الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. "البوابة نيوز" في جولة بـ"متحف الأقصر".. صاحب أعلى نسبة أعجاب بين متاحف الشرق الأوسط.. يضم 349 قطعة أثرية شاهدة على عظمة الحضارة القديمة

متحف الاقصر
متحف الاقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت أمس الأحد، محافظة الأقصر، باليوم العالمي للمتاحف، من خلال فتح "متحفا الأقصر والتحنيط" أبوابهما أمام الجمهور المصري مجانًا، منذ التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثالثة عصرًا، وذلك بهدف تعريف المصريين بعظمة الحضارة القديمة في واحد من أكبر وأقدم متحف بالمحافظة.

وقامت "البوابة نيوز" بهذه المناسبة بجولة داخل المتحف للتعرف على قيمته التاريخية ومشاهدة محتوياته ومقتنياته الأثرية والتماثيل الخبيئة والمومياوات الملكية التي تتميز بدقة النحت والثراء والتنوع ما يجعل لها أثر مبهر لدى زواره المتحف حتى حصل على أعلى نسبة إعجاب في الشرق الأوسط العام الماضي.

ويقع متحف الأقصر على كورنيش النيل بالبر الشرقي بين معبدي الأقصر والكرنك بوسط مدينة الأقصر، وهو أهم متاحف المحافظة ويعد من أجمل المتاحف الإقليمية في مصر وثاني أكبر متحف بعد المتحف المصري بالقاهرة، حيث تتوافر فيه، إلى حد كبير، مواصفات المتحف كمنشأة وكذلك العرض المتحفي.
ويضم المتحف مقتنيات نادرة لأسرات فرعونية عدة، حيث يحتوي على 349 قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة، معروضة حسب التسلسل الزمني، فضلا عن القطع الأخرى الموجودة في مخزنه، ومحل الهدايا في مدخله.
وصمم متحف الأقصر خصيصا لإحياء تراث مدينة طيبة القديمة، كما خصصت مساحة تبلغ 8400 متر مربع من حديقته ليعرض بها هي الأخرى بعض من آثار الأقصر على مر العصورـ

أما المتحف نفسه فيعرض به مجموعة من أجمل الآثار التي تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة.


ويتكون متحف الأقصر من طابقين، يحتوى الأول على عدد من القطع الأثرية النادرة، التي عثر عليها بالمحافظة، منها رأس الإله " محت – ورت " على هيئة بقرة جسمها مصنوع من الخشب المطلي بالذهب، مع قرنين من النحاس وعيون مطعمة بحجر اللازورد الكريم، وقاعدتها مطلية بالشمع الأسود، وذلك لتمثل الظلام في العالم الآخر، ويمثل التمثال، وهى أحد أشكال الإله حتحور، إلهة السعادة والحب، والتي تستقبل الشمس الغاربة كل يوم وأيضا أرواح المتوفين حديثا، كما يضم الطابق الرأس الجرانيتية لتمثال أمنحوتب الثالث وتمثال الإله آمون ورأس نادرة للملك سنوسرت الثالث،- والتمثال الرائع للملك تحتمس الثالث من حجر الشست وأجمل وأكبر تمثال في مصر من الألباستر للإله سبك وأمنحوتب الثالث ولوحة الكرنك التي تضمن نصا هيروغليفيا يتعلق بصراع حكام طيبة مع الهكسوس.
فيما يحتوي الطابق العلوي، على مجموعة من التماثيل أهمها تماثيل لإخناتون، وعدد من اللوحات الجنائزية القبطية، وعدد من الأحجار المنقوشة التي تعرف بالتلاتات والتي كانت جزء من أحد معابد اخناتون في النهاية الشرقية بمعبد الكرنك، وتم تجميعها، حيث وجد بها نقوش توضح الحياة اليومية والدينية بالمعبد وبعض من الأثاث والحلي والأواني والتمائم الملكية.
كما توجد قطع حجرية نقش عليها صورة الملك "إيمنحوتب الثاني"، وهو على عجلة حربية، وأمام العربة يوجد هدف من النحاس تخترقه أربعة سهام، إضافة إلى قطع أخرى عليها إخناتون وزوجته يتعبدان لإله الشمس "آتون".

ومن أهم اكتشافات المتحف والذي يميزه عن غيره، أنه تم تخصيص قاعة في المتحف تعرض فيها معظم التماثيل التي خرجت من خبيئة الجانب الغربي في فناء أيمنحتب الثالث بمعبد الأقصر، والتي تم إخفائها بطريقة بارعة بواسطة كهنة الإله "آمون" لحمايتها من أي تدنيس، والتي تم اكتشافها في 22 يناير عام 1989، تحت بلطات من الجرانيت أثناء أعمال الحفر لقياس منسوب المياه الجوفية في فناء معبد الأقصر الخاص بالملك إمنحوتب الثالث، وبعد التوسع في أعمال الحفر تم اكتشاف التمثال المزدوج للملك "حور محب"، وبعدها قام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بزيارة معبد الأقصر لرؤية التماثيل الخبيئة، وتم عرضها في صالة خاصة بالمتحف، حيث يعرض كل تمثال على قطعة حجرية.

كما يضم المتحف تمثالًا للملك "حور محب" أمام الإله "آمون" راكعًا، يقدم إليه آنيتين من النبيذ، وكذلك تمثال التمساح للإله سوبك من الألباستر والذي اكتشف عام 1967 في أثناء شق قناة في قرية دهمشة في مدينة أرمنت غرب المحافظة، حيث اكتشف بداخل نفق.

ويعتبر هذا التمثال إحدى القطع الأثرية للملك إيمنحوتب الثالث، واقفا على يمين الإله سوبك، على شكل جسم بشري ورأس تمساح، يرتدى تاج يسمى "الآتق"، ويده اليمنى ممسكة بمفتاح الحياة، كما نرى به وجه الملك ممتلئ بالشباب والحيوية.

ومن بين التماثيل المميزة أيضا في المتحف تمثال الملك أمنحوتب الثالث، من حجر الكوارتيزيت الوردي، ويبلغ ارتفاعه متران ونصف، وكذلك تمثال الملك تحتمس الثالث، الذي قاد أكثر من 14 حملة عسكرية على آسيا، حيث تظهر فيه ملامح الوجه الرقيقة والابتسامة الهادئة للملك، وهو مصنوع من الشست الأخضر والذي عثر عليه في خبيئة الكرنك.
وكذلك تمثال كتلة للوزير "نس بافا شوتي"، عثر عليه بالخبيئة، وتمثال مزدوج للأسرة التاسعة عشر، إضافة إلى عجلة الملك توت عنخ آمون الحربية التي عثر عليها في مقبرته مفككة، وكانت تستخدم للصيد والتمرين.

كما يعرض متحف الأقصر لأوجه الإبداع المصري في الهندسة والمعمار، حيث يضم أدوات قياس البناء، والتي عثر عليها بمقبرة أحد فناني دير المدينة، وتشمل زاوية قائمة كانت تستخدم لقياس مقدار زاوية المباني نقش عليها اسم "نب نختو"، إضافة إلى أداة خشبية على شكل حرف "A" مزودة بخيط وقطعة من الحجر كمثرية الشكل تستخدم لقياس الأسطح الأفقية، وميزان خليط رأسي، وزجاج، وبودرة " الفاينس " المصنوعة من الكوارتز الساخن الممزوج ببعض المعادن، والتي كانت تستخدم كأكواب، ثم استخدمت في القطع الجنائزية مثل الجعران.

ويضم المتحف أيضا لوحة الملك كاموس، وهي لوحة من الحجر الجيري، وهي إحدى لوحتين أقامهما الملك كاموس في العام الثالث من حكمه ويوضح النقش انتصاره على الهكسوس، وكذلك تمثال للكاتب والحكيم "أمنحتب بن حابو"، أحد كبار الموظفين وأخلصهم، الذي كان رئيسًا ومشرفًا على أعمال ومشاريع الملك أمنحتب الثالث.

وكذلك تمثال الكاتب الملكى ورئيس الرماة " ثاي "، وتمثال مزدوج " لباسر وزوجته"، عثر عليه في حصن تل الحبوة بمحافظة شمال سيناء، وتمثال "نب رع"، وتمثال من الألباستر عثر عليه بمعبد الكرنك، وآخر للملك رمسيس الثانى بالتاج المزدوج، فضلا عن مسلة صغيرة للملك رمسيس الثالث، على وجهها الأربعة كتابة هيروغليفية بها اسم الملك.
كما توجد بالمتحف 4 مومياوات، اثنتان معروضتان، والأخريان مكسوتان بالكتان، منها واحدة تم شراؤها من قبل متحف شلالات نياجرا عام 1800، حيث ظلت به لفترة طويلة، لم يعلم عنها أحد إلى أن اشتراها متحف مايكل كارلوس بولاية أطلانطا بالولايات المتحدة عام 2006 وبعد أن تم فحصها، عرفت أنها ملكية تعود لأواخر الأسرة الثامنة عشر، وربما تكون هذه المومياء للملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشر، وحديثًا قام متحف مايكل بإهداء المومياء من شعب أطلانطا إلى شعب مصر.

وكذلك مومياء للملك أحمس الأول، والتي أضيفت لمقتنيات المتحف في مارس 2004 م، كجزء من التجديدات في المتحف والتي تضمنت مركزا للزوار وأضيف فيها ومعرضا كبيرًا لإعادة ترميم حوائط معبد أخناتون في الكرنك.

وقد أجمعت الآراء على أن أكثر ما يدهش السياح بعد زيارتهم للمتحف، هو طريقة النحت بالتماثيل المعبرة، والتي ترمز إلى براعة وإتقان الفنان المصري القديم، في إطالة الوجه، والأذن والأنف، وتغليظ الشفاه وتمويجها، وإبراز الذقن.
فيما قالت سامية عبد العزيز، مدير عام متحف الأقصر لـ " البوابة نيوز " إن المتحف يرجع افتتاحه إلى عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع ضيفه رئيس جمهورية فرنسا آنذاك، فاليري جاسيكار دي ستان، في 16 ديسمبر عام 1975، بعد 14 عاما من المجهود الشاق الذي بدأ عام 1962، وكان أول تطوير للمتحف عام 1984 بإقامة عرض داخلي مكان العرض القديم، ثم افتتح الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قاعة الخبيئة عام 1992 وآخر تطوير كان لعمل توسعة ثانية للمتحف من خلال إقامة قاعة مجد طيبة عام 2004 ليضم مجموعة أخرى من القطع الأثرية شديدة التميز منها الملك محارب حور محب وزوجته موت نجمت.
وأضافت سامية أن المتحف يضم 349 قطعة أثرية من عصور مختلفة لم تمس ولم تتعرض للسرقات، ويعد من المتاحف النموذجية العالمية افتتحه المهندس العالمي محمود الحكيم الذي حصل على جائزة الدولة التقديرية حينذاك وتصميم المعماري الشهير ويصا عبد النور، مشيرة إلى أن رسوم الدخول للأجانب 100 جنيه للفرد و5 جنيهات للطالب الأجنبي و10 جنيهات للمصريين و5 جنيهات للطالب المصري، وأن أغلب زوار التحف من المصريين خاصة بعد اندلاع ثورة 25 يناير. 
وأضافت أن أهم تماثيل المتحف، هو تمثال الملك "أخناتون"، وهو صاحب الثورة الدينية، والذي عبد "آتون" إله الشمس، وجعل منه "الإله الواحد"، والذي قام بنقل العاصمة إلى مدينة "تل العمارنة" بمحافظة المنيا، كما أن أكثر ما يطلب الزوار مشاهدته في المتحف هي التماثيل الخبيئة، واثنين من المومياوات الملكية إحداهما للملك رمسيس الأول، وكذلك البردي التي تتحدث عن كتاب الموتى، ورحلة المتوفى إلى العالم الآخر، والقطع الموجودة من الذهب الخالص للملك توت عنخ آمون، كذلك تجد المومياوات الملكية للفرعونين وتماثيل " الأوشبتي، وهى تماثيل عجيبة من الخشب مطلية بالذهب، وظيفتها خدمة الملك المتوفى في العالم الآخر.
وأشارت سامية إلى أن المتحف حصل على درع خاص عام 2013 بمناسبة أعلى نسبة إعجاب زائرين على مستوى متاحف الشرق الأوسط من خلال موقع استبيان " Tripadvisor".

فيما أكدت سناء على، مدير عام متاحف مصر العليا، في تصريحاتها لـ " البوابة نيوز " أن متحف الأقصر شهد إقبالا كبيرا من الزوار المصريين بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، مشيرة إلى المجلس القومي للمتاحف " ICOM " بدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 1977، وتم الاتفاق مع بين منظمة اليونسكو والمجلس الأعلى للآثار على أن يكون هذا اليوم في الثامن عشر من كل عام، ليتم الاحتفال به على مستوى 129 دولة يشترك فيها 32 متحف حول العالم، حتى تكون المتاحف جميعها على صلة بعضها البعض، ويتم تبادل الآراء والثقافات، خاصة وأن المتاحف تشكل إحدى الركائز الأساسية للحفاظ على التراث وذاكرة الأمم، فالمتاحف كانت وما تزال مرآة الماضي وشاهدة على حضارات وأمم تعاقبت وامتدادا لإبداعات الشعوب، وما خلفته الأجيال السابقة من علم وفكر وفن.
وأضافت أن اليوم العالمي للمتاحف يهدف أيضا إلى تضييق الفجوة بين الثقافات المختلفة والتأكيد على أن المتاحف تحولت من مجرد أماكن لتخزين الآثار إلى مؤسسات تربوية وتعليمية وتثقيفية وكذلك توعية النشء بوظيفة المتحف في حفظ وصيانة وعرض نماذج من مختلف الحضارات القديمة، إضافة إلى دور المتحف التربوي والتعليمي والثقافي والذي يساهم بشكل مباشر في ترسيخ المعرفة بالتاريخ والجذور الحضارية والثقافية للأمم والشعوب ونمية الحس الجمالي والذوق الفني لدى الطفل والنشء.