نشرت صحيفة التليجراف البريطانية، تقريرا لمراسلها في قطاع غزة ديفيد بلير، قال فيه إن غزة شهدت يوم الأربعاء الماضي قصفا مستمرا، لكن حركة حماس كانت لها بالمرصاد وكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية كبيرة.
وأضاف الكاتب أن كلا الطرفين أظهر اتقانا تكتيكيا في هذه الحرب علي حسب قوة امكانياته وطريقته، فالجانب الإسرائيلي من اعتراض نحو86% من الصواريخ التي استهدفتها بفضل القبة الحديدية، بينما أثبتت حماس أنها استطاعت تطوير قدراتها وتجلي ذلك في تهديدها لمواقع استراتيجية بتل أبيب وكبدتها خسائر اقتصادية كبيرة.
وأوضح الكاتب أن كل البراعة القتالية تتلاشى نهائيا فور دخول احد المستشفيات بغزة، حيث تري معاناة بداخلها من جثامين واصابات مروعة لأطفال ونساء وعجائز شيء لا يمكن للكلمات وصفه، ووصل عدد الشهداء في غزة الي 751 شهيدا، بينما لقي نحو15 علي الأقل من موظفي الأمم المتحدة حتفهم في مدرسة يحتمي بها أهل غزة.
وعن اسرائيل، قال الكاتب الوضع ليس مأساوي بدرجة غزة انما يسيطر الذعر والمخاوف الاقتصادية، وفقدت نحو 32 جنديا فقط منذ بداية الهجوم البري علي غزة.
وتابع الكاتب قائلا: "ماذا عن الثمن الذي يدفعه الجانبين، فكلا الطرفين يفتقدان رؤية المكاسب"، موضحا أن ما يحدث خسارة علي المدي البعيد، بينما أشار خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أن هدفه هو رفع الحصار عن غزة مع الأفراج عن عدد من المعتقلين في سجون إسرائيل.
ومضي الكاتب قائلا: "يبدو أن مشعل لديه هدف واحد هو إخراج حماس من عزلتها، حيث تعاني الحركة من الأفلاس والأزمات السياسية نظرا لخسارتها حلفائها سوريا ومصر بعد الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي" الذي أثر كثيرا في نفوس العرب وخاصة المصريين الذين لم يتعاطفوا مع صور أشلاء أطفال غزة، مشيرا الي أن هدف اسرائيل غير المعلن عنه هو سحق حماس ومعاقبتها علي الصواريخ وحكومة الوحدة الفلسطينية، نظرا لان الحكومة الإسرائيلية اعتادت اطلاق الصواريخ.
وأكد الكاتب أن هذا الصراع سوف يتكرر عدة مرات، فكلا الطرفين أعداء يحاولون تحسين وضعهم .
