الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بالفيديو.. زين العابدين فؤاد: الفلسطينيون "مايستاهلوش" ما يحدث لهم.. وغزة لا تساوي حماس.. المثقف الحقيقي يساند الضحية وليس القاتل وصمتنا كارثة

الشاعر الكبير زين
الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه أسرة الشهيد مينا دانيال، متوافقا مع عيد ميلاده، التقينا الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، الذي سألناه عن علاقته بمينا وشهداء الثورة وعما يحدث للفلسطينيين في غزة وتباين الآراء تجاه ذلك، وكيف تبدلت آراء المثقفين، واختتمنا هذا الحوار برؤيته لواقع ومستقبل الثقافة في مصر.
سألناه في البداية عن ذكرياته مع الشهيد مينا دانيال وغيره من شهداء الثورة فأجاب قائلا:
بتعمل إيه دلوقتي يا مينا
بتلم صور الشهدا
وتحطهم في مدى
النص يضحك
الدنيا تبقى نهار
النص يبكي
نكمل كلنا المشوار
بتعمل إيه دلوقتي يا مينا
هذه ليست المرة الأولى التي نحتفل فيها بعيد ميلاد مينا دانيال في منزله، بل هو العام الثالث الذي نتواجد فيه في منزل الشهيد مينا، وقد شهد العام الأول حضور الشهيدين جيكا والحسيني أبو ضيف الذي وقف في بلكونة المنزل ورفع أذان العشاء، وأدى صلاة المغرب في غرفة مينا، في العام الماضي كان معنا أحمد دومه وسالي وحمادة النوبي وهم مسجونون بتهمة التظاهر، وقد أقمنا عدة احتفاليات لمينا العام الماضي في محمد محمود وميداني عابدين وطلعت حرب.

هل ترى أن حفل الإفطار اليوم يعد تجسيدًا لمشاعر الوحدة الوطنية؟
بالطبع.. ويمكن استيضاح ذلك بسهولة إذا رأيت كم عدد المسيحيين الموجودين في هذا الحفل، وهو ما يكشف ببساطة أن مينا ليس رمزا مسيحيا وإنما هو رمز مصري بامتياز، فالوعي الشعبي المصري الذي ربط في صور كثيرة جدا بين مينا والشيخ عماد؛ يقول أن مصر بلا تعصب، لذا سنظل موجودين كل مرة حتى تتحقق أهداف الثورة التي خرج بسببها مينا والشيخ عماد.

وماذا تحقق من أهداف الثورة برأيك؟
لم يتحقق منها سوى هدف واحد في بند الحرية، وهو كسر حاجز الخوف.

كيف رأيت مينا في حياته؟
مينا هو فراشة الثورة لماذا؟ لأنه هو العصفور الذي كان يتحرك في الميدان من مكان لآخر، وأنا صورته في الصورة المشهورة وهو خارج من الدخان، ولم أكن أعرفه، وعندما تحدث معي لأول مرة يوم 28 يناير وأنا داخل على كوبري قصر النيل، وجدت شخصا يجري وينهج، على وجهه شعر أسود طويل، جبهته مليئة بالدماء يحاول بيديه ألا تدخل الدماء عينيه، وقال لي "متروحش كده" فنظرت له باستغراب فقال لي "مش انت اللي قلت: مين اللي يقدر ساعه يحبس مصر؟" إننا نحتاجك وهذه الناحية بها رصاص حي.

كيف ترى ما يحدث في غزة؟
ما يحدث في غزة كارثة، ورد فعلنا تجاه ما يحدث كارثة أكبر، تصورنا بشكل خاطئ أن غزة تساوي حماس، ولو كنا قد قبلنا في فترة من الفترات أن مصر في ظل حكم المرشد كانت تساوي جماعة الإخوان، أو أن مصر تعني بديع أو مرسي ساعتها نقبل أن تكون غزة هي حماس، وهذا الفهم القاصر والإعلام الفاسد، المضلل وضع في رأس الناس أمور كثيرة خاطئة.

بماذا تطالب الشعب المصري تجاه ما يحدث؟
لا أطالب المصريين أن ينزلوا يحاربوا في غزة نيابة عن الفلسطينيين، لأن العالم كله نازل يحتاج ليرفع صوتنا ضد هذه الهجمات الهمجية وضد الاستعمار.
وبالنسبة لي شخصيا بيني وبين إسرائيل ثأر لأنهم قتلوا شقيقي محمد فؤاد عام 1956 وقتلوا زملائي في حرب 73 وقتلوا كذلك أقاربي وأقاربك، واطفالنا في بحر البقر، وعمالنا في مصنع أبو زعبل، إنهم أعداؤنا، كيف أتابع ما يحدث وكأنني أشاهد مباراة كرة قدم؟! وبعض الإعلام يخرج علينا قائلا "يستاهلوا ما هي حماس جابته لنفسها" ويرى أن هناك مذبحة حقيقية تحدث وأنت لا ترفع صوتك، وهناك جزء مما يحدث إجبار حقيقي.

كيف ذلك؟
أنا ضد قانون التظاهر غير الدستوري وسأظل أقول ذلك، فالتظاهر السلمي حق مكفول للجميع ومن ينزل الشارع يطالب بحقه ليس عدوا ومن ينزل يرفع لافتة أو ورقة ليس عدوا من يرمي القنابل هم الأعداء، ومن هنا أنا ضد قانون التظاهر وكل تبعاته، فهل يمكن أن تقل لي ماذا فعل أحمد دومه أو نوبي أو ماهينور؟ هل ماهينور إرهابية؟ إنها محامية قبض عليها من أمام محكمة وهي بوقفة سلمية لموكلتها وتقضي المحكمة بحبسها عامين ونصف ويتم تخفيف الحكم لستة أشهر، وأقولها ثانية هذا الإعلام الفاسد هو السبب فيما يحدث وهو أمر ليس جديد علينا، ففي 25 يناير 2011 كانت الصور لمظاهرات في لبنان ضد حزب الله، هو نفسه الإعلام الذي صورنا في 25 يناير أننا عملاء ومأجورين وهو ما يحرض الناس على إخواننا في فلسطين.

ولكن هناك أيضا عدد من المثقفين يرون أن حماس هي السبب فيما يحدث وأن أهل غزة إن لم يستطيعوا أن يتخلصوا من حكمهم فإنهم يستحقون ما يجري لهم؟
سأروي لك مواقف المثقفين المصريين الحقيقيين الذين تجلت أوقات المحن، بغض النظر عن الأسماء التي تتصدر المشهد اليوم، ففي عام 1972 كانت هناك كتيبة مهمة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة وسأقول لك أسماء أعضاء نشطاء كانوا بجماعة أنصار الثورة الفلسطينية، وقامت بدور عظيم في التحضير لانتفاضة الطلبة في 72 وعلى رأسهم أحمد بهاء الدين شعبان، كمال خليل، منير مجاهد، سهام صبري، نادر عناني، أحمد هشام، طلعت فهمي، عبد العزيز شفيق وهؤلاء كانوا طلابا في كلية الهندسة.

هل هناك نماذج أخرى؟
بالطبع.. ففي عام 76 حدثت مذبحة تل الزعتر وقد نشرت على صفحتي صورا للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وأنا وفي خلفيتنا رسم لياسر عرفات موجودين في شارع في عين الصيرة نغني ونقول شعر ضد المذبحة، أما في عام 82 كنت موجودا في بيروت أثناء الحرب اللبنانية، وكل المقاومة تنتظر بلهفة أخبار مصر، واندلاع مظاهرات في مصر كان أمرا كالعيد، وصلنا وكان أول صحفي اخترق الحصار المرحوم عبد الله الطوخي، وبعده بثلاثة أسابيع جاء لنا وفد ثقافي مصري كبير يضم يوسف شاهين، فتحية العسال، على بدرخان، نادية لطفي، وفي عام 2006 كانت أكبر مظاهرات ضد الحرب على لبنان، وقد اشتركت في مظاهرتين واحدة في ميدان التحرير وأخرى في مونتريال في نفس الأسبوع، وكنا في الميدان خمسة آلاف متظاهر و45 ألف جندي من كل الأشكال، وأقول لك أسماء من النساء فقط اللاتي كن متواجدات في المظاهرة مثل د. هالة شكر الله رئيسة حزب الدستور، ريم ماجد، عفاف السيد، نومة درويش كما صورت الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو يتم ضربه، إذن فهؤلاء هم المثقفون الذين ينزلون ويقولون كلمتهم أما الباقون فلا علاقة لي بهم سواء كانوا يأخذون تعليماتهم من أي جهة أو كيف ينظرون للأمور، فالمثقف المصري يقف مع الضحية في أي مكان ويجب أن يكون في صف الحرية ليس في صف المعتدي.

كيف ترى مستقبل الثقافة في مصر؟
أراه في الميادين والفرق الجديدة التي تخرج ليس لها أي علاقة بوزارة الثقافة، فهناك تغير مهم ولأول مرة نرى في الدستور بأن الثقافة حق للمواطن المصري.. شكرا، فالدستور يقول أيضا بأن الرعاية الصحية والتعليم والسكن والخدمات حق للمواطن، بينما لا يأخذ المواطن حقه في أي مما سبق وبالتالي لن يأخذ حقه في الثقافة إلى أن تحكم الثورة، وعلى سبيل المثال من كان يعرف الشيخ إمام قبل 25 يناير؟ عدد بسيط يتابعه على الإنترنت، وعندما غنته الناس في الثورة أصبح لدينا كم هائل من الفرق التي تسير على دربه، مثل اسكندريلا وأحمد إسماعيل، وهم يغنوا أعماله من قبل الثورة ومنذ اعتصام مجلس الوزراء ظهرت فرقة بهية، وفي 2012 ظهرت واحدة من أجمل الفرق التي تغني الشيخ إمام كما يتمنى الرجل وهي "الأوله بلدي" وهذا هو مستقبل الثقافة في مصر.