مر تنظيم القاعدة بعدة مراحل، أولها التشكيل في معسكرات قاعدة الأنصار بأفغانستان، وثانيها مرحلة الجهاد الأفغاني، وثالثها التحول إلى جبهة محاربة اليهود والنصارى، وآخرها تنظيم القاعدة والشبكة اللامركزية، والأخيرة من إبداعات أبو مصعب السوري، مصطفى ست مريم، والمصري أيمن الظواهري، الذي تحدث في أحد فيديوهاته المصورة عن تحول القاعدة إلى جبهة لا مركزية، واحتوائها على تنظيمات وخلايا متنوعة.
وقال إن الربيع العربي فرصة غير مسبوقة، لأنه سيهدم أجهزة استخبارات وأجهزة أمنية، ويمكننا من التجنيد، كما أن وصول الإسلاميين للحكم يؤدي إلى مُجابهة مع العلمانيين، وهنا سيأتي الدور على القاعدة للتدخل، وأخيرًا يفجر الربيع العربي الصراع السني الشيعي، وكل ذلك سيعطي التنظيم فرصة ذهبية لإقامة دولته المنشودة.
وبالفعل بدأت تنشأ خلايا تابعة للقاعدة، وأصبح التنظيم عبارة عن فكرة، تحوي بداخلها مجموعة من التنظيمات، وانتهت سياسة التجميع التي تجمع الأفراد على الفكرة الواحدة، بعد اعتماد الوحدة والتنسيق على الهدف، واتضح أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر، أو بوكو حرام بنيجيريا، أو الشباب بالصومال وغيرها من الحركات، كلها تابعة للقاعدة، كما رأينا أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أسسه الزرقاوي والذي تحول فيما بعد إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، تابعًا للقاعدة.
كانت أهم خصائص هذه التنظيمات والخلايا الجديدة مما يسمى بالسلفية الجهادية، التي طغت على القاعدة وحولتها إلى تنظيم عالمي وشبكة لا محدودة من المقاتلين، أن مجنديها هم جيل بارع في الإنترنت، ومن حملة الشهادات العليا، وأنهم يمتلكون جرأة إستراتيجية لا محدودة، لكنهم جهلة في الدين إلى أبعد حد من أجيال القاعدة الثلاثة الأولى، جيل معسكرات بيشاور وأفغانستان، أو جيل مؤسسي التنظيم، كما أنهم أصبحوا من حملة فكر التكفير، الذي لم يكتف بتكفير مؤسسات الدولة، بل كفر أعوان الحاكم، وأخرج من الملة الأجهزة الأمنية على التعيين فردًا وفردًا، ولم يتورع عن القتل بالبطاقة الشخصية، وقتل كل المخالفين له في المنهج.
"داعش" كانت من التنظيمات الحليفة والشريكة للقاعدة، وهي الجماعة الأكبر التي أعطت مثلًا واضحًا على أن فكر التكفير، هو المُسيطر على الجيل الأخير من التنظيم، فمنذ أن نشأ تنظيم التوحيد والجهاد على يد الزرقاوى في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، وبعد اغتياله في عام 2006، ثم تولى أبو عمر البغدادي، الذي قتل بعدها بفترة وجيزة، ثم تولى أبو بكر البغدادي إمارة التنظيم، أصبح واضحًا للعيان كيف حول اسمه إلى الدولة الإسلامية، وتصور أنه خليفة له ولاية مكانية على العراق، وأن هذه الولاية تدفعه للتوسع إلى سوريا لتصبح الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأن على كل الفصائل الإسلامية بيعته، وأن من خالف ذلك أصبح مرتدًا، مُباح الدم، وهذا يفسر العلاقة المتوترة التي حدثت بين أبو بكر البغدادى والظواهري، والأخير شعر أن قيادة التنظيم بدأت تنسحب منه للبغداي، وأن مركز القيادة تحول من أفغانستان للشام، وأن البغدادي نصب نفسه حاكمًا وأميرًا، وأخذ يقتل حتى من هم على نفس شاكلته من تنظيم النصرة التابع للقاعدة بقيادة أبى محمد الجولاني.
وقال إن الربيع العربي فرصة غير مسبوقة، لأنه سيهدم أجهزة استخبارات وأجهزة أمنية، ويمكننا من التجنيد، كما أن وصول الإسلاميين للحكم يؤدي إلى مُجابهة مع العلمانيين، وهنا سيأتي الدور على القاعدة للتدخل، وأخيرًا يفجر الربيع العربي الصراع السني الشيعي، وكل ذلك سيعطي التنظيم فرصة ذهبية لإقامة دولته المنشودة.
وبالفعل بدأت تنشأ خلايا تابعة للقاعدة، وأصبح التنظيم عبارة عن فكرة، تحوي بداخلها مجموعة من التنظيمات، وانتهت سياسة التجميع التي تجمع الأفراد على الفكرة الواحدة، بعد اعتماد الوحدة والتنسيق على الهدف، واتضح أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر، أو بوكو حرام بنيجيريا، أو الشباب بالصومال وغيرها من الحركات، كلها تابعة للقاعدة، كما رأينا أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أسسه الزرقاوي والذي تحول فيما بعد إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، تابعًا للقاعدة.
كانت أهم خصائص هذه التنظيمات والخلايا الجديدة مما يسمى بالسلفية الجهادية، التي طغت على القاعدة وحولتها إلى تنظيم عالمي وشبكة لا محدودة من المقاتلين، أن مجنديها هم جيل بارع في الإنترنت، ومن حملة الشهادات العليا، وأنهم يمتلكون جرأة إستراتيجية لا محدودة، لكنهم جهلة في الدين إلى أبعد حد من أجيال القاعدة الثلاثة الأولى، جيل معسكرات بيشاور وأفغانستان، أو جيل مؤسسي التنظيم، كما أنهم أصبحوا من حملة فكر التكفير، الذي لم يكتف بتكفير مؤسسات الدولة، بل كفر أعوان الحاكم، وأخرج من الملة الأجهزة الأمنية على التعيين فردًا وفردًا، ولم يتورع عن القتل بالبطاقة الشخصية، وقتل كل المخالفين له في المنهج.
"داعش" كانت من التنظيمات الحليفة والشريكة للقاعدة، وهي الجماعة الأكبر التي أعطت مثلًا واضحًا على أن فكر التكفير، هو المُسيطر على الجيل الأخير من التنظيم، فمنذ أن نشأ تنظيم التوحيد والجهاد على يد الزرقاوى في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، وبعد اغتياله في عام 2006، ثم تولى أبو عمر البغدادي، الذي قتل بعدها بفترة وجيزة، ثم تولى أبو بكر البغدادي إمارة التنظيم، أصبح واضحًا للعيان كيف حول اسمه إلى الدولة الإسلامية، وتصور أنه خليفة له ولاية مكانية على العراق، وأن هذه الولاية تدفعه للتوسع إلى سوريا لتصبح الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأن على كل الفصائل الإسلامية بيعته، وأن من خالف ذلك أصبح مرتدًا، مُباح الدم، وهذا يفسر العلاقة المتوترة التي حدثت بين أبو بكر البغدادى والظواهري، والأخير شعر أن قيادة التنظيم بدأت تنسحب منه للبغداي، وأن مركز القيادة تحول من أفغانستان للشام، وأن البغدادي نصب نفسه حاكمًا وأميرًا، وأخذ يقتل حتى من هم على نفس شاكلته من تنظيم النصرة التابع للقاعدة بقيادة أبى محمد الجولاني.
داعش" هي جماعة أحيت فكر الخوارج ببراعة،
وأطلقت أحكام التكفير بإطلاق ودون تفصيل، ويكفرون عوام الناس بإطلاق ودون تفصيل
أيضًا، على سبيل المثال أن من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال الدم وعلى
ذلك فالجماعات الإسلامية إذا بلغتها دعوتهم ولم تبايع إمامهم فهي كافرة مارقة من
الدين.
لكن السؤال الأهم، عقب دخول قواتها إلى الموصل، هل بالفعل بلغت "داعش" من القوة التي جعلتها تُقيم دولة من الرقة في سوريا إلى تخوم بغداد؟.
بالطبع فإنه ليست داعش التي دخلت بل هناك فصائل من أهل السنة المهمشين من حزب الدعوة الشيعي الحاكم في العراق، كما أن العشائر المُسلحة هي أول من دخلت الموصل، وأن أبو بكر البغدادى وجماعته لم يفعل شيئًا سوى أن أطلق عدة فيديوهات على ذبحه لبعض أهل العراق في الموصل، على شبكته "شموخ الإسلام"، وأن هناك أسبابا موضوعية دفعت الجماعة للبقاء، وستدفعها للمواصلة والوجود، أهمها تقسيم المنطقة العربية، وصناعة الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، الذي تصبح فيه إسرائيل هي القوة الكبرى المتحكمة.
لكن السؤال الأهم، عقب دخول قواتها إلى الموصل، هل بالفعل بلغت "داعش" من القوة التي جعلتها تُقيم دولة من الرقة في سوريا إلى تخوم بغداد؟.
بالطبع فإنه ليست داعش التي دخلت بل هناك فصائل من أهل السنة المهمشين من حزب الدعوة الشيعي الحاكم في العراق، كما أن العشائر المُسلحة هي أول من دخلت الموصل، وأن أبو بكر البغدادى وجماعته لم يفعل شيئًا سوى أن أطلق عدة فيديوهات على ذبحه لبعض أهل العراق في الموصل، على شبكته "شموخ الإسلام"، وأن هناك أسبابا موضوعية دفعت الجماعة للبقاء، وستدفعها للمواصلة والوجود، أهمها تقسيم المنطقة العربية، وصناعة الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، الذي تصبح فيه إسرائيل هي القوة الكبرى المتحكمة.