الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السؤال ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الأسابيع السابقة علي الغارات الإسرائيلية على غزة، تقاربا بين منظمة حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لاحت في الأفق بوادر اتفاق بين الفصائل الفلسطينية المعترف بها ممثلة في السلطة الفلسطينية في الضفة، وغير المعترف بها ممثلة في حماس، التي وصلت بالانتخابات إلى السلطة في غزة ثم رفضت أي انتخابات أخرى وانفردت بالحكم كل هذه السنوات.
لم يمر وقت طويل على الاتفاق الذي لم يعد ينقصه إلا مناقشة الآليات التي تجعله واقعا على الأرض، وإذا بمجهولين يخطفون ثلاثة شبان إسرائيليين صغيري السن، ثم يعثر بعد أيام عليهم مقتولين، مثل هذا العمل - ومن واقع التجربة مع الدولة الإسرائيلية- يعني إشعال الحرب، فشخص مثل نتنياهو أو غيره يعرف جيدا أن وصوله وبقاءه على رأ س الدولة الإسرائيلية مرهون بالانتقام لأي شخص إسرائيلي، وهكذا انفجرت الأمور وبدأت إسرائيل في شن غاراتها التي لم تتوقف، والتي تجاوزت فيها كل حدود الإنسانية بحيث صارت الغارات نوعا من التطهير العرقي الخالص فمن قتلوا أو أصيبوا بالمئات من الأطفال أكثر منهم من الرجال، والأمر مستمر وحتى كتابة هذه السطور، لم تبدأ إسرائيل غزوها البري بعد وإن كانت تمهد له، العالم كله يتفرج الآن على هذه المجزرة غير الإنسانية وليست هذه أول مرة، والصحافة العالمية تعتبر شأنها شان الأمم المتحدة وكل دول العالم تقريبا بما فيها الدول العربية أن الخصمين متكافئان، وتوجه للخصمين النداءات بالتوقف عن القتال الذي من المؤكد سيتوقف، لكن بعد أن يدفع شعب فلسطين المئات من الشهداء والمصابين، وكما حدث من قبل ستعود الأمور إلى سابق عهدها، وينسى الجميع ما جرى، وتتصور إسرائيل أنها قضت على المقاومة الفلسطينية، وهي تعرف أنها لم ولن تقضي عليها. وستكون الأيام القادمة من الهدوء فرصة للمقاومة لتعد نفسها من جديد حتى يحدث شيء آخر بعد عام أو أقل أو أكثر وتعود الغارات على غزة وتشتعل الحرب ويموت المئات من الفلسطينيين كالعادة! الأمر فيه شيء من العادة والروتينية،  والضحية هم الفلسطينيون في غزة، الذين يعانون أصلا من حكم حماس ثم يموتون من الإسرائيليين! من الذي له مصلحة في هذا كله؟ أعني من الذي له مصلحة في عدم اكتمال الاتفاق الفلسطيني وعودة الأمور إلى وضعها القديم؟ هذا هو السؤال المحير، وللأسف هذه المرة وضح للجميع أن حماس قد خسرت الكثير في علاقاتها مع الدول العربية وبخاصة مصر بسبب علاقاتها مع الإخوان المسلمين، وبسبب ما جرى في مصر حتى أنه ولأول مرة وبشكل واسع لا تجد تعاطفا معها في المعركة من الناس، رغم أن من يموت هم أهل غزة. هل ستستفيد حماس مما جرى؟ أتمنى ذلك وإن كنت استبعده، أن تستفيد مما جرى يعني أن تدخل في حوار نهائي مع السلطة الفلسطينية وتخرج من المشهد وأن تتخلى عن شعاراتها الدينية في حكمها للفلسطينيين في غزة، خاصة الآن بعد أن وضح للجميع أن من يرفعون هذه الشعارات حولهم لا يهمهم إلا الحكم، لا يهمهم شعب أي بلد ولا شعب فلسطين ولا العدو الإسرائيلي بالذات، فالحرب مع إسرائيل مؤجلة حتى تسقط سوريا في يد الإسلاميين المتطرفين وحتى تتم داعش خريطتها للخلافة الوهمية وساعتها سيشرب الجميع مع إسرائيل نخب الانتصار على العرب والمسلمين، هذا هو ما يحدث في المنطقة الآن. إسرائيل هي صديقة هؤلاء المتطرفين جميعا، لماذا لا وهم جميعا صناعة أجنبية؟ فلنرفض جميعا جرائم إسرائيل ضد الإنسانية، فهذه هي اللغة التي يفهمها العالم الآن، ونحيي الشعب الفلسطيني في صموده، ولتذهب هذه الفرق الدينية كلها إلى الجحيم لكن فيما بعد، بعد أن تتوقف المجزرة ويلتقط الفلسطينيون أنفاسهم.