الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشهداء لا يشاركون في مراسم الدفن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن ما يحدث في العراق ليس كابوسا.انه واقع بشع، يفوق في بشاعته كل الكوابيس.كابوس واقعي يعيشه رمز من رموز الحضارة الإنسانية . ورغم ذلك ارتكب في حقه أحط جرائم وسياسات الديكتاتورية ،حتى سقط السقطة الأخيرة وتلقفه جزارون محترفون .قطعوا جسده في أبريل 2003 لحظة سقوط بغداد، وتكالب القتلة وخدامهم وعملائهم وأدواتهم المدفوعة. فمن مدفوع بمرض عرقي ،إلى مسكون بعضال طائفي .وعائد من منفى في حماية دبابة الحاكم الأمريكي" "بول بريمر" .سقطت الذبيحة وتم تقسيمها في عام سقوطها عام 2003.
وبعد كل هذه السنوات لم يكن الأمر يستحق الجهد الذي بذله مسئولون عراقيون في الإدلاء بتصريحات ولم يكن من الضروري أن تتناقل تصريحاتهم وكالات الأنباء التي بثتها في الأيام الأخيرة من شهر يونيه من العام 2014 عقب هجوم همج داعش الوحشي.
فلا معني لان تتناقل وكالات الأنباء تصريحات مسئولين عراقيين "تلوح" بتقسيم العراق، فالعراق تم تقسيمه مع سبق الإصرار والترصد الاستعماري الرأسمالي المتوحش وبمباركة كهنة خدام معبده، وتحت عيونهم تم حل الجيش وتدمير مؤسسات الدولة وسرقة أثار بلد سماها شاعرها "عراق الروح" تم تقسيم العراق منذ سقوطها وتم تسجيل التقسيم على أرواق دستور طائفي عرقي ليس دستورا ولكنه كتلة متفجرات معدة لحين وقت إشعالها.
قسمت العراق منذ عام 2003 وفي 2014 قرر السيد الأمريكي أن يضع الخاتمة مانحا دور "الفينالة " بلغة أهل المسرح لأية جماعة إرهابية سمت نفسها بالدولة الإسلامية .صعدت على خشبة المسرح تعطي من قلب الحرائق تبريرا لتقسيم العراق لثلاث دويلات هزيلة شيعية سنية كردية وقام الجميع بالأدوار المكتوبة جيدا في أقبية أمريكا وإيران وإسرائيل ،وينتظر الواقفون على خشبة المسرح تصفيق سيدهم وعطاياه.
شهداء الشعب العراقي الذين دفعوا دمائهم ثمنا للحرية لن يشاركوا في مراسم دفن العراق الموحد ، ولكننا وكما تعلمنا من التاريخ أن من دماء الشعوب تنبت قوى المقاومة .ولكن والى أن تستعيد العراق عافيتها هل ستصبح هي نقطة الانطلاق نحو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟هل ستكون هي مخلب القط الاستعماري الذي يسعى لغرز مخالبه في جسد الجائزة الكبرى مصر.
لن تستسلم قوى الاستعمار وستواصل حربها من اجل تقسيم المنطقة وأهمها لديها تقسيم مصر فلذا نحن لا نملك ترف التهاون أمام الخطر الذي يتربص بنا الخطر القادم من إسرائيل وأمريكا وقوى الإرهاب باسم الدين ، فالمعركة القادمة هي معركة وجود مصر الدولة المستقلة على كامل ترابها الوطني .هي معركة نكون أو لا نكون فالمخالب المشرعة تحيط بنا شعبا وأرضا وتنتظر لحظة غفلة لتنبش في الأرض حتى تحيلها إلى فتاتا وتحيل شعبها إلى شيعا وطوائف وقبائل متناحرة وإذا كان الوضع كذلك فإننا لا نملك ترف إغماض العين ولا الغوص في وحل التفاصيل فالمخالب ليست بعيدة عنا ولا وقت مع الخطر لانتظار الإجابة عن السؤال ماذا نحن فاعلون؟