الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شماتة أم..غياب العدالة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط أجواء المشاحنات والمعارك التي لا تسيل فيها إلا الدماء العربية، يتشاحن العرب ويتهمون بعضهم البعض ويتآمرون على بعضهم، لمجرد اختلاف آرائهم وإرضاء لأهوائهم أو لاختلاف طوائفهم، على الرغم من أنهم قد ينتمون لعقيدة واحدة، مانعاني منه الآن هو بأيدينا لا بأيدي الغرباء فينتهز العدو وغيره من المتآمرين الفرصة للانقضاض على شعوبنا فيدبر المؤامرات ويشحن نفوسنا كرها وبغضا وعدوانا، فيتصيد بنو العروبة لبعضهم الهفوات والزلات، ليدفع ثمنها أبناؤهم، ويغيب عنهم عدوهم المتآمر عليهم، ويصبح من يعارض وجهة نظر الآخر أو يختلف معه في صفوف أهل الشماتة والـتآمر والخيانة. 
لم يعد هناك بيت في الوطن العربي إلا ويبكي شهيدا، سواء أكان على صواب أو خطأ، وأصبح البيت العربي ساحة للمعارك والقاتل والمقتول منا وفينا! ولم يسأل أحد عن الهدف الذي نموت من أجله وماذا نريد؟.
يذكرني ما نحن فيه من محنة الآن، بالعصبية القبلية التي ترفضها كل الأديان وتخلصت منها أوروبا بعد قرون طويلة، وما زلنا نحن بني العروبة في غيبوبة هذه العصبية التي قسمت الوطن الواحد إلى فئات وتيارات مختلفة ولكن صفحات التاريخ تذكرني أيضاً، بالعظماء رجالا ونساء وشيوخا وأطفال، أبطال قاوموا الاحتلال حبا وفداء للوطن، وكثيرا ما أتساءل، مالذي ميز تلك الأزمنة لتصنع شخصيات وطنية يذكرها التاريخ وكيف استطاعت تلك الشعوب العظيمة التخلص من الاحتلال وحققت حريتها واستقلالها؟ ولعلي أجد الإجابة في كلمة واحدة هي الاختزال، فقد اختزل البعض الأوطان في شخص، أو حزب، أو جماعة، فعلى سبيل المثال اختزلت جماعة الإخوان الإرهابية الوطن في الجماعة والشعب في أعضاء تنظيمها، فإذا بهم يحكمون بالإرهاب والعنف، وهذا ما فعلته حركة حماس وما زالت تفعله في غزة، حيث فضلت مصالح تنظيمها وأهدافه عن مصالح الشعب الفلسطيني، وضحت بأرواح أبناء غزة، دون الموازنة بين القوى المتصارعة وإعمال العقل والمنطق كما تعلمنا من التاريخ، يحدث كل هذا والعالم يشاهد مايحدث، متناسيا العدالة التي يتحدث عنها في مؤتمراته الدولية،لاليتأكد لنا الموقف العالمي فيه قدر من الشماتة!.
فأين مجلس الأمن الدولي هنا مما يحدث على الساحة الآن؟ ولماذا لا يتحرك إلا ضد العرب وماهو موقفه من العدوان وقتل الأبرياء العزل في فلسطين؟ ألم يدمر العراق من قبل وبعده ليبيا ثم سوريا وتنتهك حقوق الفلسطينيين، ليل نهار تحت سمع وبصر هذا المجلس؟ لماذا لا يتدخل لإنقاذ الأبرياء في غزة من القتل والتدمير كما تدخل من قبل حسب مزاعمه لإنقاذ أهلنا في العراق وليبيا؟.
لا أجد إجابة إلا في التمسك بالحقوق، فلم يعد هناك طريق أمام الشعوب العربية إلا لم شتاتها والمطالبة بحقوقها التي اغتصبت، فالتخاذل والتباطؤ في اتحادنا، وسرعة قراراتنا، وإنهاء خلافاتنا، ما جعلنا فريسة سهلة للأعداء. 
لقد أدى غياب العدالة الوطنية بنا إلى هذا المنحدر، وغابت القرارات الحاسمة والقوانين الملزمة التي تضع حدا للمهاترات والاتهامات التي أصبحت أبسط أنواع الإساءة للآخر بل لم تعد لدينا القوة القانونية التي تصون دماء الأبرياء وتنفيذ العدالة ليحظى أبناء الوطن بنفوس آمنة خالية من الحقد والضغينة. 
لهذا اصبحت الشماتة السمة التي يبديها كل طرف للآخر، وحتى نتخلص منها يجب أن يسود العدل بين الناس وأن يكون القانون هو الحكم، وإذا نجحنا في تنفيذ ذلك في الداخل سنجبر العالم على احترام حقوقنا ويكون لنا الحق في المطالبة بالعدالة الدولية الغائبة.. لذا أتعجب كثيرا ممن يطلقون حملة الشماتة على الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت قهر الاحتلال لأكثر من ستين عاما فكيف لمصر وأبنائها الذين حملوا أمانة القضية الفلسطينية على اكتافهم ودافعوا وحاربوا من أجلها وضحت بأرواح أبنائها أن تشمت في أشقائها في فلسطين.
وأتعجب أكثر ممن يشمتون في استشهاد جنودنا في العمليات الإرهابية، وهم درع هذا الوطن، وحماة آمنة والعين الساهرة التي تحمي أمن مصر والعالم العربي. 
ينقصنا جميعًا تفهم وجهة نظر الآخر ولم الشتات وإلى هدنة مع أنفسنا ومراجعة مواقفنا وتصحيح  
أخطائنا لحقن دمائنا وحفاظا على أوطاننا.