الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أنقرة وتل أبيب غرام الأفاعي.. مصالح مشتركة ومشبوهة بين الجانبين.. تركيا زودت الطائرات الصهيونية بالوقود لقصف غزة.. باعت أسلحة لإسرائيل بقيمة مليار دولار.. أبرمت مع الكيان الصهيوني 60 معاهدة عسكرية

أنقرة وتل أبيب غرام
أنقرة وتل أبيب غرام الأفاعي..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي تتجاوز فيه تركيا في حق مصر في محاولة لخطف الدور الإقليمي في المنطقة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاولة إقحام نفسها كوسيط أساسي في أي اتفاق تهدئة قادم، على أمل تقزيم دور مصر وإظهارها وكأنها عدوة للشعب الفلسطيني الشقيق وأن النظام الجديد في مصر يتبع نظرية الأنا الأعلى ولا يعنيه كثيرًا قتل النساء والأطفال، كشف خبراء الشأن التركي والإسرائيلي عمق وتاريخ العلاقات التركية الإسرائيلية العسكرية، كشكل من أشكال التطبيع الخفي بين البلدين.
أكد الخبراء، أن أنقرة كانت أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل، كما أن حجم التبادل العسكري والاتفاقيات الأمنية بين تل أبيب وأنقره يكشف الوجه الآخر لتركيا، علاوة على أن الوقود الذي تستخدمه الطائرات الإسرائيلية في قصف المنازل في غزة الآن وقود تركي.
وفى هذا السياق أعلنت تقارير استخباراتية إسرائيلية مؤخرًا، عن حجم وقوة العلاقات التركية الإسرائيلية، وأوضحت التقارير أنه على الرغم الوضع السياسي المتوتر بين الجانبين، ورغم استياء وانتقادات المسؤولين الأتراك للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حقق حجم التبادل التجاري بينهما رقمًا قياسيًا جديدًا، خلال الثلث الأول من العام الجاري.
وحسب التقارير الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر في وزارة التجارة والصناعة، سواءً الإسرائيلية أو التركية، فإن إمكانية وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى قياسي، بنهاية العام الحالي 2014، في حالة استمرار نفس المعدلات التي تحققت في الثلث الأول من هذا العام، بلغت 949 مليون دولارًا، مقارنة بنحو 791 مليون دولارًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ووصل التبادل التجاري بين البلدين، في نهاية عام 2013، إلى 4،8 مليار دولار، بزيادة 39% عن عام 2012، وجاءت تلك الطفرة نتيجة ازدياد الصادرات الإسرائيلية لتركيا بنسبة 76%، مقابل واردات من تركيا بنسبة13%.
كما حصلت صحيفة "إدينلك ديلي" التركية على بيانات رسمية من معهد الإحصاء التركي تفيد بيع تركيا أسلحة لإسرائيل بقيمة مليار دولار، بالإضافة لإمدادها بالوقود..

وكشفت المستندات، إمداد تركيا لإسرائيل بـ124 طنًا من الكيروسين بين شهري مارس وأبريل، كما أوضحت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك الآن مقاتلات "إف 4، إف 16، إف 15"، وهو ما يعني ضرورة استخدام الكيروسين التركي لتشغيل 25 مقاتلة من طراز "إف 16" في قصف غزة في الثامن من يوليو الجاري.
وفى مجال الطاقة بدأت شركة "زورلو" القابضة التركية في يوم 22 مايو 2014 في العمل على مشروع خط أنابيب بحرية بقيمة 2.5 بليون دولار، لمدة 20 عاما، لنقل الغاز الطبيعي المكتشف في حقل لڤياثان في إسرائيل إلى تركيا، والذي من المتوقع أن تنقل هذه المنظومة البحرية 8 بلايين متر مكعب من الغاز سنويًا.
وكان المختص بالشئون التركية خورشيد دلي، اعتبر أن صفقة السلاح الإسرائيلية مؤخرا مع تركيا بقيمة 200 مليون دولار تبرهن عدم وجود أزمة بين الجانبين وأن تركيا كانت قد أقدمت على ترويج مجرد أزمة إعلامية بين الجانبين خلال السنين القليلة الماضية بغية كسب ود الدول العربية لبناء دور تركي بالمنطقة.
لذلك يتضح الآن أن صفقة السلاح الإسرائيلية مع تركيا بقيمة 200 مليون دولار هو إعلان رسمي عن عودة الدفءء إلى العلاقات التركية الإسرائيلية بعد سنوات من الحديث عن أن هناك أزمة في هذه العلاقات، على خلفية حادث سفينة المرمرة.

ناهيك عن الزيارات المتبادلة بين رئيس الاستخبارات التركية ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية، كما أن بنيامين نتانياهو أوفد موفدا رسميا قبل بضعة شهور إلى تركيا التقى هناك موفدا رسميا من قبل أردوغان للحصول على موافقة تركية لإشراك إسرائيل في الاستفادة من خبرات الحلف الأطلسي في تركيا والتي كانت شرطا أطلسيا وأمريكيا لنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية.



ليس ذلك فقط، بل هناك 60 معاهدة تعاون عسكري بين إسرائيل وتركيا تتعلق بعدة صفقات أسلحة وخدمات تبيعها إسرائيل إلى تركيا، بينها: تزويدها بـ10 طائرات تجسس مقاتلة بلا طيار من طراز «هارون» الإسرائيلية الصنع، وتحديث طائرات فانتوم التركية المقاتلة في مصانع شركة سلاح الجو في تل أبيب، وتحديث دبابات تركية قديمة، إضافة إلى تعاون أمني واسع في إطار ما يسمى بـ«مكافحة الإرهاب»، مناورات مشتركة على القتال، جويا وبحريا وبريا، ومناورات مشتركة على الإنقاذ وتزويد الجيش التركي بأجهزة اتصال ذات تقنية إلكترونية حديثة، تبادل المعلومات في مجال الأمن وغيرها.
وفي 1996، وقعت إسرائيل وتركيا أول اتفاق عسكري ينص على تدريب طيران البلدين في مجالهما الجوي، وتعرض هذا الاتفاق لانتقاد شديد من جانب غالبية الدول العربية وإيران.
كذلك تشترك تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة في مناورات عسكرية مشتركة تعرف بـ" نسر الأناضول"، وتعتبر من أكبر المناورات العسكرية المشتركة عالميا، التي تجرى سنويا في قاعدة كونيا الجوية وسط تركيا منذ سنة 2001، أخرها في 7 أبريل 2014، إضافة إلى مناورات عروس البحر الآمنة، وهي مناورات عسكرية بحرية مشتركة تقام بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل سنويا، وتشارك فيها كلدولة بعناصر من قواتها البحرية.
وتهدف هذه المناورات لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث في مجالات البحث والإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية..
كما أنه في التاسع عشر من فبراير من عام 2013 الماضى، وبعد قطيعة دبلوماسية استمرت نحو 3 أعوام على خلفية هجوم القوات الإسرائيلية على السفينة "مرمرة"، استأنفت تركيا تعاونها العسكري مع إسرائيل، حيث زودت تل أبيب مؤخرا أنقرة بمنظومات متطورة في مجال الحرب الإلكترونية تساهم في تحسين قدرات الطائرات من طراز إيواكس للإنذار المبكر التي يستخدمها الجيش التركى.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وقتها أن المنظومات المطورة من إنتاج شركة "إيلتا" وأن شركة بوينج الأمريكية العملاقة تعاقدت مع "إيلتا" لتزويد الطائرات التركية بهذه المنظومات في إطار صفقة بـ 200 مليون دولار
وفى النهاية من يدقق في مسيرة العلاقات التركية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية سيكتشف أنها لم تكن هناك أزمة بالمعنى الحقيقي وإنما كانت أزمة إعلامية سياسية دبلوماسية، وهي أزمة كانت مدروسة على الصعيد التركي الهدف منها كسب العالم العربي والإسلامي.