الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جرائم المروع والمفزوع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل قوات ما يعرف بالدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" الإرهابية تمزيق وإحراق جسد العراق ، يصل صوت عراقي بصورة للحرائق من صديق على موقع "فيس بوك" مكتوب أسفل الصورة : "أتمنى أن استمع لصوت أخر طلقة رصاص في بلادي حتى لو كانت في جسدي" ، وبينما تحترق بلدان عربية تصدر المحكمة حكمها فيما عرف بقضية "خلية الماريوت" على مراسلي قناة الجزيرة الفضائية بالسجن المشدد ، لمدد تتراوح بين عشر وسبع سنوات لاتهامهم بالتحريض على مصر من خلال القناة القطرية واصطناع مشاهد وأخبار كاذبة .
وبينما العراق وسوريا ومنطقة بأكملها تحترق ومشعل الحريق الأساسي هو ما يسمى بالعالم الحر أي هو المجرم الأساسي يرفع صوته غضبا في وجه الدولة والقضاء المصريين مع صدور أي حكم في قضية لا تخص أحدًا سوى القضاء المصري ، وفي القضية الأخيرة وصل الأمر لاستدعاء سفراء مصر في بريطانيا وهولندا واستراليا لإبلاغهم بالاستياء من الأحكام وكان هذا من حقه مع سيل جارف من التصريحات بمفردات اللغة الضخمة والبلاغة الزاعقة للتعبير عن حالة الغضب والاستنكار ، ومنها ما جاء على لسان "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكية الذي وصف الحكم بـ "القاسي والوحشي والمخيف".
ولم يكن من الممكن أن يصمت وليام هيج وزير خارجية بريطانيا في بيان صادر عن وزارته: "روعتني أحكام الإدانة الصادرة"، ومن هذا المروع إلى رئيس وزرائه الذي أكد انه شعر بالفزع البالغ لحكم المحكمة أما المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فقد وصفت الأحكام بأنها "فظيعة و مهزلة وفاضحة".
ومع مفردات اللغة المستخدمة رفعوا أصابعهم في وجه الدولة والقضاء المصريين مطالبين بالإفراج الفوري عن المحكوم عليهم، ليس في تلك القضية فحسب ولكن في قضايا أخرى طالبوا بإسقاط الأحكام فيها دون النظر بأن هذه الأحكام هي أحكام أولية ومازال هناك درجات في التقاضي .
لسنا هنا بصدد التعليق على أحكام القضاء ولكن القضية تتعلق بهذا التدخل السافر من الغرب الاستعماري –أمريكا وأوروبا - والذين اضطرونا لاسترجاع جرائم ارتكبوها منذ سنوات ليست بالبعيدة فهل كانت الدماء التي أراقوها وهم يطلقون القذائف على المركز الإعلامي في بغداد يوم 8 ابريل 2003 وهو اليوم المسمى بالثلاثاء الأسود مستهدفين الإعلاميين ، حتى يسكتهم الموت عن فضح جرائم بوش و بلير ، وحلفائهما وبالمناسبة كان من بين ضحايا هذه المجزرة مراسل لقناة الجزيرة ومصور أيضا .
وبماذا يمكن أن يسمي هيج أو كيري أو غيرهما مقتل راشيل كوري دهسا تحت جرافة إسرائيلية في عام 2003 وهي تحمي بجسدها النحيل بيتا فلسطينيا!! ، وهل كان أخلاقيًا ممارسات قوات احتلال "العالم الحر" في سجن أبو غريب في العراق وفي معتقل جوانتانامو!! . لن ننتظر إجابة من هؤلاء المهووسين بقوتهم الذين لم يتعلموا الأدب على أيدي شعوب سبق أن "مرغت كرامتهم في التراب " .
إن من استخدموا هذه المفردات وأباحوا لأنفسهم التدخل في شئون دولة مستقلة هم المفضوحون والمقززون والمعبرون عن سياسات الرأسمالية المتوحشة ضد الإنسانية .