الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللهم إني صائم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا أيها الرئيس الذي توليت علينا في لحظة فارقة من تاريخنا، كنت بطلا لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، اندهشنا إليك لوطنيتك لا يمكن لأحد أن يجحد ذلك، أصبح لديك رصيد كبير في قلوبنا، ولكنني أود أن أوجه إليك رسالة، وحق لي أن أوجهها، فأنا أحد الرعية من هذا الشعب، ومن موقعي أيها الرئيس أقول لك: إعلم أن رصيد الإنسان الذي في قلوب الناس قد ينتهي، نشهد أننا أحببناك ولكننا لن نعيش على الحب فقط، أحببناك ولكن حبنا لأمننا وأماننا أكثر، أحببناك ولكن حبنا لمستقبل أبنائنا أعلى، أحببناك ولكن حبنا للقمة عيشنا أكبر، أحببناك ولكن حبنا لبلادنا أولى، ولذلك ولأننا نحبك ونحب أنفسنا وبلادنا وأولادنا فإنني أقول لك إن بقاء وزير الداخلية في منصبه قبل التغيير الوزاري كان خطأ ، وبعد التغيير الوزاري أصبح خطيئة، وبعد العديد من أعمال الإرهاب إلى يومنا هذا أصبح جريمة في حقنا وفي حق مصر، فهل تقبل أن تكون بسكوتك عنه وغض الطرف عن فشله مرتكبا لجريمة في حقنا؟! اعلم أيها الرئيس أن دماء المصريين التي سالت من جنودنا ورجال شرطتنا ستتحمل نصيبا منها أمام الله سبحانه وتعالى فخذ حذرك والحق نفسك واصدر قرارك بتغيير هذا الوزير الفاشل الذي نقل مقره الدائم إلى مسجد الشرطة حيث أصبح متخصصا في تشييع الجنائز، وزراؤك أيها الرئيس يهمسون فيما بينهم ساخرين عن سر بقاء هذا الوزير فمنذ أيام سألت أحد الوزراء: لماذا يبقي الرئيس على وزير الداخلية رغم فشله فقال لي عبارة لم أفهم معناها هي: صدقة جارية! ولهم الحق في السخرية الهامسة، فهذا هو الوزير الذي رصد الإرهابيون بيته وساعات خروجه وانتظروه ثم فجروا موكبه، ومع ذلك ظل في منصبه! وهذا هو الوزير الذي اخترقت جماعة الإخوان وزارته فعرفت خطوط سير وأسماء ومهام كبار الضباط فقاموا باغتيال بعضهم، وظل الوزير في موقعه، ثم تم تفجير مديرية أمن الدقهلية، وظل الوزير في مكانه الأثير لا يتزحزح عنه قيد أنملة، ومن بعدها تم تفجير مديرية أمن القاهرة والوزير كأنه من بلد آخر لم يرمش له أي جفن يحرضه على الاستقالة، وأظنني لا أستطيع أن أحصي هنا إخفاقات هذا الوزير المذهلة وآخرها ما حدث في الاتحادية، ثم مستشفى القوات الجوية وهلم جرا بل وما سيحدث قبل نشر هذا المقال وما سيحدث بعد النشر، ولكن الوزير في مكانه وكأنه حجر رشيد الذي ننتظر فك طلاسمه، فهذا وزير لا يملك رؤية ولا خطة ولا طريقة ، كما أن ليست له قدرة على الإدارة الحاسمة الحازمة، وكان من أعجب ما رأيت يا سيادة الرئيس أنك اجتمعت بعد حادث الاتحادية مع وزير الداخلية وكما قالت الصحف أن الاجتماع كان من أجل وضع خطة لمواجهة الإرهاب! ويا للفجيعة! ألم يكن لدى الدولة خطة من قبل لمواجهة الإرهاب من الناحية الأمنية؟! ألا يدل هذا على أن صاحب الولاية لا يملك رؤية لتطوير وتنمية الدولة المصرية ككل؟!.
وكلمة في أذنك أيها الرئيس، خذها مني نصيحة تنفعك، فهي من رجل أحبك ووضعك في مكانة مميزة من قلبه، ينبغي أن تتعلم اللغة العربية وتسرع في ذلك ما وسعك الجهد، فجزء من شخصية الرئيس وتأثيره يكون في قدرته على الخطابة في الجماهير بلغة سليمة، كما أنه لا يصح أبدا أن يقف الرئيس خطيبا في محافل دولية وهو لا يعرف مواضع الضمات والفتحات والكسرات فيخلط بينهم، فرئيس مصر هو رمزها، ومصر التي نتمنى أن تعود لريادتها الثقافية والتعليمية يجب أن يكون رئيسها قارئا مثقفا سياسيا خطيبا بليغا.
أما أنت يا رئيس الوزراء فأشهد أنك نلت إعجابنا بنشاطك ولكن مصر ليست شركة مقاولات، فقد رأينا حركتك ولم نر رؤيتك، ورأينا نشاطك ولم نر خطتك، وعرفنا أمنياتك ولكننا لم نعرف وسائلك، ثم رأينا ملامح التخبط واضحة في اختيار الوزارة الجديدة، قمت بإلغاء وزارة الإعلام قبل أن ينشأ المجلس الوطني للإعلام، فحدث ارتباك ضخم في المؤسسة الرسمية للإعلام، زد على ذلك أننا لم نرك في أحد الأيام متلبسا بالتفكير في كيفية مواجهة الإرهاب فكريا، ألم يصل لعلمك ضرورة إنشاء مجلس قومي لمواجهة التطرف!؟ أما عن الوزارة فحين أردت أن تضع وزيرا للنقل أحضرت لنا وزيرا كل خبرته كانت في مجالات البترول ولا علاقة له بالنقل من قريب أو بعيد، وقصتنا مع منير فخري عبد النور من أعجب العجائب، فهو موجود في كل وزارة، وهو فاشل في كل وزارة، وحين يفشل في وزارة لا تقوم إلا بنقله لوزارة أخرى حتى أن بعض كبار الدولة يقولون عنه: "الفاسوخة" .
يا سيادة رئيس الوزراء مرحى بزياراتك، وبالاستيقاظ مبكرا، وبأخذ تمام الوزراء في السابعة من صباح كل يوم، ولكنني وإن كنت أحبك وأعرف إخلاصك ولكن ليس بالإخلاص وحده نحقق النجاح، أعرف أنك تتمنى، ولكن ليس بالأمنيات نصحح الأخطاء، فالرغبة شيئ والقدرة شيء آخر، وأخشى أن تكون رغبتك أكبر من قدرتك، وآخر كلامي هو "اللهم إني صائم".