وقالت البنت البجحة، أم لسان طويل “,”اللى ماتعرفهوش يا أمايا وكل الناس عرفاه“,” وهى تعلم تأويلات أمها الخبيثة حول ما يعلمه الناس، بينما الأم حقيقة “,”نايمة على ودانها“,”، ولأن البنت مصرة على البجاحة وإن خلاص “,”معدش فيها كسوف..يامة اعملى معروف، قومي افتحيله الباب“,” قررت نساء القرية الثورة على “,”مقصوفة الرقبة“,”، وخاصة أنها “,”بنت شيخ الجامع“,” الرجل الذي تهتدي به كل نساء القبيلة، والذي قال فى خطبة الجمعة الأخيرة “,”إن الدورعليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب“,” وبدأت نساء القرية فى الغمز واللمز، وتساءلن : كيف لشيخ القبيلة أن يدعونا لسيادة الشعوب، وجماعته “,”اللى دايرة على حل شعرها“,” تعلنها على رؤوس الأشهاد “,”فى الليل لوحدي أنا .. قمري أنا سهران“,” والبجحة تراود فتاها عن نفسه، معترفة لأمها “,”شمسي هو.. قمري هو.. عنه مابستغناش“,” وضرب الشيخ رأسه فى حائط الجامع، وهو يستعيد ما قاله لأهله وعشيرته بالأمس“,”إن العالم ينظر لدعوتكم دعوة الهداية والسلام لنخلصه مما هو فيه من آلام“,” ..هل فهمت “,”البنت المايعة“,” كلام أبيها وشيخها على أن التسامح والسلام يبيح لها أن “,”تكسر نفس“,” الأب وجماعته، وتتعرف بالولد “,”الهلفوت“,” ابن شيخ الخفر، “,”اللى عمره ما ركعها“,”، ولكنه رغم ذلك “,”نور عليها وقال..فى عنيها كام موال“,”.
وقررت نساء القبيلة، الخروج على شرعية الرجل الحكيم، الذي كان يبدو أنه كاره للنساء، وبدأت خطتهن بفضح بنت الشيخ فى القبيلة، متذكرات ما قاله متشفيًا فى الكبار من قبل “,”وتلك الأيام نداولها بين الناس“,” وذهبت أكثرهن حكمة لابن شيخ الخفر، واتفقت معه على الخطة .. وفى خطبة الجمعة التالية، وقف الرجل الحكيم، مكسور الجناح، بعدما علم الجميع بما فعلته ابنته وبطلبها الصريح “,”ياخد حبيبى يانا يامة ..ياخد حبيبى يا بلاش“,” وحاول جاهدا أن يلملم أفكاره فقال “,”لا زالت عناصر السلام والحب قوية فى نفوس شعوبكم المؤمنة، رغم طغيان مظاهر الفساد“,” ولم تفهم النساء ماذا يقصد الرجل العجوز، وأين هى الشعوب المؤمنة، وما هى مظاهر الفساد التى يتحدث عنها..هل يقصد فساد جماعته وابنته “,”المايصة“,” التى استشرى فسادها فوقفت على قارعة الطريق تسأل “,”إزاى يامة مايلبسهاش“,”، وهل الشعوب المؤمنة هى تلك التى تقول مالاتفعل، وتفعل عكس ما تقول..
ونزل الرجل من على منبره ليؤم المصلين، وبعد انتهائه من الصلاة وجد ابنته ومعها كل نساء القبيلة “,”محتلات“,” الصفوف الأولى..وبمجرد انتهائه من تسليماته، أحطن به فى دائرة محكمة، بينما يعلو صوتهن بالغناء “,” إلهى يحرسك من العين وتكبر ليا يامحمد...“,”
