الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ياللعراق..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقول الشاعر الكبير بدر شاكر السياب ..
( ياللعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار .. في كل منعطف ودرب أو طريق أو زقاق .. عبر الموانئ والدروب ..
فيه الوجوه الضاحكات تقول قد هرب التتار .. والله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار .. )

** وياللعراق : هل حقا طلع النهار ؟ .. هل حقا قد حان الوقت لهروب التتار ؟
ياللعراق : قلوبنا معك ، والأسئلة لدينا حائرة ، والموقف غامض حتى وإن بدت بعض من ملامح تشير إلى ما تصبو إليه القلوب .. لكن بعض الملامح ليست كافية لكى نبنى عليها رؤيتنا الدقيقة والنهائية لما يحدث ..
ليست كافية حتى نقولها بكل يقين مع السياب .. قد هرب التتار .. والله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار ..
نعم هناك بعض من ملامح تشير إلى قرب طلوع النهار ، وأن التتار سيهربون ، لكنها ملامح ليست شافية وليست كافية لبناء رؤية ولا لتقديم تحليل دقيق نهائي ..
** الأسئلة ما زالت مطروحة : ما الذى يحدث فى العراق ؟ .. هل هى قوات داعش الظلامية الإرهابية أتت العراق حاملة المزيد من الخراب والمزيد من التمزق وتنفيذ المخطط الصهيوني ؟؟ .. أم أنهم ثوار الشعب والعشائر والقبائل قد انتفضوا أخيرًا لتحرير العراق من الخونة الذين يحكمونه الآن بأوامر الأمريكان ؟
تقول الأخبار والتحليلات الآتية من داخل العراق .. إنها الثورة وإنه الشعب وإنه الأخذ بالثأر .. وإنه أوان الخلاص من حكم الخيانة والعمالة والانبطاح ..
ويستمر السؤال : هل توافق انتفاضة الشعب والثورة وقرار الخلاص من حكم الخيانة مع ظهور قوات داعش الإرهابية على أرض العراق لاستكمال المخطط الصهيوني بعد أن فعلوا كل ما استطاعوا فعله على أرض سوريا الحبيبة ؟ .. أم أن انتفاضة الشعب والثورة وقرار الخلاص من حكم الخيانة في العراق كان نتيجة لظهور قوات داعش الإرهابية ؟ .. وكيف تسنى لهم أن تكون هذه النتيجة بهذه السرعة وعلى هذا الشكل المباغت الفوري؟ ..
وتستمر الأسئلة وهي مشروعة ولا بد منها لكي نصل إلى مرحلة الفهم : من أين جاءت هذه القوة المباغتة الفورية ؟ وهل هناك من داعم غير مرئي - ولن يكون مرئيّا - لانتفاضة الشعب والثورة داخل العراق الذي صمد رغم التمزق ورغم الخراب والتخريب ورغم طابور الخيانة الطويل ؟ ..
هل وكما قال السياب ..
( هرع الطبيب إلي آه لعله عرف الدواء للداء في جسدي فجاء ..
هرع الطبيب إلي وهو يقول ماذا في العراق .. )

** وهل أستطيع السؤال قائلة: هل هناك من دعم قوي فوري معنوي وليس - عسكريّا - واستطرادًا في السؤال : هل هناك من دعم يمكن تسميته بـ ( اللوجيستي ) ؟ – وأنا هنا أتحسس التعبيرات – وهل هذا الدعم لأن العراق تقع أيضًا في ( مسافة السكة ) ؟ ..

** الموقف في العراق يحيط به الغموض .. ولا أعرف إذا كان هذا غموضًا حقيقيّا ، أم أنه غموض نابع من داخل ذواتنا تخوفا من اندفاع قد يكون في غير محله ؟ .. وكأننا نتحصن بفكرة الغموض من سرعة الحكم على ما يحدث في العراق والوقوف معه والفرحة به ، على اعتبار أنه وأخيرا انتفضت الإرادة الشعبية وتحررت الثورة المدفونة داخل الأضلع من محبسها، وانتفضت آخذة بالثأر من كل خائن تسبب في خراب بلاد الرافدين صاحبة الحضارات المتعاقبة العريقة ؟ ..
وهنا لا بد من القول: إن هذه الرغبة لدينا في التحصن – إن وجدت - ليست آتية من فراغ ، بقدر ما هي آتية مما عشناه من تجارب أخيرة جعلتنا نخاف استعجال الحكم على كثير من أمور بدت في مظاهرها الأولى وبداياتها مختلفة تماما عما أظهرته الأيام من حقيقتها البشعة والخطيرة .. ولنا فيما حدث في سوريا وتونس المثل والنموذج ! ..
** ليس أمامنا الآن إلا الدعوات لرب العالمين أن يكون ما يحدث على أرض العراق هو من الشعب آتيًا وإلى الشعب يعود ..
وليس أمامنا سوى أن نتمنى تحقق ما تصبو إليه قلوبنا وأرواحنا .. وأن ندعو رب العالمين أن يكون الأوان مناسبًا أن نقول ومن قلوبنا وبأعلى أصواتنا ما قاله بدر شاكر السياب من قبل ..
(( ولكدت من فرحي أقوم أسير أعدو دون داء .. يا إخوتي بالله بالدم بالعروبة بالرجاء .. هبوا فقد صرع الطغاة وبدد الليل الضياء .. فلتحرسوها ثورة عربية صعق ( الرفاق ) منها وخر الظالمون ..
لأن ( تموز) استفاق .. من بعد ما سرق العميل سناه فانبعث العراق ..))

** وأعتذر عن التصرف في أبيات الشاعر الكبير ، ووضعي كلمتي الرفاق وتموز بين قوسين .