو عجين الخميرة، أو ديدان الأرض، ويختلف الطعم المستخدم في اصطياد الأنواع المختلفة، فلكل نوع من السمك طعم معين يتم اصطياده خلال الموسم المعين المخصص له أيضًا في المياه، وبعد ذلك يقوم الصياد بإعادة الشباك، إما مليئة بالسمك بمختلف أنواعه سواء بلطي أو الجمبري، فهذه أرزاق.
وكما يقول المثل "الرزق يحب الخفية"، فهذا هو الحال بالنسبة للصيادين، فكلما تعمقوا كلما كان الرزق وفيرًا، وبعد مرحلة الصيد يقوم الصياد إما ببيع السمك كنوع من التجارة، أو تناوله والاعتماد عليه كمصدر للقوت اليومي، حيث يوجد لديهم أدوات خاصة للطهي، تقوم الزوجة بمهمة تنظيف السمك وطهيه، ومن ثم تناوله بالمركب، إلى جانب بعض أنواع الطعام الأخرى، كل على هواه.