الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخصاء.. أو الإعدام.. وشكرًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا شعرت أن الشعب فجأة استيقظ من غفلته وتبلّده وسلبيته؟! وهل ذلك بصورة مؤقتة كالعادة أم أنها ستكون دائمة؟ وهل الأمر سيرافقه تحرّك شعبي ومجتمعي إيجابي أم أنه مجرد (طق حنك) وسيذهب كل في طريقه؟! التحرُّش والاغتصاب في المجتمع لم يأتِ بين ليلة وضحاها، إنه يتوغّل في المجتمع كالأصابع الخبيثة منذ سنوات طويلة، ولأنه كلما انتشر شيء وأصبح متكررا.. يعتاده الجميع بل وتحدث لهم حالة من التبلد ولا يتحرك لهم ساكن.. فتاة العتبة كانت حديث المجتمع ذات يوم لأنها كانت في نظر الجميع وقتئذ حادثة بشعة وشاذة، ولكن بعد تكرارها واعتياد سماع خبر الاغتصاب أصبح المجتمع سلبيًّا ومتبلّدًا تجاه تلك النوعية من الأخبار. إلى أن حدثت حادثة الطفلة زينة وتكرر الغضب ثم هدأ كل شيء مرة أخرى وإذا فكّرنا واستعدنا ذاكرتنا ولو للحظة ندرك أن ظاهرة التحرش -التي يتشدّق الآن بها الجميع- قد تناولها الإعلام بمختلف صوره من قبل كثيرا وأن كل عيد يمر علينا نصرخ ونستغيث -وتذهب أصواتنا أدراج الرياح- إن البنات والسيدات يتم التحرش بهن في أثناء احتفالهن بالعيد، وفي النهاية يكون مجرد خبر. حتى أصبحت عادة مكررة تتلازم مع الاحتفال بالعيد.. والسؤال: كم فتاة حدث معها ما حدث لفتاة العتبة؟ وكم طفل وطفلة حدث لهم ما حدث لزينة؟ وكم فتاة يتم التحرش بها كل ثانية يوميًّا بالقول والفعل؟! فهل ما نحن فيه الآن مجرد فورة غضب وستذهب أم سنتحرّك فعليًّا؟ هل لو ذهبت فتاة إلى قسم الشرطة لإجراء محضر تحرش سينظر لها باحترام ويتم اتخاذ الإجراءات فورًا أم سينظر لها على أنها هي العاهرة وهي الجاني لا المجني عليه؟! ولنعلم أن ما حدث يوم التنصيب لم يكن لامراة واحدة ولكن لعديد من الفتيات اللاتي لم يتم إلقاء الضوء عليهن.. وامرأة التحرير لم يحميها مَن في الميدان -بكل هذا العدد- بل كانوا يلتقطون لها الصور حتى تم تجريدها تمامًا من ملابسها واغتصابها وتم سكب مادة حارقة عليها وسحلها وضابط واحد فقط هو مَن حاول إنقاذها من بين أيادي المغتصبين لمدة ساعة ونصف الساعة وسترها بملابسه!! وبعد إنقاذها منهم تأخذها صديقتها في سيارة إسعاف تأتيها بعد ساعات ثم تذهب بها للمستشفيات التي ترفض استقبالها وتظل تنزف 11 ساعة حتى تنازل مستشفى واحد فقط وقبلها وبشروط حيث إنهم قد طلبوا منها الذهاب للقسم أولا لإجراء محضر لإثبات الحالة وللموافقة علي إسعافها وطلب المستشفى مبلغا فوريا 11 ألف جنيه، وهي في تلك الحالة بين الحياة والموت!! ويأتي تقرير الطبيب الشرعي أن بها جروحا تهتكية بموطن العفة وعض في أنحاء متفرقة للجسد وسحل وحرق 40% من جسدها وكسور بأرجلها وأيديها!!.. والآن أقول لقد اغتصبها كل مَن وجد في الميدان بجانبها ووقف ليشاهد ويلتقط الصور ولم يدافع عنها وينقذها.. اغتصبها مَن لم يقم بنشر قوات كافية وسط الجمهور، فماذا لو كان قد اندس انتحاري أو شخص زرع قنبلة وهرب..!
اغتصبها رجال الإسعاف الذين رفضوا أن ينقلوها للمستشفى.. اغتصبها كل مَن رفض استقبالها في المستشفيات التي ذهبت إليها.. اغتصبها مَن نشر الفيديو لها -وكان مدفوع الأجر- للتشهير وطعن مصر وقتل فرحة الشعب.. اغتصبها مَن قام بتشيير الفيديووفضحها أكثر.. اغتصبتها جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان التي أرهقتنا ليل نهار من المطالبة بالإفراج عن أشخاص بعينهم هم في الأصل مدانون ولم يخرجوا ببيان حتى شجب أو تنديد للواقعة.. اغتصبها وزير الصحة الذي قام بزيارتها ليتم التقاط صور له معها ليحافظ على كرسيه ومنصبه.. ولكن رد لها اعتبارها الرئيس عندما زارها بباقة زهور وقال لها أنا آسف.. ولكن.. يا سيادة الرئيس.. أولًا نشكرك أننا أخيرا لدينا رئيس يقول أنا آسف ويعترف أن هناك حدثا جللا بالفعل ولكن نحن لا نريد زهورًا نحن نريد صون العرض والشرف. نريد تغيير في المنظومة بأكملها صحة وأمنا وتربية قبل التعليم.. نريد تعديل القوانين وتخصيص دائرة سريعة تنظر قضايا الاغتصاب وهتك العرض والتحرش، نريد قوة القانون الرادع، نريد القصاص العادل ويكون على مسمع ومرأى الأشهاد ليعتبر الجميع.. فهؤلاء اغتصبوا مصر.. اغتصبوا أعراض الرجال وشرف النساء، فليكن القصاص في ميدان عام والكل يشهده ويكون إما الإخصاء أو الإعدام.. وشكرًا.