الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عبد الرحمن.. آخر ابتسامة رأيتها بـ 57357 .. حلمه أن يصبح كابتن طيار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أقف أمام غرفة الدراسة الابتدائية كان حديثي مع المسئولة حيث أخبرتني بأنه بين جدران هذا المكان مدرسة متكاملة بمراحلها الثلاثة الابتدائية والإعدادية والثانوية للمرضى المقيمين بالمستشفى ومن الصعب ذهابهم إلى المدارس، وقبل أن أشك للحظة واحدة أن المستوى التعليمي ليس عاليا أخبرتنى أن مدرسة " M A S " Modern Avenue School وهى مدرسة من كبرى المدارس الخاصة بمصر مقرها بالعبور قامت بالتعاون معهم بإمدادهم بالمدرسين في الثلاث مراحل دون أي مقابل مادي، لأرى نفسي أقف أمام صرح متكامل لا ينقصه شيء.
في تلك الأثناء دخلت أم تحمل طفلا على يدها وبجانبها طفل آخر علمت منه أن اسمه عبد الرحمن، نظرت له وابتسمت وسألته عن اسمه لم يجاوبنى.
حاولت معه كثيرا كى يتحدث لكنه لم يخرج كلمة واحدة، أعطيته فانوسا صغيرا ووقف لألتقط له صورة بعد أن شجعته والدته على ذلك وبعد أن التقطت له الصورة قلت له " إنت نفسك في إيه؟ " نظر لى وكان الصمت إجابته.
حينها قالوا له: " لو ما اتكلمتش معاه هياخد منك الفانوس "، نظر لى وقال: " خد فانوسك مش عاوزه "، نظرت له وابتسمت قائلا: " لا يا عم خلاص مش هاخده المهم إنى سمعت صوتك ".
علمت من والدته أنه يحمل من السنين خمسة، حاولت معه مرة ثانية، ولكنه رفض الحديث وحين عزمت على الرحيل أشار لى بيده إشارة السلام وذهب ليكمل بحثه عن قصته المفضلة ليقرأها.
" أنا مش عاوز حاجة غير إن ربنا يشفيه وبس "، تلك الكلمات قالتها والدته حين قلت لها " نفسك تشوفيه إيه؟ " لم تكن إجابتها جديدة على أذنى فسمعتها كثيرا من أهالى كل تلك الحالات، ولكن الجديد هذه المرة أن نقابها أخفى الكثير من ملامح وجهها التى كان من الممكن أن أفسر من ورائها الكثير.
عبد الرحمن أحد المقيمين بالمستشفى كان آخر ابتسامة رأيتها بداخل مستشفى 57357 لتنتهى بذلك رحل من أهم الرحلات التى أحببت أن أوثقها، ليتعلم كل إنسان نفس الذى تعلمت ويتأكد الجميع أن الابتسامة والأمل قادران على تخطى كل الصعاب.