الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" اللغز الإرهابي المحير للمنطقة العربية.. التنظيم نتيجة تعاون مخابراتي أمريكي بريطاني إسرائيلي.. وواشنطن ترفض الديمقراطية بالمنطقة وتزرع بها الفقر لتحتضن الإرهاب

تنظيم داعش
تنظيم "داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح تنظيم "داعش" سابقًا، وتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق حاليًا، لغزا يصعب على الجميع فك شفراته، ومعرفة من ورائه، خاصة بعد أن أظهرت توجهاته أنه معاد لحكومات الدول العربية فقط، والإسلامية، مستبيحًا دماء المسلمين بالقتل والتعذيب، ويسعى حاليًا لتشويه الدين الحنيف عن طريق طرد المسيحين واضطهادهم بشكل مبالغ، وإن كان هذا اللغز الإرهابي لا يزال يحير الوطن العربي وتقف المنطقة العربية على أهبة الاستعداد من أجل التصدى لعملياته الإرهابية هنا وهناك، إلا أنه قد يبدو في الأفق طرف تتجه إليه الأنظار على أنه من يقف وراء التنظيم.
وتبدو التحليلات المفسرة للتنظيم، تشير إلى أنها حرب استخبارية في المقام الأول، مهمتها الأساسية إجهاض تحرك الشعوب العربية وثوراتها، معتمدة على إستراتيجية الاختراق والتفجير من الداخل، عن طريق معلومات متضاربة والشحن والتضليل، بهدف جر المنطقة إلى الغرق في مستنقعات التصعيد الداخلي.
ونشر موقع "ذي إنترسيبت" تسريبات خلال الأيام الماضية، عن سنودن، عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الهارب، تؤكد تعاون أجهزة مخابرات ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني، لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، في عملية يرمز لها بـ"عش الدبابير".
وأظهرت الوثائق المسربة من وكالة الأمن القومي، أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ"عش الدبابير" لحماية الكيان الصهيوني، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة، التي ترفض أي فكر آخر أومنافس له.
وبحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده، وكشفت تسريبات "ذي إنترسيبت"، أن البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت عام كامل، خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في الموساد، إضافة لتلقيه دورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت.


وكان السفير ضياء الدباس سفير العراق بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، له رأى آخر حين وصفهم بجماعات النظام العراقي السابق، صدام حسين، والعسكريين القدامى وأعضاء حزب البعث، بدعم المنظمة الإرهابية داعش والتي تسمى نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": إن هذه المجموعات المرتبطة بالنظام السابق تشعر بأن مصالحها ضربت بسقوط نظام صدام حسين، وهي لا تستطيع أن تتأقلم أو تؤمن بالنظام السياسي الجديد الموجود بالعراق، وأضاف أن هذه المجموعات الإرهابية تجمعت في البداية ودخلت بشكل مفاجئ، واستغلت بعض الحاضنات في داخل العراق للأسف الشديد، ولكن القوات الأمنية العراقية استطاعت أن تستوعب هذه الصدمة واستعادت زمام المبادرة، والآن هي في طريقها لتحرير كل المناطق التي احتلتها هذه العصابات الإرهابية التكفيرية "داعش" ومن تعاون معها من جماعات النظام السابق لصدام حسين، ومن العسكريين القدماء وأعضاء حزب البعث وبعض المجموعات التكفيرية مثل الجماعات النقشبندية.
وتابع أنه تم الآن تحرير كامل مدينة صلاح الدين ومركزها تكريت طبعا، كما أن الجهود مستمرة لتحرير مدينة الموصل أيضا وبالتعاون مع عشائر وأبناء هذه المناطق بعد أن أدركوا خطر هذه المجموعات ومشاريعها وأفكارها التكفيرية، وتحاول أن تعطي هذا الانطباع الزائف بأن ما يجري في العراق ثورة، لكن حقيقة الأمر أن كل أبناء هذه المحافظات وأبناء العشائر ترفض وجود داعش وترفض منهجها التكفيري الإرهابي وتتعاون مع القوات المسلحة العراقية من أجل طرد هذه المجموعات الإرهابية.
ومن جهة أخرى، كشف الدبلوماسي الأمريكي السابق، مايكل سبرينجمان، عن دور الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي إيه" في إنشاء تنظيمات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، مبينًا أن "آخر منتجات واشنطن في العراق وسوريا هي تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي، داعش، حيث أوضح سبرينجمان، الذي عمل في المنطقة العربية خلال لقائه مع روسيا اليوم، أن الولايات المتحدة الأمريكية جنّدت ودربت هؤلاء الإرهابيين وأرسلتهم إلى أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي هناك.
وقال: هؤلاء تحوّلوا إلى مرتزقة استخدمتهم الولايات المتحدة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث أرسلوا إلى يوغسلافيا لتقسيمها والسيطرة على النفط والغاز، ثم أرسلوا إلى العراق لزعزعة استقراره، وبعدها إلى ليبيا لزعزعة استقرار حكومتها، وبدءوا بعدها بشحن الأسلحة منها إلى سوريا عن طريق الطائرات والسفن.
وأشار في حديثه، إلى أنه جرى تدريب هؤلاء الإرهابيين من قبل الأمريكيين، وأرسلوا إلى سوريا، والآن يعبرون إلى العراق، مبينًا أن تشكيل الإدارة الأمريكية لهذه المجموعات يرمي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وضرب المنطقة العربية، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تستخدم في تدريب وتجنيد الإرهابيين الأموال بهدف تغيير الحكومة السورية، وذلك لأن سوريا دولة علمانية واشتراكية، والأمريكيون لا يريدون هذه الأيديولوجيات أن تنتشر، بل يريدون فرض الرأسمالية وجعل الجميع فقراء وهذه كارثة كبرى.
واعتبر الدبلوماسي الأمريكي السابق، أن هدف الولايات المتحدة من كل ما تقوم به في المنطقة ألا يكون هناك دول موحدة قوية في الشرق الأوسط، وهم لذلك يحاولون تدمير سوريا وتقسيمها، وتقسيم العراق، وما زالوا يحاولون تقسيمه منذ أكثر من 11 عامًا.