السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" لمسيحيي العراق: "إما الإسلام أو القتل".. الجماعة الإرهابية تفرض 450 دولارًا "جزية" على الرجال والنساء.. ومناشدات للمجتمع العربي لاتخاذ موقف ضد اضطهاد الأقباط في الموصل

داعش لمسيحيى العراق:
"داعش" لمسيحيى العراق: "إما الإسلام أو القتل"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ اندلاع الحرب بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام المسمى بـ"داعش" ودخول هذا التنظيم الموصل وإعلان سليمان الفارس كحاكم لداعش في المدينة العراقية الخلافة الإسلامية، بدأت تظهر عمليات التهجير للأقباط والاضطهاد الدائم ومحاولتهم فرض أمور غير مقبولة دينيًا ولا أخلاقيًا حيث بدأت "داعش" أولى خطواتها في ذلك الإجرام بفرض الجزية على الرجال والنساء هناك.
ودعت داعش، خلال كتاب رسمي، أعيان المسيحيين إلى اجتماع لتنظيم السكن بالمدينة بالشروط التي تضعها ووصلت هذه الدعوة متأخرة، ومن علم بها فضل عدم الذهاب خوفًا من بطش وإرهاب تلك الجماعة، فيما قامت داعش بعد رفض دعوتها بعمل إحصائية لمنازل المسيحيين ووضع اختام عليها وكتابة عبارة عقارات الدولة الإسلامية.
كما أعطى التنظيم المسيحيين في الموصل، مهلة محددة لمغادرة المدينة في حالة عدم الموافقة على الشروط تضمنت الموافقة على اعتناق الدين الإسلامي، أو القبول بدفع الجزية، وإلا سيتم مصادرة المنازل في مختلف المدينة الخاصة بالمسيحيين والتصرف فيها.
فيما قام سليمان الفارس حاكم الموصل المعين من قبل "داعش" بفرض جزية وقدرها 450 دولارًا مقدرة بـ550 ألف دينار عراقي، وكانت المهلة التي أعطاها لدفع الجزية وقبول الشروط التي وضعها هي 24 ساعة منذ يوم 19 يوليو وعقب انتهاء المهلة قامت معظم العائلات المسيحية بالفرار من الموصل خوفًا من بطش الجماعة ومن مكث بالموصل لقي حتفه.

وقام التنظيم بإحراق بعض الكنائس وتفجيرها تمامًا ومنها مطرانية السريان الكاثولوكية في الموصل، كما قام بإحراق الكنيسة بالكامل وإتلاف كل مقتنياتها، وإزالة الصلبان من أعلى الكنائس ومنازل المسيحيين.
من ناحيته، وجه رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الدكتور القس صفوت البياضي، نداءً للشعوب ورؤساء الدول العربية لوقف ما يحدث ضد المسيحيين بالعراق.
قال "البياضي"، إنه قام بتوجيه نداء إلى ملوك ورؤساء وحكومات الدول العربية، وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، يؤكد فيه أن ما يحدث من تهجير قسري وترويع وتعذيب وقتل لقطاع من المواطنين الأصليين، وهم مسيحيو العراق، أمر مرفوض، وإن سكتنا عنه تكلمت الأحجار والآثار، وصرخت الدماء شاكية لخالقها وبارئها، في الوقت الذي لم نسمع إلا أصواتًا مستحية من المجالس العالمية والشرق أوسطية.
وأهاب البياضي بكل الضمائر والأصوات الحرة أن تقف مع العدل والحق والكرامة الإنسانية وحقوق المواطنة، لوقف المهازل والمجازر التي يندى لها الجبين، مضيفًا أن التاريخ الإنساني لن يغفر أي تقصير أو إهمال في حق شركاء هذه الأوطان، مناشدًا جامعة الدول العربية أن تسارع باتخاذ موقف يحمي الحياة والممتلكات، ويرد الكرامة والاعتبار لكل من طاله العنف والتعذيب والطرد من بيوتهم ومقدساتهم، مضيفًا "أننا نذكر دائمًا أنفسنا بما ينعت به الساكتين عن الحق، "حمى الله شعوبنا، وأرضنا ومقدساتنا"، عزاؤنا فيمن أزهقت أرواحهم على هوية انتمائهم الديني أو العقائدي أو السياسي.

بطريريك "بابل" يستغيث بمسلمي العراق ومسيحيي الدول العربية

وأرسل الأنبا لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، رسالة إلى أصحاب الضمير الحي في العراق والعالم، وإلى صوت المعتدلين من المسلمين في العراق والعالم، وكل من يهمه أمر استمرار العراق كوطن لجميع أبنائه، وإلى كل قادة الفكر والرأي والناطقين بحرية الإنسان وإلى كل المدافعين عن كرامة الإنسان والأديان، موكدًا أن استيلاء "الجهاديين الإسلاميين" على الموصل وإعلانهم "دولة إسلامية"، وبعد أيام من الاستكان والترقب، انعكس الأمر سلبًا على مسيحيي المدينة والمنطقة المجاورة.
وتابع "كانت أولى بوادر هذا الانعكاس خطف راهبتين وثلاثة أيتام، أُطلق سراحهم بعد 17 يومًا، استبشرنا خيرًا بهذا التطور واعتبرناه بارقة أمل وانفراجًا، وإذ بنا نفاجأ بآخر المستجدات، وهي توزيع "الدولة الإسلامية" بيانًا تدعو فيه المسيحيين صراحة إلى اعتناق الإسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أية أمتعة، وأفتت أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدًا إلى "الدولة الإسلامية"، وكانوا في وقت سابق قد كتبوا على بيوت المسيحيين حرف (ن) أي نصارى، كما كانوا قد كتبوا على بيوت الشيعة حرف (ر) أي روافض، ومن يدري ماذا بعد في الأيام المقبلة.

وأوضح "ساكو" أن نظام "الدولة الإسلامية" مبني على ما يدعون أنه الشريعة، ومن ضمنها إعادة تعريف الهويات على أساس ديني ومذهبي، مضيفًا "هذه الاشتراطات تسيء إلى المسلمين وإلى سمعة الدين الإسلامي"، الذي يقول: "لكم دينكم ولي دين"، و"لا إكراه في الدين"، وأنها نقض لألف وأربعمائة سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامي وتعايشه مع ديانات مختلفة وشعوب مختلفة شرقًا وغربًا، واحترمه عقائدها وتآخٍ معها.
وقال "ساكو"، "كم تقاسم المسيحيون في شرقنا بالذات ومنذ ظهور الإسلام الحلو والمر، واختلطت دماؤهم في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم، وبنوا سويًا حضارة ومدنًا وتراثًا، لذلك حرام أن يعامل المسيحيون بالرفض والطرد، ولا يخفي ما لذلك كله من نتائج وخيمة على التعايش بين الأكثرية والأقليات، لا بل بين المسلمين أنفسهم، على المدى القريب والبعيد، وإلا فالعراق مقدم على كارثة إنسانية وحضارية وتاريخية، لذا نطلق نداءنا إليهم، حارًا أخويًا ملحًا وخطيرًا، ونناشد إخواننا العراقيين أن يعيدوا النظر في استراتيجيتهم، ويحترموا الأبرياء العزل، من كل القوميات والديانات والمذاهب، فالقرآن الكريم يوصي باحترام الأبرياء ولا يدعو إلى الاستيلاء على ممتلكات الناس عنوة، ويجير الأرملة واليتيم والمعدم والأعزل، ويوصي حتى إلى سابع جار، كما نهيب بالمسيحيين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة، وأن يحسبوا حساباتهم بشكل جيد ويفهموا ما يُخطط للمنطقة، ويتكاتفوا بالمحبة ويتدارسوا معًا وسويًا وبتضامن سبل بناء الثقة بأنفسهم وبجيرانهم، والالتفاف حول كنيستهم، ويصبروا ويتحملوا ويصلوا إلى أن تعبر العاصفة.