الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تلفزيون ولا مؤاخذة!

تليفزيون ولا مؤاخذة
تليفزيون ولا مؤاخذة !!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ليك ليالي حمرا بعد الجواز؟ خنت مراتك كام مرة؟ البوسة اللي كانت في فيلمك الأخير كانت حقيقية ولا لأ؟ واوعى تقول لأ يا شقي كل الناس شافتها بعنيها.. دي مش رغي في قعدة رجالة ع القهوة، دي عينة من أسئلة برامج شهر رمضان اللي مش محتاجة أتكلم كتير عنها، وأنه بالنسبة لينا كلنا بيبقى فرصة نقرب فيه من ربنا ونغسل عننا هموم السنة كلها، ونستغفر فيه عن ذنوبنا، الشهر اللي ناس فينا كتير بتعتبره فرصتها اللي يمكن تكون الوحيدة عشان تحس بالقرب ده من ربنا.. بس فيه ناس تانية، بتفضل طول السنة عايشة طبيعي جدًا، ويظهروا بس في رمضان، عشان يثبتوا عكس النظرية، وأنه رمضان مش استغفار وتوبة ورجوع لربنا.. لأ ده ممكن يبقى حلقات غيب ونميمة، وذكر لأسرار البيوت، وأوض النوم.
لو حاولت ترجع بالزمن شوية، وتعرف امتى بدأت الـTrend بتاعة البرامج "الجريئة" زي ما بيسموها، ممكن الذاكرة تخونك، وانت بتفتكر برامج طوني خليفة كل رمضان، ولا نيشان، ولا إيناس الدغيدي، اللي لازم لازم تبقى "الجريئة" ومعاها حد، أو وفاء الكيلاني، اللي بتتقلب حلقات برنامجها، للنجمة.. قالت عليكي... تفتكري ليه بتقول كدة؟ ردي عليا، خطفتي جوزها ولا ما خطفتيهوش؟.. أو سمر وأي حاجة جنبها، سمر والرجال سمر والرجال ولكن، واللي لما خلصت على كل الرجال على رمضانيين، عملت برنامج تاني في رمضان 2014، اسمه الليلة، وفيه رجال برضه، بيتكلموا عن نزواتهم، والخطايا اللي في حياتهم.
وانت بتتفرج على النوع ده من البرامج لو أنت واع، هتسأل نفسك سؤال مباشر جدّا، اسمه So what؟ يعني أنا كمشاهد، هيفيدني بإيه الإجابات الجريئة جدّا على الأسئلة الجريئة جدّا اللي بيسألها مذيع جرئ جدّا؟ والإجابة الجريئة جدّا برضه، إنك ما بتستفيدش ولا أي حاجة.
أما لو أنت مش من النوع اللي بيركز في الأسئلة دي، وعايز تتفرج وتتبسط وخلاص فأحب أقول لك، إنك بطريقة غير مباشرة، بتلعب في شوية التربية والقيم اللي أهلك ومجتمعك فضلوا محاوطينك بيها، عشان تتطلع بني آدم محترم، هتقول لي إزاي؟ هأقول لك، إن نوعية البرامج دي، بتعلى عندك سقف "اللا مقبول واللا أخلاقي"، فجأة تبطل تصدق في الخصوصية، ويقل إيمانك بحرمة البيوت، والحياة الخاصة اللي كل إنسان محتاج يحافظ عليها لنفسه، وبيقى كل ده مباح، فتبقى أنت نفسك بعد كدة متقبل ده جدّا، حتى لو على نفسك، وده اللي بيخلي فنانيين كتييير أووووي يطلعوا في البرامج دي، مش عشان هما بيعترفوا بحق جمهورهم عليهم إنه يعرف لأ absolutely، كل الحكاية إنهم لازم يبقوا جوا الدايرة، اللي فيها كل زمايلهم، عشان ما يبقوش برة، أو مهمشين، وعشان طبعا الفلوس.
سقفوا له يا جماعة هاهاهاها..كل سنة وأنت طيب هاهاهاها.
رامز قلب الأسد، رامز ثعلب الصحراء، رامز قرش البحر، وقريبًا جدّا- إن شاء الله- رامز رجل الفرخة أو رامز زلومة الفيل، تبقى عايز تسأل نفسك هو إيه اللي بيضحك أوووي كدة، في إنك تخوف بني آدم، وإيه اللذة في إنك تؤذي حد وتخليه يشوف الموت بعينيه؟، غير إنك تبقى "سادي" وبتتلذذ بتعذيب الناس اللي حواليك؟
المشكلة عمرها ما كانت في رامز ولا في محمد فؤاد، اللي فجأة اكتشف موهبته المدفونة في تقديم البرامج، الموهبة اللي استغلها بعبقرية ملفتة للنظر، في برنامج مقالب رخيص كل فكرته إن الضيف يبقى مخطوف عند الإسرائيليين يا مامااااا، ولا المشكلة في ريهام سعيد، اللي طول السنة واجعة قلبنا مع الأطفال المرضى، اللي محتاجين عمليات قلب مفتوح وزرع قوقعة، ولا بلقاءاتها الوااااو مع الستات اللي قطعوا أجوازهم وعملوهم لانشون، وفجأة في رمضان ما بيبقاش عندها مانع تعمل برنامج 30 حلقة يتصرف عليه ملايين، كأن الأطفال كلهم خلاص خفوا وهي اتطمنت عليهم فقالت نفرح بئا.
المشكلة الحقيقية مش في كل دول، المشكلة في المنتج اللي قرر يعمل النوع دة من البرامج عشان طمعان في كام مليون، والمشكلة في الضيف اللي برضه بيقبل أن حلقته تتذاع، مش عشان يبسط الجمهور ولا حاجة، لأ ده عشان يفرح قلب رصيده في البنك، اللي هيزيد 50-60 ألف جنيه، عشان نص ساعة صويت في برنامج، المشكلة الكبيرة فيك أنت.. أيوة أنت اللي بتتفرج عليهم وتسقف لهم، وتروح تعمل لايك وشير للفيديوهات بتاعتهم.. لأنه ببساطة رد فعل الجمهور على أي حاجة بتتعرض، هي اللي بتحدد أد إيه هي نجحت، وبتشجع نفس المنتج ده وغيره كل سنة أنه يصرف فلوسه في ده، مش مستواها الفني ولا الهدف من وراها، وأصدق مثل على ده أفلام السبكي، الرسالة وصلت مش كدة؟