الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عايز تحب مصر..عيش بره !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر.. كلمة من ثلاثة حروف ولكنها تعنى الكثير.. مصر مهبط الديانات والرسل.. مصر مقبرة الغزاة.. مصر الكنانة.. مصر سماء وأرض وشعب.. مصر كيان.
 تعجبت كثيرًا عندما كنت أسمع المغتربين وهم فى حالة قلق دائم على أحوال مصر!، وفى حالة عشق وهيام أيضًا، وكانت دهشتى تزداد عندما يقولون نريد أن نعود إليها! نفتقدها كثيرًا وقلوبنا معلقة بها! وتمتزج كلماتهم فى أحيان كثيرة بالدموع – رغم المستوى العالى من الرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه وعملهم الناجح - ولكن سرعان ما تبددت الدهشة وزال التعجب! عندما غادرتها وسافرت للخارج - لفترة - وكأن روحى تم سحبها منى قسرًا وجبرًا، وكأن جزءًا انفصل عنى، وكل ساعة تمضي أشتاق ويقتلنى الحنين واللهفة للعودة مرة أخرى إليها! وازداد اهتمامى بالأحداث وأصبحت خائفة عليها مرتعبة حزينة، ينزف قلبي دمًا مما يحدث فيها من صراعات وانقسامات وفرقة.. وأود لو أقدم روحى لها فداء، ووقتها فقط أدركت (عايز تحب مصر.. عيش بره)، فستعرف حقًا قيمتها ومقدار حبك الحقيقي لها، وتدرك كم أنت على استعداد للتضحية من أجلها، وترى كيف ينظر لها العالم أجمع وأنك قد أخطأت فى حقها، كنت تقلل من شأنها، وتسخط عليها وتلعن عيشتك فيها، وتحاول أن تهاجر منها، ولو فى قارب قد يودى بحياتك! آآآآآآآآه يا مصر.. يا غالية، روحى فداكى، وكل شيء من أجلك يهون.. أراها وكأنها فتاة جميلة، كانت - ولاتزال دومًا - مرغوبًا فيها، مطمعًا للجميع، الكل يريدها ويلهث وراءها، ويريد أن يتملكها ويسيطر عليها وتصبح مما ملكت أيمانه، بغض النظر هل سيكون جديرًا بتلك الملكية أم لا.. هل سيوفيها حقها أم لا.. هل سيحافظ عليها ويكون لها الأمان ودرعها الحصين أم لا.. هل سيفكر ما سيعطي لها.. وكيف يوفيها قدرها؟! ويهبها روحه وكل كيانه أم لا، فلا تكن بالنسبة له مجرد فرصة ومطمع.. والشيء الوحيد الذي يخطط له هو ما الذي سوف يأخذه منها، وفقط.
تلك الفتاة الجميلة التى بداخلها كل الخيرات والكنوز والجمال والحب، والتى لم يمهلها الزمن فرصة لتظهر للوجود بهيئتها الحقيقية، وتصبح من أميرات الزمان، فكونها مطمعًا جعلها تحترق بذلك وتدفع الثمن غاليًا فيتم ظلمها وقهرها وذلها واستعبادها وسرقتها واستباحتها وخيانتها.
ولكن! أجل لابد أن يكون هناك، ولكن هل ستكمل على ذلك النحو؟، هل ذلك قدرها فتستسلم له وتذعن وترضخ، أم أنها ستنتفض لعزتها لكرامتها لكيانها لشرفها وترفض؟.
أجل ترفض.. ترفض أن تُقهر أو تُستعبد أو تُستغل أو تُسرق أو تُستباح أو يُنتهك عرضها أو تُخان بعد اليوم.. تقف لتعلنها للجميع أبية شامخة بصوت يجلجل ويزلزل الأركان.. أنا مصر.