الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الانتصارات منذ يونيو67 .. وحتى أكتوبر 73

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** كان المفروض ونظرا للظرف الاستثنائي الخاص الذى تعيشه مصر هذه الايام ، أن أحذو حذو أغلب كتاب المقالات ، وان تكون مقالتى هذه موضوعها الانتخابات الرئاسية وفوز المشير عبد الفتاح السيسي برئاسة جمهورية مصر العربية .. لكن ونظرًا لأن هذه المقالة توافق موعدها مع حلول الخامس من يونيو ، وانا ومنذ مايقرب من الـ 10 سنوات آليت على نفسي أن أنشر فى هذا التاريخ مقالة محددة اكررها كل عام فى هذا التوقيت تحمل نفس العنوان ( الانتصارات منذ يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1973 ) ..
والباعث دائما لتكرار هذه المقال مع حلول ذكرى الخامس من يونيو 1967 ، بنفس العنوان والمحتوى ، كان الرد على ( الشامتين ) فيما يسمونه بهزيمة جيش مصر فى حرب الخامس من يونيو 67 أمام العدو الصهيونى .. وللاسف ان هؤلاء ( الشامتون ) ليسوا من مواطنى دولة العدو الصهيونى ، ولكنهم من مواطنى مصر وينتمون لأبنائها ومع ذلك يشمتون فى هزيمتها فى معركة عسكرية وكأنها المرة الأولى من نوعها بين دول العالم !! .. وفى موعدها فى كل عام يقيمون حفلات ( الشماتة ) وكأنهم ينوبون عن العدو فى شماتته، وكأنهم يبارونه فى التفوق عليه فى شماتته .. مع العلم ان العدو قد توقف عن الشماته عقب انتصار اكتوبر العظيم !!
كنت وكل عام عندما تحل الذكرى اقوم بنشر المقالة التى ارد بها عليهم ، وانا أسرد ومن واقع السجلات وبالتواريخ وبأسماء المواقع وبأسماء الأبطال من قادتها ، ما حققه جيش مصر من انتصارات عسكرية أعقبت الهزيمة مباشرة وبعد ايام معدودة من الخامس من يونيو 67 ، انتصارات حققها جيش مصر أخذا بثأر مصر ، مكبدًا العدو هزائم فادحة متتالية ومتوالية ومستمرة لسنوات فى ( ملحمة حروب الاستنزاف ) ..

** كنت أنشر هذه المقالة أيام حكم مبارك أرد بها على ( جوقة ) الشماتة من منافقى النظام من كتاب الأعمدة وافتتاحيات الصحف لرؤساء تحرير ( طشة الملوخية ) امثال عبدالله كمال وكرم جبر واسامة سرايا وممتاز القط ومحمد على إبراهيم وسمير رجب ، وغيرهم من منافقي السلطة الذين كان يتبارون فيما بينهم فيمن هو الأشد شماتة فى هزيمة وطنه !!
ثم تدور الايام وأجدنى أنشر نفس المقالة بعد رحيل مبارك ، وبعد ثورة 25 يناير ، وبعد ان سرقت ثورتنا جماعة ارهابية ، وبعد ان حكمتنا جماعة الاخوان الإرهابية .. نفس المقالة التى انشرها كل عام ، نشرتها العام الماضي فى الخامس من يونيو ، بنفس العنوان مع مقدمة مختلفة اواجه بها الذين أسميتهم انذاك بجماعة ( كارهي الوطن ) والأغرب اننى كتبت عنهم قائلة : ( واسمهم الرسمى – غير الشرعي – هو جماعة الإخوان .. ) كتبت أواجه حملتهم من الشماتة الممزوجة بالندب على مايسمى لديهم بنكسة يونيو 1967 ، تماما كما كانت تفعل ( جوقة الشماتة ) من المنافقين ايام نظام مبارك !!

** نشرت المقالة نفسها بمقدمة مختلفة ، اواجه بها ( زفة ) الشماتة فى هزيمة الوطن التى قامت بها الجماعة الإرهابية ، سواء فى الموقع الرسمى لجريدتهم او على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى ( الفيس بوك ) ..
نشرتها أواجه بها ماخرج عن ( عريانهم ) - كما اسميته انذاك - الشهير بـ (عصام العريان ) من اقوال ما كان ممكنًا اعتبارها مجرد حالة من الندب والشماته الرديئة ، ولا امر اعتباطي ولا وليد صدفة ، بل كانت تنفيذًا لخطة ممنهجة تهدف إلى زعزعة ثقة الشعب المصري فى نفسه ووطنه ، ليكون راضيا عما يحدث فى مصر طيلة الفترة السوداء من حكم مرسي من هزيمة فى كل شيء وعلى جميع الاصعدة ، ليقف الشعب صامتا مهزوما عاجزا ، امام الخطر الداهم الزاحف لخراب مصر ..
لقد اتخذ اصحاب زفة الهزيمة ايام مبارك ، والذين هم دائما ( أدوات ) لإنجاح خطة العدو فى كسر ارادة مصر بأى شكل - سواء ادركوا هذا أو لم يدركوا - نفس اسلوب الشماتة المغلف بالندب الذى اتخذه اعضاء الجماعة و(عريانهم ) المتعرى من ادنى درجات الخجل والاحساس بالوطنية .. نفس اسلوب بخ السموم في العقول لتشويهها فكريًا وثقافيًا ونفسيًا واجتماعيًا وتحويلها الى مسخ ، والأخطر تشويهها وطنيا، وبالتالي فقدان الولاء .. رغم أن ألف باء الوطنية أن الوطن يحب ويصان سواء أكان منتصرا أو مهزوما.. وان الوطن ليس جمال عبد الناصر بشموخه ونبله ، ولا هو أنور السادات ولا حسنى مبارك ولا هو ذاك الـ ( محمد مرسي ) الذي لم يكن يليق ان يكون ابدا رئيسا لدولة عظيمة بحجم مصر ولو لساعة واحدة !! ..

** واليوم وبعد ان كتب الله لمصر النجاة والإنقاذ .. واليوم وبعد ان انقشعت تلك الفترة الظلماء .. واليوم وبعد أن تحقق النصر لمصر وانتصرت الإرادة الشعبية الرائعة ، واختار الشعب قائدًا رأى فيه الجدير بمصر والقدير على قيادة مصر ، والعودة بها الى مصرنا الجميلة الحاضنة لشعبها الوفى ، القائدة الرائدة لوطنها العربي .. اليوم ورغم اننا فى فترة احتفال بعودة مصرنا الينا ، الى شعبها الذى اثبت انه شعب مخلص معطاء ، وأثبت أن محبة مصر لديه عظيمة وكبيرة ولا يفوقها اى شئ حتى ولا حب الحياة نفسها .. رغم فترة الاحتفال ورغم فرحة القلب .. ورغم أن الفترة تتطلب الكتابة عن هذه الفرحة وهذا الشعب العظيم وهذا القائد المخلص الشجاع الذى ننتظر منه الكثير ونطالبه بالكثير .. الا اننى لا أستطيع الفرار من الوعد الذى قطعته على نفسي منذ سنوات عشر ، بأن أذكر هذا الشعب المصري العظيم فى كل ذكرى للخامس من يونيو بأن جيش مصر العظيم لم ينكسر عقب هزيمته فى معركة عسكرية ، كما يحلوا للشامتين أن ( يطبلوا ) .. لكنه وسريعا جدا استعاد توازنه ، وفورا أخذ فى الثأر لنفسه ولوطنه الغالى مكبدا العدو خسائر فادحة فى ملحمة انتصارات حروب الاستنزاف التى بدأت بعد الهزيمة بأيام قليلة واستمرت لسنوات وحتى الانتصار العظيم فى اكتوبر 1973 ..

** وهاهى ملحمة الاستنزاف – والتى اكتب بعض تفاصيلها من وقائع تاريخية موثقة لأذكر بها عشاق هذا الوطن العظيم من ابنائه المخلصين له المدافعين عنه الواهبين العمر له .. تبدأ ملحمة الاستنزاف مع إعلان الزعيم جمال عبد الناصر خبر الهزيمة على شعبه بعد حدوثها بساعات .. وما كانت هذه الساعات إخفاء لما حدث ، بقدر ما كانت للوثوق بأن هذه الهزيمة المفجعة لابد لها ان تتحول وبسرعة الى نصر ، خلال ايام قليلة بعد استبعاد من تسببوا فيها ..
خرج عبد الناصر معترفا بالهزيمة العسكرية متحملا المسئولية ، متمسكا بالإبقاء على ثقة وعزيمة جيش مصر ، والحفاظ على إرادة ومعنويات شعب مصر بكل الوسائل ، معلنا تنحيه عن الرئاسة والعودة جنديا فى صفوف الجيش .. لكن شعب مصر العظيم دائما رفض التنحى ورفض الانكسار ، وكما حدث الان تماما – وكأن التاريخ يعيد نفسه – خرجت سيداته مع رجاله زحفا من قرى ونجوع ومحافظات مصر فى ساعات الليل على الاقدام الى القاهرة رافضين التنحى مطالبين عبد الناصر بالبقاء لأخذ الثأر لمصر بجيشه وشعبه .. وخرجت معهم الملايين فى كل قطر من اقطار الوطن العربي مفترشين الشوارع حتى عودة عبد الناصر ..
وعاد عبد الناصر رئيسا وعدل عن التنحي ، لكنه أصبح جنديا متواجدا بصفة شبه دائمة على الجبهة أكثر منه رئيس دولة مطبقا شعار ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة )..

** وعلى المستوى الداخلى و المدنى .. يحكى التاريخ عن معجزات حققها الشعب المصري الذى راهن عليه القائد عبد الناصر فلم يخذله شعبه وكسب القائد الرهان .. يحكى التاريخ عن شعب لم تكسره الهزيمة معنويًا وهذا كان الأهم ، فالدولة التى ينكسر شعبها معنويًا هى الدولة التى تكون قد ضاعت ومن الصعب أن تقوم لها قائمة ، يحكى التاريخ عن حالة الاستقرار الامنى الداخلى ، حيث لم تسجل أقسام الشرطة أى حالات سرقة .. يحكى التاريخ عن عدم حدوث ازمات تموينية ، فرغم الحرب لم يتكالب الناس على تخزين احتياجاتهم من السلع بل مارسوا امورهم كالمعتاد ، ولا أزمات إقتصادية أو حدوث عجز فيما يحتاجه الناس من ضرورات الحياة .. يحكى التاريخ كيف أن كل مواطن ومواطنة جعل من نفسه جندى فى المعركة .. ونساء مصر العظيمات البطلات حاليا ، كن ايضا انذاك بطلات عظيمات ، سارعن وزاحمن بعضهن البعض لتعلم التمريض والتطوع فى الهلال الاحمر والالتحاق بالمستشفيات للمساعدة فى علاج الجرحى .. وتزاحم الشباب فتيات وفتية مع الكبار فى التدرب على استخدام السلاح ، وتبارى الجميع فى الالتحاق بالمقاومة الشعبية للدفاع عن مدنهم .. ويتحدث التاريخ عن نزوح اهالى مدن القناة عنها ، والانتقال الى القاهرة والمدن المصرية الاخرى ، وكيف لم تحدث مشكلة فى احتوائهم لا على مستوى السكن ولا على مستوى العمل ولا المعيشة اليومية من مأكل ومشرب وعلاج ، ولا فى الالتحاق بالمدارس والجامعات .. اصبحت مصر كلها جنود فى ساحة حرب كل له دوره ، وكل يؤدى هذا الدور على افضل وجه ..

** وعلى المستوى العسكرى .. أعدت خطة النصر الكاملة تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة ( جمال عبد الناصر ) والفريق محمد فوزي (القائد العام ) .. والقيادات الجديدة لجيش مصر .. وبدأت بحروب الاستنزاف ، وسلسلة من الانتصارات والملاحم البطولية ، ارتج لها العدو وأفقدته صوابه .. وصولا إلى الانتصار العظيم في أكتوبر 1973 ..

** ودعوني - وكما افعل فى كل ذكرى للخامس من يونيو ( أوجع ) ذاكرة عاشقي الهزائم وكارهي الوطن ، واضع أمام أعينهم التي لا ترى سوى الهزائم ، بعضا من تلك الانتصارات والملاحم البطولية التي هي فخر لكل مصري وطني بل ولكل عربي شريف :

1- حدثت الهزيمة فى الخامس من يونيو - كما يحلو للأدوات تسميتها – وبعدها بثلاثة أيام قام ضابطان من جنود مصر هما ( جلال هريدى وأحمد حلمي ) بالعبور بجنودهما إلى الضفة الغربية عبر نهر الأردن ، مخترقين ألأراض الفلسطينية المحتلة رافضين أن تقهرهم أى هزيمة .. والذين عاصروا تلك الأيام سمعوا عبر الإذاعة نداءات تقول ..( إلى جلال وحلمي عودا إلى مواقعكما ) ..

2- وفى شهر يونيو نفسه.. قام لواء مدرع بقيادة (كمال حسن على ) بالدخول إلى عمق 14 كيلومترًا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، متحدين عدو يزعم أن جيش مصر قد انتهى..

3- وعقب الخامس من يونيو بأيام .. وفى محاولة لتدمير معنويات جيش مصر وشعبها .. أعد العدو لاحتفالية دعوا لها وسائل الإعلام العالمية ، لتصوير الذخيرة المصرية التي استولوا عليها في الخامس من يونيو.. وللمزيد من الإذلال وضعوها على شكل ( هرم ) لتصورها تليفزيونيات وكاميرات العالم .. لكن أبطال المخابرات الحربية تحت قيادة الفريق ( محمد صادق ) ومعهم أبطال قوات الصاعقة المصرية ، عقدوا العزم على إفشال خطة العدو ، وقام الأبطال تحت قيادة الشهيد (إبراهيم الرفاعى) بالوصول إلى شرق القناة حيث مكان الذخيرة ونسفوها تماما قبل موعد الاحتفال .. وفشل العدو في إذلال مصر العظيمة ..

4- في الأسبوع الأول من يوليو 67.. قام الطيار (مدكور أبو العز ) باستخدام طائرات مصر المتبقية .. وشن غارة ضربت فيها طائرات العدو الرابضة فوق مطاره داخل الأرض الفلسطينية المحتلة .. في رسالة واضحة للعدو أن طائرتنا استطاعت بعد اقل من شهر أن تصل إلى طائرتكم وتدكها.. لكن العدو لا يتحدث عن هذه الوقائع البطولية لمصر .. فهو لا يدمن الشماتة في نفسه، وليس لديهم مثلنا ( أدوات ) تكره بلدها وتحب عدوها..!!

5- وفى يوليو أيضا .. أراد العدو الاتجاه بدباباته شمالا من شرق القناة للدخول لاحتلال بور فؤاد ، فقامت قوات الصاعقة بتدمير دباباته وهزيمته في معركة ( رأس العش ) المجيدة ..

6- وتعددت كمائن قوات الصاعقة المصرية .. وكان من أبرزها كمين نسفوا فيه قطارا متجها من القنطرة إلى العريش يحمل أول دفعة من جنود العدو لقضاء أول أجازة .. وقتل كل من فيه ..

7- قبل نهاية عام 67، وفي توقيت واحد قامت الطائرات المصرية بضرب مطار( الطور).. وقامت قوات الصاعقة بضرب موقع (عيون موسى) بقيادة الشهيد (إبراهيم الرفاعى ) وتم تدميره ..

8- في عام 68 تولت مجموعة من جنود مصر البواسل تحت قيادة الشهيد (إبراهيم الرفاعي ) القيام بأول عملية إغارة عسكرية كاملة على موقع للعدو ( شرق بحيرة التمساح ) ودمر الموقع بأكمله بدباباته ومدرعاته .. وفي هذه الملحمة البطولية استشهد بطل مصر الفريق ( عبد المنعم رياض) وكان رئيس أركان قوات مصر المسلحة .. لكن حب الوطن والثأر للوطن ، جعله ينسى كل شئ ، ولا يكتفي بالإشراف .. بل يكون في مقدمة جنوده في الإغارة ليذهب شهيدا نبيلا باسلا ..
9- عام 68 حدث التدمير الأول لخط بارليف ، وأعاد العدو بناءه .. ليدمر ثانية في انتصار أكتوبر المجيد عام 73..

10- نجحت قواتنا المسلحة في تدمير ميناء ايلات الحربي للعدو ثلاث مرات في سنة واحدة ، وهو أمر لم يحدث في تاريخ العالم العسكري ..

11- نسف البارجة ايلات وهى البارجة المصرية ( إبراهيم ) التي استولى عليها العدو واسماها ايلات ، فقامت الضفادع البشرية لقواتنا البحرية الباسلة بنسفها في مشهد لم ولن ينساه العدو أبدا ..

12- وفى العامين 1969 و1970 ، ومع تواصل انتصارات مصر المتلاحقة على العدو الصهيونى ، ومع تواصل هزائمه بدأ العدو في رد وحشي بشن غارات جوية متتالية ، مركزا غاراته فى العمق على مواقع مدنيه ، مستخدما طائرات الفانتوم والسكاى هوك الامريكية ، وبلغت الطلعات الجوية للعدو فى الاربعة اشهر الاولى من عام 1970 (8838 طلعة جوية ) على طول خط الجبهة والمواقع الحيوية ، اضافة الى 36 طلعة جوية على مواقع مدنية منها : ما عرف بمذبحة بحر البقر والتى قصفت فيها طائرات العدو مدرسة بحر البقر الابتدائية بالصورايخ ودمرتها تماما واستشهد فيها مايقرب من الاربعين طفلا واصابة 36 داخل فصولهم .. وقصف مصنع ابو زعبل فى ساعة ذروة العمل واستشهاد 70 عاملا واصابة 69 .. وقصف محطة الرادار في مدينة نجع حمادي ، الى غيره من مواقع مدنية أخرى .. بعدها قرر الرئيس جمال عبد الناصر السفر الى الاتحاد السوفيتي لمطالبة القادة السوفييت بأسلحة ومعدات دفاع جوى ( صواريخ وطائرات ورادارات ) أكثر تقدما مما كان متوفرا لدي مصر انذاك ..
وفي 20 يناير 1970 سافر الرئيس عبد الناصر الى موسكو في زيارة سرية على متن طائرة روسية مصطحبا معه القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق اول محمد فوزى .. وكان الطلب الاساسي للرئيس جمال عبد الناصر من القادة السوفييت هو الحصول على صواريخ سام 3 ، لعدم قدرة صورايخ سام 2 على مواجهة الطلعات الجوية المنخفضة لطائرات الفانتوم الامريكية التى يستخدمها العدو فى غاراته على العمق المصري سواء على مواقع حيوية كما في نجع حمادى او على مواقع مدنية .. وفى موسكو بدأت المناقشات ووضع عبد الناصر مطالبه امام القادة السوفييت مؤكدا انها مطالب مصر التى لابد من تنفيذها دون احتمالات لأى تعديلات فيها ، او تحت اى اشتراطات ، ونجح هو فى وضع كل شروطه على القادة السوفييت ، ونجح فى حسم أى جدال او نقاش يؤدى الى تراجع مصر ولو تراجعا بسيطا فى مطالبها .. ووافق القادة السوفييت على كل مطالب مصر منهم ، لتبدأ هنا ملحمة اخرى هى ( ملحمة بناء حائط الصواريخ ) .. ومرار وتكرارا تحدثت وكتبت عن تفاصيل التفاصيل ( ملحمة الصواريخ ) .. ولن أكل ولن أمل من كتابة تفاصيلها مرارا وتكرارا ، لتكون لنا فخرا بجيش مصر العظيم الذى ابدا لم ولن ينكسر ..

** وقبل ان يرحل القائد الاعلى للقوات المسلحة ( جمال عبد الناصر ) الى بارئه ، كانت الخطة جرانيت1 ثم الخطة جرانيت2 ، قد اعدتا تأهبا للحظة العبور والأخذ بالثأر من العدو تماما ، وهى نفس الخطة التى نفذت حرفيا فى السادس من اكتوبر 1973..
واستمرت قواتنا المسلحة محققة انتصاراتها العظيمة فى ملحمة حروب الإستنزاف ، فى إطار خطة عسكرية مكتملة شارك فيها قادة قواتنا المسلحة العظيمة ، تحت رئاسة القائد الأعلى ابن جيش مصر جمال عبد الناصر ، ذلك القائد الذي تجاوز الهزيمة بعد ساعات قليلة ، مصمما على استعادة النصر .. فكان له ما أراد بفضل جيش مصر العظيم وإرادة شعب مصر الوفي ..
وتحقق الانتصار الكبير في أكتوبر عام 73 .. انتصار على عدو صهيونى كانت رئيسة وزرائه ( جولدا مائير) قد صرحت عقب الخامس من يونيو .. بأنها تجلس تنتظر مكالمة هاتفية من عبد الناصر..!!
انتصرت مصر على عدو كانت إذاعته، تبث أغنية ثقيلة الظل كأصحابها.. تقول : ( عبد الناصر في انتظار رابين وسيأتي اليوم الذي سيتوسل فيه لعقد اتفاق سلام ) ..
لكن أمانيهم ظلت وهما ، ولم يتوسل عبد الناصر لرابين ولم يحقق حلم جولدا مائير .. وما كان لقائد مصري شريف وعربي مخلص كجمال عبد الناصر أن يحققها لهم أبدا..

**ويامن تشمتون فى الوطن .. اكرهوا عبد الناصر كما تشاءون واشمتوا فيه كيفما اردتم ، وكيفما تسنى لكم .. ولكن كيف تشمتون فى مصركم ؟ّ! فى وطنكم ؟! .. وكيف بكم تقرون بشماتتكم هذه انكم تكرهون وطنكم ؟ّ! .. الاتعلمون ان كراهية الوطن الى درجة الشماتة فيه تعد خيانة وخيانة عظمى ؟ّ!

** وأخيرا .. عفوا يامصر ياحبيبتى اننى وبدلا ان اكتب عن الفرحة بعودتك ايتها الجميلة ، وعن اختيار شعبك العظيم لقائد هو ايضا ابن لجيش مصر العظيم .. قائد قد أحبك اكثر من حبه للحياة .. قائد راهن على الشعب ونادى عليه فى الثلاثين من يونيو 2013 ، فهب الشعب ملبيا ندائه وكسب القائد الرهان فى الثالث من يوليو 2013 .. كسبه كما كل قائد يراهن على شعبه الوفى ..
عفوا يامصر ياحبيبتى اننى وجدت نفسي وفى ذكرى الخامس من يونيو ، قد اخترت ان اكتب عن جيش بلدى الذي ابدا لم ولن ينكسر، وعن بلدي التي لم ولن تنكسر .