الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السلاح في غزة من الحجارة إلى طائرات بدون طيار.. تطوير صواريخ قسام والقدس 1 و2.. مهارة في استخدام سجيل 55.. الاستفادة من خبرات تنكنولوجيا التسليح الإيراني.. وتقارير: نتائج عالية في حربها ضد تل أبيب

السلاح في غزة من
السلاح في غزة من الحجارة إلى طائرات بدون طيار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستعجب العالم الآن من قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تمكنت من استهداف قلب المدن الإسرائيلية على الرغم من وجود النظام الدفاعي المسمى بـ"القبة الحديدية" إلا أنها وصلت لديمونة وتل أبيب ومناطق حيوية أخرى. 
جاء هذا التطور بمساعدة العديد من القوى الخارجية مثل إيران والسودان، علاوة على اجتهادات سكان القطاع في تطوير الأسلحة من أجل المقاومة. 
اللافت أنه رغم أن المقاومة الفلسطينية لم تعرف الصواريخ إلا بعد سنة من الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى 2000م)، التي اتسمت بالبدائية حيث لم تزد عن مجرد أنبوب حديدي فيه بعض المكونات المتفجرة وربما تنفجر في مطلقيها. 
لكن الزمن أثبت اجتهاد المقاومة الفلسطينية في الوصول لطرق تطوير صواريخها، فاستطاعت صناعة صواريخ قسام 1، قسام 2، قدس 1، قدس 2، وغيرها من المسميات لصواريخ قصيرة المدى لا تتعدى 12 كم. 
لوحظ أيضا أنه بعد العدوان الصهيوني على غزة 2008-2009، حاولت المقاومة استيراد صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فقامت إيران بتزويدها بعددٍ يسيرٍ من الصواريخ متوسطة المدى مثل صاروخ جراد وهو صاروخ روسي الصنع، ورفضت أن تزودهم بصواريخ أخرى، ومن هنا كان لزامًا على المقاومة أن تعتمد على نفسها ليس لأن إيران ماطلت في تزويدهم بالصواريخ؛ بل ولأن غزة غير صالحة للقتال وفق الجغرافية العسكرية كونها شريطا ساحليا قليل المساحة معدوم التضاريس قليل العمق وهو ما يتطلب نقل المعركة إلى أرض العدو. 
وتشير المعلومات إلى أن دول خارجية دعمت المقاومة الفلسطينية مثل السودان في نقل بعض التكنولوجيا، وهو ما ساعدها على تجهيز حزمة من الصواريخ المتقدمة، ومن المتوقع أن تعلن عن حزمة أخرى ضمن مصطلح "المفاجأة"، ومن هذه الصواريخ: قسام، M75، J80، R160، براق 80. هذا فضلًا عن الصواريخ الأخرى الخاصة باستهداف الطائرات مثل سام 7، و107، وصاروخ كورنيت، وهي صواريخ مستوردة.
من هنا ظهر التطور النوعي للقوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية في عدوان 2012م، حينما كشفت حماس عن صاروخ (M75) بعيد المدى تيمنًا بالشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة، حيث استطاعت قصف العمق الصهيوني وخاصة مدينة القدس المحتلة وجعل نصف سكان الكيان الصهيوني في مرمى الصواريخ.
ومنذ بداية العدوان الحالي، أعلنت حركة حماس عن تطور نوعي آخر في منظومة السلاح الصاروخي، حيث أعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة حيفا (وهي تبعد عن غزة نحو 140 كم) لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بصاروخ جديد يحمل اسم (R160) تيمنًا بالشهيد عبدالعزيز الرنتيسي، وهو صاروخ يصل إلى 160 كم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة..
وفي مفاجأة جديدة أيضا، أعلنت كتائب القسام عن قصف مدينة الخضيرة (وهي تبعد نحو 100 كلم شمال قطاع غزة) بصاروخ يحمل اسم (J80) تيمنا بالشهيد أحمد الجعبري القائد السابق لكتائب القسام، وهو صاروخ يصل مداه ما بين 80-100كم، وهو الصاروخ نفسه الذي قٌصِفت به مدينة تل أبيب المحتلة.
ولا تقتصر المنظومة الصاروخية للقسام على هذا الحد، فقد أعلنت الكتائب عن قصفها، مستوطنتي "روحوفوت" و"بيت يام"، بصاروخ محلي الصنع من طراز "سجيل 55"، وتأتي تسميته تيمنًا بحرب الحجارة (عدوان 2012م).. كما تتحفظ الكتائب على العديد من المفاجآت التي ربما تأتي تيمنا بأسماء شهدائها خلال الفترة السابقة.
أما صاروخ "براق 70"، فهو أيضا محلي الصنع من إنتاج سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويصل مداه إلى نحو 70 كم، وهو المفاجأة الوحيدة لسريا القدس، لكنها اعتادت على استخدام صاروخ "فجر 5" في قصف مدينتي تل أبيب والقدس، وهو صاروخ منقول من حزب الله اللبناني إلى غزة.
وتشير صحف صهيونية إلى أن كتائب القسام تمتلك عشرات الصواريخ من طراز (M302 )، وهذه الصواريخ من إنتاج سوري تم نقلها إلى قطاع غزة قبل سيطرة البحرية الصهيونية على سفينة (كلوز سي) أي أواخر عام 2013م، لكن كتائب القسام لا تؤكد ولا تنفي هذه المعلومات، وبالتالي تبقى معلومات غير مؤكدة..
وعلى ما يبدو أن الاحتلال الصهيوني سيفكر يومًا ما وبشكلٍ جدِّيٍ في نقل مستوطناته من محيط أو قطاع غزة إلى مكان آخر أكثر أمنًا بالنسبة له، وهو ما يعني حلًا مؤقتًا لمعضلة الصواريخ، لأنها في تطور مستمر. كما طورت طائرات بدون طيار لتضرب أماكن أكثر عمقا في الكيان الصهيوني أطلق عليها "أبابيل".
لذلك اعتبر الخبير الأمني الإستراتيجي في صحيفة (هآرتس) الصهيونية -زئيف شيف- أن أحد أبرز الإخفاقات في المواجهة المسلحة مع الفلسطينيين والأخطر بينها هو التزويد غير المتوقف من (إسرائيل) إلى الأراضي الفلسطينية للمواد الكيميائية التي تستخدم في إنتاج المواد المتفجرة، وبواسطتها يُقتل مئات الإسرائيليين. 
وأضاف: " كل الجهود التي اتخذت لسد الحدود المصرية تمامًا في وجه هذه التهريبات أخفقت حتى الآن، فثمن بندقية «ام 16» الأمريكية و6 مخازن رصاص يصل إلى 18 ألف شيكل، ولكن عندما تهبط الأسعار فإن هذا مؤشر إلى وصول إرسالية جديدة !!".
لقد تحولت صواريخ المقاومة بعد 13 عامًا من بدء استخدامها من سلاح بدائيٍ بسيطٍ جدًا إلى تهديد إستراتيجي للكيان الصهيوني ولأمنه القومي، هو ما عبَّر عنه موقع "والا" العبري الصهيوني بالقول "صواريخ حماس باتت تهدد كل الكيان الصهيوني... نحو خمسة ملايين صهيوني باتوا ليلتهم في الملاجئ والتحصينات وخارج المناطق المأهولة، فضلا عن الشلل الذي أصاب مدنًا بأكملها وخاصة مدينة عسقلان التي تعتبر أهم مدينة صناعية داخل الكيان الصهيوني على ساحل البحر الأبيض المتوسط".