الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش".. مؤامرة "أمريكية صهيونية" لتقسيم المنطقة.. التنظيم الإرهابي يقيم حدودًا من الدم ودولة للخوارج الجدد في بلاد الشام.. وكاتب أمريكي يفضح "المخطط الشيطاني" لواشنطن

داعش.. مؤامرة أمريكية
"داعش".. مؤامرة "أمريكية صهيونية" لتقسيم المنطقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"داعش.. إنها المؤامرة لتقسيم المنطقة".. هكذا كانت الإجابة على كل الأسئلة التي تتعلق بداعش، أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي مؤامرة أمريكية صهيونية تم التخطيط لها بدقة لتقسيم الشرق الأوسط.
لكن يبقى آخر سؤال هو "لماذا هذا الصمت على ما تقوم به داعش؟"، لتكون الإجابة المختصرة لأنها عبارة عن "مؤامرة".
فبعد أن فشلت واشنطن في تحقيق خارطة الشرق الأوسط الجديد، وتمكين الإخوان، للعبث بالمنطقة، وبعد كل هذه الهزائم المتتالية التي مُنيت بها في العراق ولبنان وسوريا وتونس واليمن وليبيا ومصر، خططت لمؤامرة جديدة، عن طريق لعبة التكفير والخيانة، وجماعة «داعش» التي تدعى الإسلام، لتعلن قيام الخلافة الإسلامية، وتنصيب زعيمها خليفة، ليبدأ فصل جديد من المؤامرة.
بطل المؤامرة الجديدة هو «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، المسماة «داعش»، الجماعة المنقلبة على «الظواهرى»، التي حققت أكبر انتصارات للتنظيم منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، والتي تقتل باسم الدين كل البشر، وتدمر كل المدن، وتقيم حدودًا من الدم ودولة للخوارج الجدد في بلاد الشام.
وكان احتلال أمريكا للعراق، هو الفرصة غير المسبوقة لهذه الجماعة أن تجد مكانًا لإثارة الفوضى في كل المنطقة؛ فبعد أن هدمت الدولة بالكامل، أطلقت شرارة الصراع (السنى – الشيعي)، وأعطت الجماعة فرصة ذهبية لإقامة إمارتها المنشودة على جسد دولة مزقتها الطائفية، لنراها وهى تطلق أحكام التكفير بإطلاق ودون تفصيل، وتكفر عوام الناس، وتذبح من لم يبايع إمامها وأميرها «البغدادى».


ونقلًا عن الكاتب الأمريكى المعروف «مايكل شوسودوفسكى»: «إن العراق تم تقسيمها على أسس طائفية عرقية من قبل وزارة الدفاع الأمريكية منذ أكثر من 10 أعوام»، مؤكدًا أن تفكيك العراق على أسس طائفية هو سياسة طويلة الأمد لطالما سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها بقوة إلى تحقيقها، وكان ظهور «داعش» ضرورة لإتمام هذا المخطط الشيطانى.
وأوضح «شوسودوفسكى» أن ما هو معروف وموثق أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى «ناتو» استخدما الكيانات التابعة لتنظيم «القاعدة» -ولاحقًا «داعش»- في صراعات عديدة، وحسب الطلب، وأن هذه التنظيمات كانت أدوات للاستخبارات العسكرية الأمريكية منذ الحرب الغربية ضد الوجود السوفيتى في أفغانستان في سبعينات القرن الماضى.
وأضاف أن إرهابيى التنظيمين «جبهة النصرة» و«دولة الإسلام في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش»، هم وبامتياز مجرد جنود مشاة للتحالف الغربى الذي يشرف على تجنيدهم وتدريبهم من أجل خدمة مصالحه الاستعمارية في المناطق التي يرغب في الاستيلاء عليها.
وذكر الكاتب أنه بهذه الطريقة وبعد عودة تنظيم القاعدة لممارسة نشاطه في العراق وسوريا باسم جديد وهو «داعش»، فهو بذلك يكون الأداة الأهم في تنفيذ أجندة الولايات المتحدة الجيوسياسية في المنطقة.
وقال مركز الأبحاث الكندى «جلوبال سيرش» إن «داعش» ليست إلا أداة لخدمة مصالح واشنطن، التي تسعى منذ منتصف التسعينات من القرن الماضى لتقسيم العراق لثلاث دويلات. وأوضح بحث نشره المركز أن أحد الأهداف الرئيسية لأى إمبراطورية تأجيج الصراع الداخلى الدائر في الأراضى التي تحتوى على موارد ترغب في الاستحواذ عليها، والطريقة الأكثر فعالية لإشعال هذا الصراع هو سحق البنية الاجتماعية والبنية التحتية والمادية للبلد المستهدف غزوه.
في ناحية أخرى يؤكد مراقبون أن نظام الأسد استخدم هذه الجماعة لتحقيق هدفه وهو إثارة المعارك بينها وبين النصرة، وقد لاحظ صحافيون وناشطون ومقاتلون أنه في الوقت الذي دكت مدفعية النظام مقر الجيش السوري الحر في حلب إلى أن سوَّته مع الأرض، فإن قاعدة داعش المجاورة للمقر سلمت من القصف، ولم تسقط عليها قذيفة واحدة، ولا حتى عن طريق الخطأ. وتغيّر الوضع ما إن غادر مسلحو داعش القاعدة. وحدث الشيء نفسه في مدينة الرقة شرق سوريا.
كما أن مقاتلي داعش أنفسهم لم يقوموا بمحاولة جدية لتحرير المناطق، التي ما زالت تحت سيطرة النظام، لكنهم انتزعوا السيطرة على الرقة وبلدة أعزاز من الجيش السوري الحر.

أما إيران المتهمة بأنها مولت تنظيم القاعدة لفترة طويلة، كما أنها أفرجت عن داعش في مؤامرة من السجون العراقية، فتتهم أمريكا بصناعة المؤامرة.



ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية عن رئيس الأركان الإيراني قوله “إن الصهاينة يحاولون، من خلال هذه المؤامرة، إبعاد القوات الثورية عن حدودهم وخلق ملاذ آمن لهم، داعيًا الشعب العراقي إلى أن يظلوا متحدين ووصم "داعش" بأنها جماعة إرهابية ورمز الجهل، مؤكدًا أن قمع هذه الجماعة هو الخيار الأخير للأمة العراقية.
سوريا في المقابل ترى أن ربط العراق بالملف السوري بدى واضحًا في الاجندات التركية والخليجية والاميركية التي سعت جاهدة إلى ضرب الحلقة السورية كونها المفصل في محور المقاومة وكان أخطر هذه المحاولات ما جرى في ربيع وصيف العام 2012 وما أُعلن يومها عن "غزوة دمشق" عقب اغتيال الضباط الاربعة في مبنى الأمن القومي، لكن الجيش السوري استطاع حسم المعركة وتأمين العاصمة وفرض طوق على معاقل المسلحين في الغوطة.
وجاء فشل "غزوة دمشق" ليسرع القرار لدى دوائر استخبارات بعض الأطراف العربية والاقليمية، بمباركة أميركية إلى التوجه شمالًا أي إلى حلب في سوريا وإلى الموصل ب العراق.