الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ما الذي تحبه البنات من أيام زمان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علN الإنترنت صفحات كثيرة عن أيام زمان وعن مصر زمان وأحيانا عن المدن بأسمائها، تستطيع أن ترى الشوارع والبيوت والبحار والأنهار والشواطئ والسفن، وتستطيع أن ترى الأفلام القديمة عربية وأجنبية وما تشاء من شتى الفنون، فمديرو هذه الصفحات شباب من الجنسين تتفرق اهتمامتهم على كل شيء. يمكن للدارس أن يجعلها مرجعا له لتوثيق بحثه التاريخي مع كثير من الحيطة لأنه في بعض الأحيان تنسب الأشياء لغير أصحابها كما تأتي في تاريخ غير صحيح قد يفترق بعشر سنوات أو أكثر، لكن نسبة الخطأ هذه قليلة جدا ويمكن إدراكها بسهولة، فمثلا حين تجد صورة لفتاة تمشي مرتدية الميكروجيب والناس تنظر غليها في دهشة وتحتها تاريخ يعيدها إلى سنوات الخمسينات يمكن أن تدرك بسهولة أن الصورة ترجع إلى الستينات والسبعينات لأنه في الخمسينات لا تتكرر هذه الصورة إنما في الستينات وبالذات في نصفها الأخير ثم تتكرر بشدة في السبعينات الذي هو عقد الميكروجيب بلا منازع . كذلك لو كنت من هواة السينما القديمة ستتأكد من ذلك لأن ازياء الممثلات في الخمسينات لم يكن من بينها الميكروجيب . والميكروجيب لمن لا يعرف أقصر من الجيب ويرتفع عن الركبة وأحيانا يرتفع كثيرا وكان يشكل مشكلة للفتيات حين يركبن الاوتوبيس أو الترام ويجلسن فكن يضعن حقائبهن علي الظاهر من سيقانهن وكذلك كان الامر في مدرجات الجامعة وإن كن لا يضعن الحقائب لتجاورهن في الغالب ! طبعا تحتل صور إعلانات المشروبات الروحية مساحة كبيرة وبصفة خاصة البيرة مشروب العائلة المفضل كما كان يقال في الاعلانات وكيف أن إقبالك عليه دعم للانتاج المصري في مواجهة الصناعة الأجنبية . والحقيقة أن البيرة كانت تباع في محلات البسيبسي كولا وكانت تشرب في المقاهي بشكل عادي جدا ناهيك طبعا عن البارات والملاهي الليلية، من بين كثير من الصور تحظى صور البنات في الجامعات بملابسهن القصيرة، الجيب والميكروجيب، بأكثر اهتمام من الفتيات والتعليق الشائع بلا اتفاق على هذه الصور هو "مالها الدنيا كانت حلوة آهه ومكانش فيه تحرش كمان"، تقف عند هذه الجملة وإذا كنت من جيلي تدرك صحة ما يقولونه لأنك عاصرته وهم بالطبع يعرفون ذلك من أمهاتهم اللاتي تحتفظن كما تقرأ من التعليقات بصورهن القديمة رغم أنهن تحجبن فيما بعد، أما أكثر الصور مدعاة للحسرة فهي صور طالبات الأزهر اللاتي يظهرن فيها في الخمسينات والستينات بلا حجاب وأمامهن الشيخ المدرس يشرح الدرس أو يقف بينهن يتحدث ولا تجد بينهن فتاة واحدة محجبة مصرية أو أجنبية ؟. وإذا كانت الصورة وهن واقفات تكتشف أنهن يرتدين الفساتين الواسعة التي لا تنزل عن الركبة إلا قليلا، أو الجيبات التي تصل إلى الركبة أو تنزل عنها قليلا، الأزهر زمان عنوان يجد كثيرا جدا من الإعجاب والمشاركة على الصفحات، وهكذا يبدو أن الأمر يتجاوز الحنين لأنهن لم يعشنه وإن كنا عرفنه من أمهاتهن وربما آبائهن، يتجاوز الحنين إلى الحسرة، الحسرة حقا وإن لم يصرحن بذلك، فالواحدة منهن تخفي كل شيء ظاهر من جسدها وتتعرض للتحرش بعدد أنفاسها في الطريق، والحسرة طبعا على كل شيء حول فتيات ونساء زمان في الشوارع ، لكن الحسرة على الحرية في ارتداء الأزياء الأوروبية تبدو واضحة وإن بدا أن السبب هو عدم التحرش، تعرف الفتيات طبعا أن الأمر اختلف الآن وأن الزي الأوروبي ليس حلا لمنع التحرش لكن الزي الشرقي الصحراوي يظل أيضا عاجزا عن منع التحرش، أربعون عاما وأكثر مضت تدعو إلى اللباس الصحراوي انتهت بالحسرة من الأجيال الصاعدة لأن أحدا من الشيوخ والدعاة الذين صدعونا عن الاحتشام لم يقل أبدا الحقيقة، وهي أن الجنس نداء للطبيعة لا يمنعه الزي بل يتوحش مع الفقر وعدم وجود فرص عمل تتيح للشباب أن يقيم له بيتا، وطنا.
Ibrahimabdelmeguid@hotmail.com