الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة" تنفرد بنشر فصول كتاب مصطفى بكري الجديد.. "الصندوق الأسود لعمر سليمان" .. قال لمبارك في 2006: جمال لازم يسافر بره شوية.. ولما اعترض مبارك قال له: الناس كلامها كتير وأنا خايف عليه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
  • اختفى خلال عامى 2006 و2007 ولما سألوه عن السبب قال: فى بلد مثل مصر أنت كالفراشة إذا اقتربت من النار تحترق

  • قال لسوزان مبارك: سوف تجنين على ابنك وعلى الرئيس وعلى مصر بأسرها

  • سليمان يعرف من طباخ الرئاسة نية مبارك تعيين أنس الفقى مديرًا للمخابرات.. فعرض على الرئيس استقالته

  • جمال مبارك يواجه عمر سليمان بأن انتخابات 2010 غير مزورة.. وسليمان يرد: عندما يقول مدير المخابرات إنها مزورة فهى تكون كذلك



من النسخة الورقية لـ"البوابة" .. تنشر «البوابة» ابتداء من هذا العدد - الموجود بالأسواق حاليًا- حلقات حول الصندوق الأسود لعمر سليمان للكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وهى حلقات تحوى أسرارا مهمة عن فترة من أهم فترات تاريخ مصر المعاصر، وهذه الحلقات تحوى تفاصيل العديد من الجلسات التى جرت بين اللواء عمر سليمان والزميل مصطفى بكرى وتحديدًا فى مرحلة ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.
كان عمر سليمان يحذر، لكن أحدا لم ينصت إليه، كان يدرك أن ملف التوريث هو الخطيئة المسكوت عنها، وكان على ثقة بأن هذا الملف لن يمر بسهولة، فى عام 2006 تحدث مع الرئيس مبارك بكل صراحة ووضوح، قال له «يا ريت جمال مبارك يسافر بره شوية».. وعندما سأله الرئيس طب ليه؟ رد عليه عمر سليمان بالقول: «الناس كلامها كتير وأنا خايف عليه.. والبلد مش مستحملة»!!
أدرك مبارك المعنى جيدا، صمت ولم يرد، كانت الضغوط لا تتوقف من قبل سوزان مبارك ضد الرئيس، كانت تريد نجلها وريثا للحكم فى البلاد، لكن مبارك كان يتردد كثيرا ويقول للمقربين منه أنا خايف عليه.. ده مايقدرش على مصر، والبلد أوضاعها صعبة.
كان عمر سليمان يدرك أن هناك من يحيك له، وأن عمليات التحريض لا تتوقف، ولذلك اختفى تماما عن الأضواء فى عامى 2006 و2007، وعندما سأل عن سبب ذلك من بعض مقربيه قال «فى بلد مثل مصر، أنت كالفراشة إذا اقتربت من النار تحترق..».


كانت سوزان مبارك تردد فى كل جلساتها بأن عمر سليمان والمشير طنطاوى يقفان ضد طموح نجلها جمال وحقه فى تولى منصب الرئيس خلفا لوالده.
وفى عام 2007 حدثت مواجهة بين سوزان مبارك واللواء عمر سليمان، عندما قالت له "انت دايما بتكسر «مقاديف» ابنى، هذا حقه وطموحه، فلماذا تقف عقبة أمامه".
.. اندهش عمر سليمان من حديث سوزان، إلا أنه لم يرد عليها بكلمة واحدة، وكأنه أراد أن يقول لها «أنت سوف تجنين على ابنك وعلى الرئيس وعلى مصر بأسرها».
.. وعندما أراد مبارك تعديل الدستور فى عام 2007 ليفتح الطريق أمام جمال مبارك.. استطاع عمر سليمان أن يعلمه بخطورة ذلك على الأمن القومى للبلاد، ولذلك قال أمام الصحفيين الذين رافقوه فى إحدى زياراته الخارجية فى طائرة الرئاسة «خلاص مافيش تعديل للدستور»، وعندما نشر محفوظ الأنصارى هذا التصريح للرئيس، حدثت ضغوط شديدة من سوزان وجمال على الرئيس، فطلب من صفوت الشريف أن يدلى بتصريح صحفى يقول فيه «إن الدستور ليس قرآنا».
أدرك عمر سليمان فى هذا الوقت أن الرئيس لم يعد وحده صاحب القرار، وأنه بات يستجيب للضغوط من المحيطين به، فراح عمر سليمان يحذر من خطورة ذلك.
كان جمال مبارك ومن حوله يسعون لإبعاد عمر سليمان بكل ما يملكون من أدوات ضغط ومحاولات لتشويه لدى الرئيس، وعندما سمع عمر سليمان من طباخ الرئاسة بأن هناك اتجاها لتولى أنس الفقى وزير الإعلام منصب مدير المخابرات العامة بدلا منه فى عام 2007 ذهب إلى الرئيس مبارك وقال له «أنا خادم الدولة، أنا جندى أعمل فى أى مكان، وأرغب فى تقديم استقالتى».
هنا رد عليه الرئيس مبارك وقال له: جرى إيه يا عمر، أنا لا أستطيع الاستغناء عنك أنت والمشير، ولا صحة لأى كلام تسمعه.


.. كان مبارك لا ينسى للواء عمر سليمان دوره فى إنقاذه من حادث أديس أبابا عام 1995، عندما حذره سليمان من السفر وقال له «إن هناك كبيرة ستحدث، وإن هذه العملية تستهدفه شخصيا».
وعندما أصر الرئيس على السفر لحضور القمة الإفريقية، اشترط عمر سليمان عليه أن تكون هناك سيارة مدرعة، وأن ينزل الحرس الرئاسى بسلاحه كاملا، كما اشترط أن يظل طاقم الطائرة الرئاسية موجودا فى الطائرة ولا يتركها وأن يبقى على أهبة الاستعداد.
وبعد تعرض سيارة مبارك للهجوم، عاد إلى الطائرة، وعندما وصل مبارك إلى سلم الطائرة سأل أين عمر سليمان؟ فقيل له إنه سيحضر القمة مع عمرو موسى، وإنه سيتولى ملف التحقيقات فى محاولة الاغتيال.
منذ هذا الوقت أدرك مبارك أن عمر سليمان رجل مخابرات من طراز فريد جمعتهما علاقة متميزة، ولذلك رفض كل محاولات إبعاده من منصبه مهما كانت المبررات والأكاذيب.
كان مبارك يدرك أن موقف عمر سليمان من ملف التوريث ينطلق من خوف حقيقى على مصر وعلى النظام وعلى نجله جمال نفسه، لذلك لم يكن يعتبر موقفه هو القضية الفصل فى علاقته به، خصوصا أن مبارك لم يكن قد حسم موقفه بشكل نهائى من هذا الملف حتى هذا الوقت، ولذلك كان يرفض وبإصرار كل محاولات التحريض ضد عمر سليمان والمطالبة بإبعاده من منصبه!!


فى عام 2009 طلب مبارك من عمر سليمان أن يشرح لنجله جمال عمل المخابرات العامة وآلياتها المختلفة، وعندما وصل جمال إلى مبنى المخابرات استقبله عمر سليمان بمكتبه وشرح له بشكل عام مهمة الجهاز، وعندما عاد جمال مبارك إلى القصر الرئاسى اشتكى لوالده من أن عمر سليمان لم يطلعه على شىء ذى قيمة، فاتصل الرئيس باللواء عمر سليمان وقال له إن جمال زعلان لأنك لم تقدم إليه سوى المعلومات المتداولة على الإنترنت.
قال عمر سليمان، سيادة الرئيس أنت تعرف أن عمل المخابرات يتميز بالسرية الكاملة، وأنا لا أستطيع أن أطلع أحدا عليه، وإذا رغبت أنت فى ذلك أرسل إلى خطابا مكتوبا من مؤسسة الرئاسة وأنا أقوم بذلك.
قال مبارك: حذار يا عمر.. هذه أسرار دولة ولا أحد له حق الاطلاع عليها إلا المختصين بذلك.. اترك لى الأمر وأنا حفهم جمال هذا الموضوع.
.. وجه سليمان الشكر إلى الرئيس مبارك، إلا أن جمال مبارك لم ينس هذا الموقف لعمر سليمان، ولذلك سعى فى هذه الفترة لعزله تماما عن صناعة القرار، خصوصا أن جمال تولى فى هذه الفترة وبشكل غير معلن موقع «مدير مكتب الرئيس» وتحديدا بعد وفاة «محمد» حفيد مبارك، فكان يحجب ما يشاء من التقارير والمعلومات عن الرئيس حتى قيل إنه أصبح صاحب القرار الفصل فى كثير من الأمور داخل القصر الرئاسى.


وفى عام 2010 فوجئ الرأى العام بانتشار صور للواء عمر سليمان فى الشوارع والميادين تحمل شعارا يقول «عمر سليمان رئيسا للجمهورية.. كان عمر سليمان فى زيارة مع الرئيس مبارك للولايات المتحدة فى هذا الوقت تحديدا، وكان الأمر لا يخلو من مؤامرة».
لقد قام جهاز الأمن القومى بإجراء تحقيقات واسعة فى هذا الوقت لمعرفة من يقف وراء هذه المحاولة وأهدافها الحقيقية، وكانت المحصلة النهائية أن هناك من أراد الوقيعة بين مبارك وعمر سليمان، وأن الأمر لا يخلو من دلالة.
ورغم محاولة البعض استغلال ما حدث للوقيعة بين الرجلين فإن مبارك قال لعمر سليمان "لا تهتم كثيرا بمثل هذه الأمور، أنا أعرف أن هناك من يحاول إثارة الفتنة، ولكن خاب ظنهم!!".
.. كانت انتخابات مجلس الشعب التى جرت فى نهاية عام 2010 هى القشة التى قصمت ظهر البعير، لقد أدرك السيد عمر سليمان أن النظام ارتكب الخطيئة الأكبر بتعمده تزوير الانتخابات وإسقاط المعارضين فى انتخابات مجلس الشعب التى سبقت قيام ثورة 25 يناير بقليل.
بعد الانتخابات مباشرة كنت قد التقيت السيد عمر سليمان فى لقاء مطول استمر لأكثر من ساعتين فى مكتبه بمبنى المخابرات العامة، وقد أكد لى فى هذا الوقت أن أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى ورجل جمال مبارك القوى كان قد زاره قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية!!
وحاول عمر سليمان تحذيره من خطورة تزوير الانتخابات وطالبه بالسماح بفوز من 120- 150 من المعارضين على الأقل، إلا أن أحمد عز رفض هذا الاقتراح بشدة وقال للسيد عمر سليمان، «أبدا لن نسمح لمعارض واحد الفوز هذه المرة»، أبدى عمر سليمان دهشته وراح يحذر أحمد عز من خطورة ذلك.. وقال له: "إن البلد على فوهة بركان فلا تساعدوا على الانفجار سريعا".
.. كانت كلمات أحمد عز حاسمة.. وقال لعمر سليمان «الأمر انتهى، لم يعد هناك خيار بديل، نحن نريد مجلس شعب خالصا، لأن المرحلة القادمة هى الأهم فى مصر!!".
.. كانت المعلومات فى هذا الوقت تتحدث عن فشل صفقة الاتفاق بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان، حيث رفض الإخوان عرض الحزب الوطنى بمنحهم ثلاثين مقعدا فى مجلس الشعب القادم، إلا أن ممثلى الجماعة طالبوا بزيادة الحصة إلى 45 نائبا فرفض الحزب الوطنى هذا المطلب، ففشلت المفاوضات وانتهى الأمر عند هذا الحد، وكان ذلك هو ما يتمناه أحمد عز.
وسريعا.. سريعا حدث ما توقعه عمر سليمان ازدادت حالة الاحتقان فى البلاد بشكل كبير، وتصاعدت موجة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الرافضة لتزوير الانتخابات فى العديد من المحافظات.


وفى هذا الوقت بدأن فكرة تشكيل «البرلمان الموازى» وعقدنا عدة اجتماعات فى مكتب النائب علاء عبدالمنعم، كنا ثمانية من النواب، تظاهرنا أمام القضاء العالى وسط حشد شعبى كبير، ثم عقدنا مؤتمرا صحفيا كبيرا أمام مبنى مجلس الدولة بالجيزة، وقد ألقيت فى هذا اليوم بيانا باسم مؤسس البرلمان الموازى، أكدنا فيه استمرار النضال لحين إسقاط البرلمان ونظام الحكم الفاسد والمستبد.
.. كان عمر سليمان رافضا لنتائج الانتخابات البرلمانية، وقد أعلن معارضته وحذر من خطورة المرحلة القادمة، وأكد أن النظام إذا لم يجد مخرجا من هذه الأزمة فإن الدعوات التي تنطلق على "الفيس بوك" للتظاهر يوم 25 يناير سوف تجد لها صدى شعبيا كبيرا من شأنه أن يحدث قلاقل كبرى فى البلاد.
.. فى هذا الوقت أجرى السيد عمر سليمان اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك وطلب منه أن يؤجل خطابه فى افتتاح جلسة مجلس الشعب والشورى مع بدء الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الشعب.
وقال عمر سليمان للرئيس الأسبق "إن عدم ذهابك وتأجيل خطابك أمام مجلس الشعب الجديد يعنى رسالة إلى الشعب بأنك غير راضٍ عن تزوير الانتخابات الذى تسبب فى إسقاط المعارضين، لحين حسم محكمة النقض للطعون المقدمة إليها من المرشحين الذين جرى إسقاطهم بالتزوير".
.. هناك تساءل مبارك وقال لعمر سليمان، هل هناك تزوير فعلا قد جرى فى الانتخابات أم أنها تجاوزات عادية، فقال عمر سليمان، إن المعلومات والأدلة التى تمتلكها المخابرات العامة تقول إن الانتخابات الأخيرة شهدت تزويرا واسعا.
قال مبارك: إذن سأدعو غدا إلى اجتماع فى الاتحادية، وأحاول أن أقنع الحاضرين بوجهة نظرك.
فى اليوم التالى حضر عمر سليمان الاجتماع الذى ترأسه مبارك بحضور د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى وأحمد نظيف رئيس مجس الوزراء وجمال مبارك أمين عام لجنة السياسات وأحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى ود. زكريا عزمى الأمين العام المساعد للحزب الوطنى.
قال الرئيس فى بداية الاجتماع: إن السيد عمر سليمان يطلب منى عدم الذهاب إلى مجلس الشعب فى جلسته الافتتاحية، وأن أؤجل خطابى لحين حسم محكمة النقض موقفها من الطعون المقدمة، باعتبار أن هذه الانتخابات شهدت تزويرا كبيرا.
قال أحمد نظيف ليست هناك دلائل على وجود تزوير، نحن فى حاجة إلى برلمان قوى فى هذه الفترة تحديدا، وأظن أن البرلمان الحالى يعكس تمثيلا لكل التيارات بلا استثناء، حتى ولو كان هذا التمثيل رمزيا، لكنه موجود، ولذلك أنا أؤيد إلقاء الرئيس لخطابه مع بدء الدورة البرلمانية، ولا يجب التأجيل.


وتحدث أحمد عز وقال: لا يوجد أى تزوير، وهذه النتيجة المبهرة جاءت بمجهود الحزب الوطنى وكوادره وأيضا عبر التنظيم والخطط التى تم وضعها باستخدام أجهزة الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعى، وقال «لقد درسنا تجربة حزب العمال البريطانى، واخترنا مجموعات منتقاة من الكوادر أدارت العملية الانتخابية بدقة بالغة».
وهنا سأل مبارك عمر سليمان وقال له: ما رأيك إذن فيما قيل؟!
- رد عمر سليمان وقال: أنا من المدرسة القديمة، ولا أفهم لا فى برامج الكمبيوتر ولا حتى حزب العمال البريطانى، أنا أفهم أن مجلس الشعب مثل الغرف وفيها شباك صغير، المعارضة اللى بنقول عليها «وحشة» بيقولوا رأيهم ويتكلموا عن طريق هذا الشباك، والغلابة بيسمعوهم من الشباك.. وهؤلاء الفقراء أصيبوا بحالة هلع شديدة بعد إغلاق هذا الشباك، وسيغلقون هم أيضا آذانهم وساعتها أنا أتخوف من الانفجار الكبير، لقد حدث تزوير كبير فى الانتخابات.. هناك نواب لا يتصور سقوطهم فى الانتخابات ومع ذلك تم إسقاطهم.
قال جمال مبارك، ولكن الانتخابات لم تزور، ولا يصح أن تشوه التجربة الديمقراطية بهذه الطريقة، وأن نعطى خصومنا سلاحا مجانيا لا يعبر عن الحقيقة.
قال عمر سليمان، عندما يقول مدير المخابرات العامة إن الانتخابات قد زورت فهى تكون قد زورت بالفعل.. أنا أقول كلاما أعرف معناه جيدا!!
قال مبارك: ماذا تريد بالضبط يا عمر؟
قال عمر سليمان، أطلب منك ألا تذهب إلى مجلس الشعب وأن تؤجل خطابك أمام البرلمان لحين إصدار محكمة النقض أحكامها فى أكثر من 500 طعن مقدم إليها.
قال صفوت الشريف: لكن معنى ذلك أن المعارضة سوف تحتل 45٪ من كراسى البرلمان.. أنا معك طبعا أن هناك تجاوزات قد حدثت، لكن المعارضة قاطعت الجولة الثانية من الانتخابات، وكان يمكن أن ينجح لهم عدد ليس بالقليل لو استمروا فى جولة الاعادة إلا أنهم قاطعوها!!
قاطع فتحى سرور: أنا شخصيا مش حاسس إنى هاكون فى مجلس الشعب أنا فى حزب وطنى تحت قبة البرلمان، وعاوز أقول إن إحنا فعلا لازم نلتزم بتنفيذ أى أحكام تصدر من محكمة النقض.
أحمد عز: ولكن معنى ذلك أن تنفيذ الأحكام المتوقعة ستدفع باحتلال المعارضة نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان.
فتحى سرور: وأنا مستعد أدير البرلمان حتى ولو كانت المعارضة تحتل 48٪ من مقاعد المجلس.
جمال مبارك: كيف ذلك لقد جاء مكسبنا بمجهودنا وليس بالتزوير؟
.. هنا تدخل مبارك وحسم الأمر وقال: أنا كنت أتمنى تمثيلا مشرفا للمعارضة فى مجلس الشعب.. ولكن لن نعطل حال البلد لحين صدور أحكام محكمة النقض، ولهذا فأنا قررت أن أذهب فى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة للمجلس، لأن التأجيل سيحدث بلبلة وتشكيكا فى كل شىء.


أدرك عمر سليمان أن الأمر قد حسم. التزم الصمت وخرج من الاجتماع غاضبا بعد أن أدرك أن سطوة جمال مبارك وأحمد عز تعدت كل الحدود.
وعندما ذهب مبارك إلى جلسة البرلمان التى انعقدت، جاء خطابه مخيبا للآمال، ودافع فيه عن تزوير الانتخابات، وقال لمعارضيه الذين يشكلون برلمان شعبيا موازيا، «خليهم يتسلوا»، ساعتها شعر عمر سليمان بأن البلاد ستدخل إلى مرحلة من الصدام الخطير، وأن مستقبل النظام بات غامضا.
وخلال قمة شرم الشيخ الاقتصادية العربية التى انعقدت فى 19 يناير 2011 تحدث عمر سليمان مجددا مع الرئيس مبارك، وقال له لا بد أن يكون هناك حل سياسى لإجهاض ما سيحدث يوم 25، لأن توقعاتنا تقول بأن الأوضاع لن تكون سهلة، ويجب أن نعقد اجتماعا على الفور للبحث عن حلول ترضى الجماهير، فقال له مبارك، اتصل برئيس الوزراء أحمد نظيف واعقدوا الاجتماع وناقشوا الأمر واعرضوا علىّ النتائج التى ستتوصلون إليها.