الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان وهيفاء والرئيس!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أول رمضان بعد ثورتين ومحاكمة رئيسين.. أول رمضان بعد انتخاب رئيس للبلاد وإقرار دستور وقريبًا برلمان .. أول رمضان بعد أن طفح بنا الكيل من جماعة إرهابية أشاعت الفوضى واستباحت دماءنا وأموالنا أعراضنا وكان أقصى ما نتمناه الأمن والأمان قبل لقمة العيش، وأن يكون كل شبر فى أرض مصر مصان ضد أى عدوان. فالمنطقة الآن أصبحت مهلهلة ومن سيء إلى أسوأ، والتربص بنا من الداخل ومن الخارج.. والأعمى هو من يغض الطرف عن ذلك ويظن اننا بمأمن.. وبعد أن يتناول إفطاره وسط أسرته ويشاهد مسلسل هيفاء ويأكل الياميش والمكسرات ويجلس فى الغرفة المكيفة ويفتح الإنترنت ليبدأ التهكم والسخرية وأحيانا التطاول علي أى قرار وكل قرار تتخذه الحكومة أو يقره الرئيس..!
ولا أدافع هنا عن أحد سواء الحكومة أو الرئيس فمبدئى أن أكون على الحياد إن أخطئوا أقول.. وإن أصابوا أقول.. ولكن أن أكون معارضا للمعارضة وفقط وهداما لكل ما تحاول الدولة بناؤه ذلك أرفضه وأدين صاحبه فيامن تجلس فى الغرف المكيفة أطالبك أن تترك أسرتك وتنزل على الحدود في الصحراء وأنت صائم نهارا فى قيظ الشمس وليلا فى وحشة الخلاء.. وأن تكون دوما فى حالة الاستعداد القصوى ولا تدري من أين ستأتيك الضربة من الأمام أم من الخلف؟! وأن تخرج صباحا لتقوم بتفكيك قنبلة قد تنفجر فى وجهك أما أن تصاب وتعيش مبتورا أو أن تصبح أشلاء، أو تكون مطالبا بحل أزمات اقتصادية خطيرة عبارة عن كرات من اللهب تقازفتها الأنظمة البائدة حتى وصلت إلينا فإما أن نتحلى بالجرأة والشجاعة ونمسك بها أو نقوم بترحيلها لنظام قادم ولكن هنا لنا وقفة ليس أمامنا وقت لترحيلها فهو شر لا بد منه وداوء مر وعلقم ويجب علينا أن نتناوله لنكمل المسيرة وعملية البناء والشفاء مما أصابنا على مر الأعوام.
ورجاء منك أيها المعارض الشرس الإنترنتى أن تنظر جيدا وتدرك خطورة الوضع، وأن تعى جيدا أن ما تفعله يصب في مصلحة الإرهابيين وبذلك ودون أن تدري تصبح أداة لخدمة أغراضهم الحقيرة لهدم الوطن.. فاحذر ما تفعل.. وعلى الجانب الآخر أقول للرئيس عبد الفتاح السيسي لا تنعزل عن الشعب ولا تفقد ظهيرك الشعبي.. اخرج دائما عليه لتصارحه وتكاشفه بحقيقة الوضع لا تدعه يتخبط فى مجهول لا يعلمه ويستغل المغرضون تخبطه أو يغضب من قرار تم اتخاذه فجأة نتج عنه إرباك للشارع والمجتمع.. اخرج عليه ياسيادة الرئيس قبل اتخاذ القرار وليس بعده.. اجعل منه شريكا لك فى القرار وصدقنى سيكون أهلا للمسئولية.
وقد أثبت ذلك أكثر من مرة وعلى ما أذكر كان هناك رئيسا قريبا للشعب ورغم النكبات والفقر والحروب والنكسة كان دوما يخرج ليتحدث اليه ويصارحه فلم يفقده حتى وفاته.. آن الأوان أن يتشارك الجميع فى المسئولية قيادة وشعبا ولأننا فى قارب واحد لا بد، وأن نعرف دوما الحقيقة ونتشارك فى المسئولية والقرار لنعبر إلى بر الأمان ونجتاز مرحلة الخطر.. ولا تعطى الفرصة أبدا سيادة الرئيس لأحد أن يعزلك عن الشعب ويكون متحكما فى ما يصل إليك وما لا يصل إليك.. اختر معاونيك المخلصين الذين ينقلون بصدق نبض الشارع إليك ويصارحونك بالحقيقة مهما كانت، فالبطانة إذا صلحت صلح الحاكم وساد العدل.