الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جامعة التكفير الإخوانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تأخذكم الدهشة وأنتم ترون مجموعة من الشباب الصغير الذي ينتمي لجماعة الإخوان وهو يقوم بأعمال عنف وإرهاب وترويع، فقد تم عمل عمليات غسيل مخ لهم ومسخ أفكارهم وتشويه مشاعرهم، وكان العيب الأكبر في ذلك راجعا إلى المجتمع بأسره الذي ترك تلك الجماعة كوحش استشرى واستفحل حتى استطاع سرقة قلوب هؤلاء الصغار الذين بالكاد تركوا سن الطفولة ودخلوا إلى عالم المراهقة من بوابة هذا التظيم السرطاني، وحين تبدأ الجماعة في اغتيال قلوب هؤلاء المراهقين، ذلك الشباب الغر سليم الطوية، تزرع فيهم مشاعر مخيفة، وحشية، لا دين لها وإن ارتدت ثوب الدين، ولا أخلاق لها وإن ارتدت ثوب الأخلاق، وكيف لهؤلاء الشباب أن يعلموا ما يراد بهم في حين أن أهاليهم تركوهم نهبا للضباع.
رحلة سرقة قلوب الشباب الصغير تبدأ دائما في المعسكرات والرحلات وساعات الاعتكاف، وفيها يتم تدريب الطلاب الجدد على الطاعة ، الطاعة المطلقة ، الطاعة العمياء التي لا ترى ولا تبصر، فليس المطلوب من الأخ الذي يتم تجنيده أن يرى، فالرأي ما تراه الجماعة، والجماعة لا ترى إلا من خلال مكتب الإرشاد، ومكتب الإرشاد لا يرى إلا من خلال بضعة نفر أو من خلال رجل واحد!.
وبعد التدريب على الطاعة يتم تقسيم الطلاب فمنهم من يترقى إلى مرحلة أعلى، ومنهم من يظل على مرحلته السابقة ولا يترقى إلا بعد أن يصل إلى الدرجة المطلوبة من الطاعة، أما الذي يترقى فيبدأ مرحلة ثقافية يحفظ فيها عن ظهر قلب رسالة التعاليم، تلك الرسالة التي وضعها حسن البنا لأبناء النظام الخاص ، ثم يدخلون بعد ذلك إلى دراسة كتاب "نظرات" للشيخ الخطيب والذي يشرح فيه بالتفصيل فكرة "التضحية بالنفس في سبيل الجماعة" .
والتضحية لها مفهوم خاص عند حسن البنا واضع رسالة التعاليم فهو يقول عنها : وأريد بالتضحية "بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية، وليس في الدنيا جهاد لا تضحية معه، ولا تضيع في سبيل فكرتنا تضحية، وإنما هو الأجر الجزيل و الثواب الجميل ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم مصداقا للآية (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) والآية (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ..) والآية (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ) والآية ( فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً) وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم : (والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) ".

وإذا قرأت هذه الرسالة ستعجب وستحوقل وتستغفر الله ، فحسن البنا لا يرى تضحية في سبيل الله إلا من خلال جماعته ، وكأنها هي جماعة الإسلام وما عداها باطل ، فهو يقول بالحرف : ومن قعد عن التضحية معنا.. أي مع الجماعة !! جماعة الإخوان !! فهو آثم ، وآثم أي يحمل يوم القيامة وزرا كبيرا .
والرسالة واضحة في شق التضحية فهي تدفع الطالب المستجد إلى أن يترك كل شيء ويهب نفسه للجماعة، أليس هذا هو معنى التضحية ، التضحية بالمال والنفس، التضحية مع الجماعة الإخوانية وحدها دون غيرها، فهي جماعة الإسلام وما عداها كافر، وأظن أن المعنى واضح من الآيات التي يتم الاستدلال بها في رسالة التعاليم ، ومن الشروح التي وضعتها قيادات الجماعة لهذه الرسالة مثل شرح مفتي الجماعة محمد عبد الله الخطيب الذي أشرنا له .
ووليس هناك من شك أن حسن البنا وضع بذرة التكفير بشكل واضح وجلي في تلك الرسالة القنبلة، فالآيات الواردة فيها هي آيات جهاد ضد الكفار، آيات وضعها البنا في غير موضعها فمنها مثلا آية (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ) والتي كان سبب نزولها قعود بعض المسلمين عن الهجرة من مكة إلى المدينة ، أي ترك مجتمع الكفر إلى مجتمع الإيمان.
وبرسالة التعاليم التي هي أهم ما في المحتوى الثقافي للطلاب الذين يتم تجنيدهم تكون بداية الطالب الغر الساذج في رحلة التكفير، ومن بعد تدخل به الجماعة إلى دراسة نظرية التكفير الواردة في كتاب سيد قطب "معالم في الطريق " ويختص بتدريس هذا الكتاب التكفيري الشيخ عبد الرحمن البر المفتي الجديد للجماعة، ومعه بعض الشيوخ من أبناء الأزهر، وللأسف فإن العمامة الأزهرية هنا هي التي تجعل هؤلاء الشباب يثقون في مصداقية كتاب معالم في الطريق، وحين يتم الطالب هذه الدراسة التلقينية التوجيهية يدخلون به إلى دراسة مقدمة سورة الأنفال التي كتبها سيد قطب في كتابه " في ظلال القرآن "ومعها يدرسون أيضا مقدمة سورة التوبة لنفس الرجل، وفيهما يستخلص سيد قطب نتائج ما أنزل الله بها من سلطان، وبتأويلاتهم التكفيرية للقرآن يسممون عقولا ويشوهون مشاعرا .
ثروت الخرباوي