الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ويا مصر.. دائمًا شعبك "الحقيقي" هو المضحي من أجلك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 وفى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ووفقا لخطة مدروسة ومحددة استهدفت تحقيق نهضة تنموية اقتصادية واجتماعية فى مصر، ثم والأهم بناء جيش مصري قوى وحديث فى ظل هذا كان لابد لمصر من اللجوء الى الاقتراض.. وخلال 18 عاما هى فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وفى ظل تحقيق هذه الخطة التنموية الشاملة، وفى ظل إعداد وبناء جيش قوى حديث، وفى ظل حروب عسكرية فرضت على مصر.. فى ظل كل هذا رحل الرئيس جمال عبد الناصر إلى بارئه فى سبتمبر 1970 وديون مصر الخارجية لم تتجاوز الـ1.7 مليار دولار- وذلك وفقا لتقرير التنمية فى العالم والصادر عن البنك الدولى عام 1990 - وكانت اغلبها ديون عسكرية للإتحاد السوفيتى – انذاك – واسقطها الاتحاد السوفيتى عن مصر بعد رحيل عبد الناصر.

** تصاعدت هذه الديون مع حرب أكتوبر أثناء حكم الرئيس السادات ووصلت الى 2.5 مليار دولار .. ثم يقفز هذا الرقم قفزة مهولة بعد توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد وبعد أن أصبحت – كما قال - أوراق اللعبة فى يد أمريكا، فتزيد ديون مصر الخارجية إلى ثمانية أضعاف عما كانت عليه ، ويصل الرقم الاجمالى لديون مصر الخارجية عام 1880 الى 28 مليار دولار !!

** ثم يحكم حسنى مبارك مصر لفترة ثلاثين سنة ويترك مصر فى فبراير 2011 وديون مصر الخارجية قد وصلت الى 34.9 مليار دولار ، وديونها الداخلية 962.2 مليار جنيه ، اى ان اجمالى ديون مصر وقبيل رحيل نظام مبارك وصل الى تريليون و172 مليار جنيه اى مايعادل اكثر من 93% من الناتج الاجمالى المحلى لمصر .. مع ملاحظة ان هذه الارقام جاءت بعد جدولة ديون مصر الخارجية فى يوليو 2009 بالتعاون بين كل من نادي باريس والبنك الدولى والصندوق الدولى !!

** ثم قامت ثورة ال25 من يناير للخلاص من نظام مبارك الذى ترك مصر لأكثر من 30 عاما تنهب من حفنة من رجال الأعمال الفاسدين فى حالة غير مسبوقة من تزاوج (غير شرعي ) بين المال والسلطة .. فأثروا ثراءا فاحشا مسعورا على حساب مصر وثروات مصر وعلى حساب شعب مصر ، الذى كلما ازدادوا هم ( الميليارديرات ) ثراءا ازداد هو(الشعب) فقرا ..

** وذهب نظام مبارك.. 
ووسط حالة من الفراغ السياسي الناتج عن وجود احزاب سياسية كرتونية مهترئة ليس إلا .. اذا بالثورة تسرق من شعبها الحقيقي ، واذا بمصر وفى غفلة من الزمن تحكمها عصابة ارهابية لم يكن غرضها الحكم بمفهوم الحكم لكنها اتت لتنفيذ هدف وخطط دولى محدد ، يستهدف تمزيق مصر وتفتيتها وتخريبها بل وهب أجزاء منها الى الغير لحل مشكلة أعدائنا.. 
عصابة ارهابية سرقت ثورتنا وارهقت مصر سياسيا واقتصاديا وامنيا وثقافيا واجتماعيا كما لم ترهقها حقب متتالية ومختلفة عاشتها مصر تحت رزح المستعمر المحتل بشكله التقليدي النمطي ..

** سنة واحدة ليس اكثر حكمت فيها مصر هذه العصابة الارهابية الاخوانجية ، وخربت فيها مصر كما لم تخرب من قبل على جميع الاصعدة ..
وفى خلال هذه السنة الواحدة يسجل الدين الخارجى لمصر ارتفاعا قيمته 4.4 مليار دولار ، وتصل ديون مصر الخارجية الى 43.23 مليار دولار فى يونيو 2013 .. بنسبة غير مسبوقة فى تاريخ مصر تصل الى 25.7 % مقارنة ب 34.4 مليار فى يونيو 2012 !!

** هذا هو الميراث الثقيل الذى ورثه رئيس مصر الجديد المشير عبد الفتاح السيسي .. هذه هى التركة المحملة بكل الأثقال والمعوقات والكوارث التى ممكن ان تصل بنا الى ان تصبح مصر مهددة بشبح الإفلاس ..
فما هو الحل ياشعب مصر الوفي ؟
وكما هى عادتك ياشعب مصر الوفي ، كان لابد ان يأت الحل ياايها الشعب ( الحقيقي ) عبرك انت .. بان تتحمل انت اليوم اعباءا جديدة تضاف لأعبائك القديمة وكما تعودت .. ولكن هذه المرة تحملك لهذه الاعباء المضافة ليس بسبب ان هناك من يسرقك فتفتقر ليغتنى هو .. وليس لأن هناك عدم احساس بك وبمعاناتك لأنك خارج دائرة الحسابات .. ولكنها اعباء تضاف على عاتقك اليوم من اجل غد قريب جدا قادم سوف يكون فيه الافضل لك ، وسوف تجنى فيه الثمار الايجابية لماعانيته اليوم .. 

** ولكن .. 
وهنا النقطة الأهم .. والكلام هنا موجها الى السيد رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي : 
- بادئ ذى بدئ .. عن نفسي وانا مواطنة من هذا الشعب ، اصدقك تمام الصدق فيما اعلنت عنه منذ بداية ترشحك وحتى اخر كلمة استمعنا لك فيها .. اصدق رغبتك الحقيقية ان تصبح مصر فى المكانة الأفضل والأقوى والأعز ، ان تصبح وكما ذكرت بتعبيرك العفوى الصادق ( ام الدنيا ) .. اصدق احساسك بالمحتاج والفقير وتمنيك ان ترفع عنه اكبر قدر ممكن من المعاناة اليومية والحياتية ، وان تعوضه عن كل مافات من عوز واحتياج عانى منه لسنوات طوال واذل كرامته واهان ادميته .. واجزم بأنى تصديقي لك سيادة المشير واحساسي بك وبإخلاصك هو مالدى الاغلبية من مواطنى وابناء مصر .. 
- اعرف جيدا السيد المشير انك ورث ميراثا محمل بالصعاب والاعباء التى تصل الى درجة تبدو عليها انها تصعب عن الحل .. ورثت بلدا مهملا على كافة الاصعدة لما يقرب من الاربعين سنة ، بلدا مخربا سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا حتى وصل اخيرا الى حالة مصابة بالتشوهات التى منها مايحتاج لعلاجات طويلة الأمد ، ومنها مايحتاج الى بتر بعد ان اصبحت مستعصية على اى علاج .. 
بلدا حتى الاخلاقيات والقيم للاسف الشديد قد تم تشويهها تشوها كبيرا ، واختفت القيم الاصيلة تحت ركام القيم المختلة الدخيلة علينا حتى اصبحنا نبدو بلاهوية محددة ، بل خليطا مشوها رديئا لحصيلة ماادخل على مجتمعنا من قيم وعادات مستوردة وللاسف اغلبها سلبي ولاتتناسب مع مجتمعنا ..

** سيادة الرئيس .. 
لقد قمت وقبل ان تطلب من بقية المواطنين شيئا ، وكإبن من ابناء مصر اولا وقبل ان تكون رئيسا لها بضرب المثل بنفسك ، وبإتخاذك الخطوة الاولى كأول مواطن يقوم بهذا الفعل .. واعلنت عن تنازلك عن نصف راتبك من اجل مصر ، بل واعلنت عن تنازلك لمصر عن نصف ميراثك وماتملكه وهو ليس حقا لك وحدك بل هو حق ايضا لأبنائك والسيدة زوجتك .. قمت بهذا الفعل الوطنى النبيل ، ومؤكد انك كنت تنتظر وكنا ننتظر ان يحذو الأخرين نفس حذوك .. ولكن للاسف طال الإنتظار وواضح انه سيطول !! .. فمن من المليارديرات فعل مثلك ؟ واين الاثرياء مما يحدث فى مصر ولمصر ؟ اين من اثروا على حساب مصر وفقراء مصر ؟ اين الذين حصلوا على الاراضيى بالمساحات الخرافية بأسعار زهيدة تكاد تكون مجانية اين هم من مصر والحالة التى وصلت اليها مصر ؟! .. وواضح ان الأثرياء قد اعتادوا الأخذ ولم يعتدوا العطاء .. وإلا ماذا فعلوا وماذا قدموا ؟ .. لاشئ .. ودعونا من ( بروباجندا ) الفضائيات فهى كذب .. وهم قد فعلوها من قبل عندما اعلنوا عن تبرعهم بالملايين .. ثم وعند السؤال : اين هى هذه الملايين لانجد الا سرابا !! .. والبسطاء فقط هم من يتبرعون بالفعل ويذهبون بالفعل الى البنوك للتبرع حتى وان كان بمبالغ بسيطة ..

و هنا سؤال مهم : اين ذهبت تلك المبالغ الضخمة التى اعلنوا عنها والتى ذهبت الى حساب 306306 والتى زادت عن ال 900 مليون ؟ ..

و هنا مطالبة : بأن تذهب هذه الاموال فى هذا الحساب الى البنك المركزى بإسم مصر وليس بأسم مااسموه بالامناء الذين – كما يقولون يتولون مهمة الصرف من هذه الاموال على الإحتياجات والمتطالبات !!

** السيد الرئيس : ثق بأن شعب مصر( الحقيقي ) من البسطاء سوف يتحمل من اجل وطنه كل مايطلب منه ، فتاريخه يشهد بهذا .. لكن شعب مصر الذى يقدم التضحيات راضيا لديه ايضا طلبات ..
شعب مصر يطالبك بالحماية .. يطالبك بالعدل .. يطالبك بالوقفة الصلبة الحاسمة تجاه كل من استفادوا واخذوا من مصر ومن قوت شعب مصر دون وجه حق ..
لايهم الشعب انه سيحمل بأعباء ارتفاع فى اسعار وقود ، بقدر مايهمه ان تحميه من المستغلين ..

- ارجوك احم الشعب واحم الغلابة فعلا من هؤلاء المستغلين لحدوث هذه النسبة من الإرتفاع فى اسعار الوقود فقاموا وقبل الارتفاع برفع كل اسعار السلع بشكل جنونى تحت حجة ارتفاع سعر الوقود .. 
- ارجوك احكم قبضتك القوية على هؤلاء المستغلين .. وفعل اليات الرقابة و ادوات الدولة فى مراقبة الاسعار، فمصر الان تعيش اوقات عصيبة لاينفع معها نظام ترك الاسعار يتلاعب بها التجار المسيطرون على السوق وفق هواهم ودرجة جشعهم .. 
- ارجوك سن القوانين الاستثنائية لمعاقبة كل جشع وكل متلاعب فى الاسعار وكل محرك لها بإستغلال وجشع .. والقوانين الاستثنائية تسن فى اوقات الحروب دائما ، ومصر بالفعل تعيش حالة حرب غير مسبوقة ..
- ارجوك قف وقفتك الصلبة تجاه كل المتهربين من الضريبة ، واغلق امامهم كل فرص استغلال الثغرات الموجودة فى التشريعات والنظم الضريبية ، وقم بسن قوانين عاجلة استثنائية تختص بالتهرب الضريبي والتهرب الجمركى والذى لايفعله سوى الاثرياء الذين اصابتهم لوثة الجشع فأفقدتهم الوطنية على عكس الغلابة والبسطاء ..
- ارجوك قم بتطبيق قانون الضرائب التصاعدية وفقا لما جاء فى الدستور ، فهنا تحقيق للعدالة الإجتماعية ، وهنا انتصار من الدولة لمن عاشوا العوز سنينا طوالا .. وهنا تطبيق عدل الله سيدة الرئيس ..

- واخيرا .. وانت امام هذه التركة الثقيلة سيادة المشير .. ولأنها لابد ان تعالج وان يتم اصلاح كل مابها من خلل حتى تعود مصر من جديد فى المكانة الافضل والأقوى والأعز .. لابد لك ومهما كانت قدراتك وامكانياتك الذاتية، ومهما كان صدق واخلاص نواياك وامنياتك ، لابد لك من رجال يعملون معك بجانبك كتف بكتف ، رجال يمتلكون نفس الدرجة من صدقك واخلاصك وتصميمك على العودة بمصر من جديد الى المكانة الافضل والأقوى والأعز .. غير مفيد لك سيادة المشير ان يكون حولك منظومة من رجال يعملون على طريقة من ينتظرون التعليمات حتى ينفذون .. المفيد والمهم والضروري ان يكون معك وحولك رجال يفكرون ، رجال يقدحون الاذهان قبل ان تخرج عنهم الأفكار والإقتراحات .. تحتاج جدا لمن تعمل عقولهم بنظام الرادار ، بنظام استنفار كل قنوات الإستشعار ، ودراسة تفاصيل التفاصيل .. 
وكن لك فى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والنموذج ، وهو المبعوث من رب العالمين وهو المصطفى من الله كان يعمل وحوله رجال ليسوا بموظفين وليسوا بالمنتظرين لقرارات وتعليمات ليكونوا لها منفذين .. بل رجال يفكرون ويعملون بقلوبهم وحواسهم (الرادارية)، رجال هم حوله ومعه يستشيرهم ويستمع اليهم ويعرف جيدا قدراتهم وإمكانياتهم ..
- ارجوك سيادة الرئيس اخرج من دائرة نمطية المعايير والمقاييس التى يتم اختيار المستشارين على اساسها، والتى هى فى العادة لا تأتى إلا بتركيبة الموظف وعقلية المنفذ .. اختر لك مستشارين يفكرون بعمق فى كل جوانب التفاصيل قبل أن يقترحوا وقبل أن يدفعوك الى طريق اتخاذ القرار ثم تطبيقه دون النظر الى كل ماسوف يترتب عليه..
– ارجوك اختر مستشارين لايفكرون بطريقة الخطوة خطوة والأمور المجزأة!!.