الأربعاء 12 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الانحياز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعرف لماذا لا أستريح لهذا الموقف، والذى أعرفه أن الانحياز إلى فئة ما هو الظلم بعينه، ولذلك أحب كلمة العدالة، والعدل عند المصري القديم وريشته الشهيرة التي تسمى "ماعت"، ونحن نقول بالعامية المصرية الحكاية ماعت أي ليس فيها عدل، وأعجب ممن يستخدم كلمة العدالة الاجتماعية وفي نفس الوقت يعلن انحيازه، فكيف تكون مع الاضطهاد، وقد جربنا الانحياز إلى الفقراء ثم الانحياز إلى الأغنياء، وأظن أن تجربة العدل هي الأجدر والأقرب إلى الصواب، لأن ربنا خالق الكون اسمه العدل، ولذلك أطالب الرئيس القادم بعدم الانحياز لا إلى الأقباط ولا إلى المعوقين ولا إلى النوبيين ولا إلى بدو سيناء، بل تطبيق العدل في المواطنة، وخيرا قال سيادة المشير عبد الفتاح السيسي "أنا لا أعرف مسيحيا أو مسلما وإنما مصريا"، أيضا لا نوبيا ولا سيناويا ولا معوقا، لكن المواطن المصري يستحق كل رعاية سواء صحية أو مادية أو اجتماعية أو مجتمعة.
ولذلك يجب تطبيق مبدأ العدل وإقامته في كل شيء، فليس من العدل أن تقطع المظاهرات الطريق، بل يجب أن تلتزم الأرصفة ولا تنزل إلى نهر الطريق حتى لو انحزنا إلى ما تطالب به، وليس من العدل أن يضرب الأطباء جميعا بل يجب أن يكون الإضراب في بعض المستشفيات وتظل باقي المستشفيات تقدم الخدمة الصحية، أيضا العدالة الانتقالية يجب أن تطال كل رموز العهود السابقة دون استثناء بدءا من عصر حسنى مبارك مرورا بالمجلس العسكري والإخوان، لأنه ليس من العدل إقامة العدالة على نظام دون الآخر.
والانحياز إلى شهداء الثورة دون شهداء الشرطة والجيش أيضا ليس من العدل في شيء، وفي رأيى المتواضع أن مفتاح العدالة في مصر يأتي من التنمية، فتوزيع الثروة والغنى بالعدل أعظم عند الله من توزيع الفقر، أيضا العدل بين من يستحق الرحمة ومن يجب أن يعامل بشدة وبحزم محمود، لأن "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"،
أيضا الانحياز إلى المرأة خطأ فادح، فبنص الدستور المرأة مساوية للرجل، وليس له فضل أو فضيلة عليها في التعيين أو في ممارسة أي مهنة، ولكن عليها أن تناضل مثل الرجل في إعلاء شأنها والتطلع إلى الترقي في الوظائف العامة أو النجاح في القطاع الخاص، وقد قال الرئيس السابق جمال عبد الناصر في هذا المجال كثيرا، ونحن نتقدم إلى الأمام وليس إلى الخلف إذا أردنا بناء دولة حديثة قوية، وأتمنى أن تراجع معي كلمات أغنية "يا بنت بلدى رئيسنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال قومي قومي قومي" إلى آخر الأعنية، ولكن الانحياز إلى المرأة ستتبعه جمعيات للدفاع عن حقوق الرجل والمطالبة بتفعيل دوره في المجتمع إلى آخر الجمعيات النسائية الآن.
وعندما يسود العدل في المناهج التعليمية فتدرس الفطرة المصرية القديمة "المماه" بالتاريخ الفرعوني الذي تدرسه كل دول العالم باستفاضة وفهم حتى نعرف ولو فكرة بسيطة عن آداب هؤلاء الأجداد وعلومهم ونحاول البناء على هذا المجد القديم، أيضا سيذكر ولو للمحة بسيطة التاريخ القبطي (نحو 300 سنة) ازدهرت فيها صناعات مثل النسيج حتى إن هدية المقوقس إلى النبي عليه الصلاة والسلام كانت من قماش يدعى القباطي وقد أعجب به الرسول الكريم كثيرا.
وأيضا التاريخ الإسلامي في مصر وكيف أثر وتأثر بما رآه في مصر من معجزات البناء والفنون والمعارف والمكتبات.
وإقامة العدل أحب إلى الله من الانحياز، فهو يأمر المسلم بالعدل لغير المسلمين "إن الله يحب المقسطين".
وهذه فرصة لأشكر المشير عبد الفتاح السيسي، لأنه لم ينطق بكلمة الانحياز، فنحن في حاجة إلى رجل مثله يقيم العدل ولا ينحاز بل قال "فيه في مصر ناس تسكن العشوائيات وهذا غير مقبول وناس لا تجد الخدمة الصحية المناسبة وهذا أمر غير مقبول"، وكل الأمور التي لا تعجبه ولا تعجبنا لاستخدام كلمة "غير مقبول" وهى كلمة تعنى يجب التغيير.
ونحن في أحوج الحاجة إلى رئيس يعرف غير المقبول ولا ينحاز.