الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا يسكت الغرب عن طرد المسيحيين؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن أتحدث عن موقف الغرب مما يحدث في عزة.. كلنا نري المظاهرات والاحتجاجات في الشوارع من الناس عربا أو أجانب أو حتى يهود.. كما أن موقف الدول الغربية الذي هو السكوت عن المذابح للشعب الفلسطيني.. التي لا يمكن أن تتساوي أبدا مع خطف ثلاثة إسرائيليين وقتلهم.. هذا السكوت ليس جديدا.. تعودناه من حكام الغرب ومن الأمم المتحدة التي ينتظر فيها أي قرار بالإدانة اعتراضا امريكيا ومن ثم لا داعي للقرار أصلا! السكوت عما تفعله داعش في العراق من طرد جماعي للمسيحيين هو المحير.. لا الدول الغربية ولا أمريكا ولا الأمم المتحدة أخذت موقفا ضد هذا التمييز علي أساس ديني وهو اقسي أنواع العنصرية.. علي صفحات الإنترنت يثار هذا السؤال في صيغة إدانة لهذه الدول وبالطبع صمتها إدانة.. ويمتد الأمر إلى إدانة منظمات حقوق الإنسان العالمية ومنظمات العفو الدولية.. لكن يظل السؤال بلا إجابة.. بدوري رحت أفكر كيف يحدث ذلك حقا؟ هذه الدول اعتادت الطرمخة علي ما ترتكبه إسرائيل من مذابح لكنها لم تعتد ذلك مع أي خطأ يقوم به العرب.. بل علي الفور يعلو صوتها .. قلت ربما لأن داعش صنيعة الغرب وأمريكا تمام كالإخوان المسلمين وبن لادن من قبل .. لكن هذا لم يكن ردا كافيا لي .. قلت ربما لأن هذه الدول تعرف أنها ستفعل ذلك يوما وستنتهي من داعش عند اللزوم .. لكن أيضا لم تكن هذه إجابة كافية .. فهذه الجماعات أو الطوائف حين تقوى يكون القضاء عليها أمرا ليس سهلا وبن لادن أكبر مثال .. صنعته أمريكا ليشارك في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي زمان ودفعت به وبرجاله إلي أفغانستان بعد أن دربتهم ومولتهم ثم بعد أن انسحب الاتحاد الوسفييتي من أفغانستان تحول بن لادن إلي امريكا نفسها والغرب نفسه واعتبرهما الشيطان الأكبر.. قلت ربما لأنه كما يقول بعض أصدقائي من العراقيين ومن كردستان بالشمال إن داعش لا تعمل وحدها بل أنها هي الشكل الواضح فقط بينما أغلب عناصرها من حزب البعث العراقي السابق وأن عزت الدوري رجل صدام الباقي والمختفي في الشمال وراء ذلك ومن ثم ففي الوقت الذي سيبدو فيه أن الأمور قد استقرت لداعش سيقضي عليها أفراد حزب البعث ولن يعترض أحد 
لأن الجميع سيكونون قد رأوا من داعش مالا يغتفر .. شيء أقرب إلي ما جري مع الإخوان في مصر حين صدقوا أن الثورة معهم وأن المجلس العسكري معهم واندفعوا للحكم فبانت سوءاتهم لا تغتفر فتم التخلص منهم .. سيناريو يمكن الاقتناع به لكن الأمر مختلف هناك عنه في مصر .. فالضحايا هناك بالقتل المجاني أسهل من إلقاء تحية الصباح .. ثم إنه ما الداعي لكل هذه الضحايا للتخلص من داعش التي تتمدد أيضا في سوريا وتعمل مع نظيرتها في العراق علي ضم الأرض وإعلان دولة العراق والشام التي تضع في تصورها تطورا يضم كل الخليج والأردن أيضا .. لا يبدو الكلام مقنعا إلي حد كبير ويظل السؤال عن سكوت الغرب علي طرد المسيحيين من أرضهم بلا إجابة .. لم أجد أمامي إلا أن هذا السكوت هو مقدمة لسكوت آخر سيأتي حين تقوم إسرائيل بطرد المسلمين والمسيحيين من أرضها ومن الضفة وغزة وإعلان الدولة اليهودية علي غرار الدولة الاسلامية .. وهكذا كما فعلتم وتركناكم تفعل اسرائيل فلماذا تريدون أن نحتج عليها أو نساعدكم .. إجابة مفزعة لكني لم أجد غيرها وأرجو أن لا تتحقق .