الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تعاطف مع الإخوان واقتل مصريًّا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمعتني سهرة رمضانية ببعض المتعاطفين مع الإخوان من الذين خدعتهم نغمة المظلومية والدماء، وكان لا بد أن أناقش كل فرضياتهم وأوهامهم، وحمدت الله أنني وقتها كنت أحمل "اللاب توب" الذي ساعدني في استعادة الكثير من الوقائع والأحداث، وحمدت الله كذلك أن موقع "اليوتيوب" أصبح بمثابة مدونة تاريخية يستطيع من أدمن النسيان أن يعود إليه ليستجلي حقائق أراد البعض أن يغيبها.
وكان مما قلته في الحوار بيني وبين المتعاطفين، وأيدني فيه اليوتيوب ومحرك البحث جوجل، إنني منذ زمن توقعت أن يصل الإخوان للحكم ذات يوم، إلا أنني توقعت أن يثور الشعب على الإخوان عندما يكتشف حقيقتهم، ولو عاد بعضهم لما كتبته في هذا المجال لأيقنوا أن المسألة ليست استغراقا في النبوءات ولكنها قراءة لحقيقة تلك الجماعة وسلوكها الحركي والعقائدي، وبعد أن وصل الإخوان للحكم توقعت أن يسقطوا في غضون عام من بداية حكمهم، قلت هذا صراحة في العديد من الصحف والقنوات الفضائية، ولم يكن الأمر أيضا استنباءً ولكنه كان إدراكا، فعلم السلوك يعطيك القدرة على توقع سلوك الآخرين ثم معرفة النتائج التي قد تترتب على هذا السلوك، وحدث ما كنت أتوقعه.
وصل الإخوان وحين وصلوا رأينا منهم ما يشيب لهوله الولدان، قتلوا وخدعوا وكذبوا ووعدوا وأخلفوا على وهم أن هذا كله انتصار للإسلام، كل الجرائم أصبحت لديهم مباحات، وكل الحلال أصبح عندهم محظورات، اكتشف الشعب ونخبه المغيبة أنتلك الجماعة هي خوارج هذا العصر، ينظرون لنا على أننا من الكفار وأن دماءنا مباحة لهم، نظروا لأنفسهم على أنهم أصحاب النقاء العنصري، والنقاء العقائدي، هم فقط أصحاب الحق وغيرهم أصحاب الباطل .
حين حكمونا رأينا خطابهم المتناقض، يقولون ما لا يفعلون، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، تشبهوا باليهود وصهيونيتهم، فأصبحوا هم صهاينة المسلمين، تستطيع القول أن جماعة الإخوان يشكلون ـ أو شكلوا ـ عبئا كبيرا على أمتنا، إذ أنهم فقدوا الرشد، وغاب عنهم العقل، فسدت سمكة الإخوان من رأسها ففسد باقي جسدها، وكانت مواقفهم المتناقضة مثار سخرية المصريين، حتى أننا أصبحنا ننظر إليهم على أنهم نكتة مأساوية، وإذا كانت المواقف المتناقضة غالباً ما تثير الضحك إلا أنها أحياناً ما تبعث على الخجل وغالبا ما تبعث على الأسى، ورحم الله المتنبي الذي قال وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا، فماذا كان سيقول لو رأى جماعة الإخوان.
ومن الهموم المضحكة أن المعزول محمد مرسي وقف خطيبا في لقاء مع المرأة وقت أن كان رئيسا فتحدث عمن يقطع الطرق ويتظاهر ويعتصم، فقال:"فيها إيه لو ضحينا ببعض الشعب كي يعيش الباقي" وإذا بالزمن يمر ويتظاهر إخوان مرسي ويقطعون الطريق فإذا ضربت الشرطة على أيديهم وأيدي جرائمهم تباكوا وقالوا: أين حق الاعتصام!.
ومن الضحك الذي كالبكا أن المعزول محمد مرسي في خطبة من خطبه إذ كان رئيسا قال: "طلبت من الشرطة والجيش فض الاعتصامات بقوة وبعنف" ثم لوح بأصبعه الحائر وقال: وها أنا أفعل، وبعد أمد قصير أرادت الشرطة أن تفض اعتصامات إخوانه باللين والرقة فولولوا كالنساء وقدموا الأطفال اليتامى ليكونوا دروعا بشرية لهم!.
ومن نكات الإخوان أن المعزول المتهم محمد مرسي وقت أن كان رئيسا قتلت شرطته عشرات من المصريين في بور سعيد، ثم قام بفرض حظر التجول فصاح إخوانه يرحبون بإعادة الاستقرار في البلد ولو بالقوة، وحين تظاهروا هم واعتصموا وقتلوا وأشاعوا الفوضى سارعوا بالاحتماء بالغرب مخافة أن يفرض النظام الحالي حظر التجول أو يفض اعتصامهم بالقوة!.
ومن نكات طابورهم الخامس أن سليم العوا جلس متحدثا في قناة الحافظ في فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمام صاحب القناة عاطف عبد الرشيد وقال: التظاهر والاعتصام الذي يؤدي إلى قطع الطريق وتعطيل مصالح المواطنين حرام شرعا، ويجب أن يطبق على أصحابه حد الحرابة، وعندما قطع الإخوان الطرق وعاثوا في الأرض فسادا وعطلوا مصالح الشعب قال العوا: من حق الإخوان وحلال عليهم قطع الطرق والتظاهر والاعتصامات للتعبير عن رأيهم لأن حرية الرأي مكفولة في الإسلام!.
ثم دخلنا إلى أيامٍ مأساوية أراق فيها الإخوان دماء أفراد الشعب، هاجموا الكنائس وهدموا بعضها، فجروا مديريات الأمن، قتلوا رجال الشرطة، فخخوا السيارات، قتلوا الآمنين وألقوهم من فوق الأسطح، روعوا الشعب، وإلى الآن لا يزالون سادرون في غيهم، فكيف لأحد أن يتعاطف مع هؤلاء!.