الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مسافة السكة.. وحُلمنا المُستَرَدْ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
( مسافة السكة ) .. تعبير قصير جدا ، وموجز جدا ، قاله المشير السيسي فى حواره مع قناة ( سكاى نيوز )
التعبير كان إجابة عن سؤال تضمنه عدد من الاسئلة ( المدروسة ) بعناية ووعي ، سألتها المذيعة زينة يازجي للمشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي لجمهورية مصر العربية ..
( مسافة السكة ) .. هذا التعبير العبقري ذو الكلمتين فقط ، ولكنه على قصره وايجازه يحمل فى طياته مغزى ومعنى فى غاية العمق .. ويعد طلقة سريعة من قائد عسكري مُحنَك ، طلقة بارعة موجهة بعناية للهدف ..
( مسافة السكة ) .. تعبير أجزُم ان هناك ملايين كانوا فى شوق لسماعه .. عن نفسي وبمجرد ان نطق المشير به ، وجدتنى فى حالة هى خليط من تصفيق حاد متواصل ، ودقات سريعة لقلب تتراقص السعادة داخله ، ودموع فرحة تنهمر .. احسست احساسا ( ماديا ) وليس تخيلا ان الدنيا حولي ازدادت نورا ، وكأن نورا قويا قد غمر مصر كلها فزادها نور على نور ، او كأنما طغيَ النور فأنسانا ان هناك عتمة نعيشها منذ فترة طويلة ..
وكيف لا ونحن من جديد نستمع الى ( مسافة السكة ) كلمات قليلة جدا فى عددها وبسيطة جدا فى صياغتها ، لكنها تقول الكثير ، وتذكرنا بما قد كان .. تذكرنا بمصر الأم ، بمصر الرائدة ، بمصر القائدة ، بمصر الحضن الواقي والحامي لأمتها العربية ..
سألت مذيعة ( سكاي نيوز ) زينة يازجي ، المشير عبد الفتاح السيسي .. ماذا لو تعرضت دولة عربية لتهديد خارجى ؟ .. وعلى غير عادته فى التأنى فى إجاباته ، إنطلقت إجابته العبقرية
( مسافة السكة ) ..
إنطلقت إجابته كما السهم يخترق قلب كل من يفكر بإرتكاب حماقة ..
فى نفس الوقت كانت ( مسافة السكة ) سهما يحمل البلسم للقلوب المتعطشة لسماع الصوت الذي يحمل الحس القومي العربي من جديد .. لسماع العقل والفكر الذى يرى ان مصر ليست ( مصر اولا واخيرا ) بمعنى الإنغلاق على الذات وإدارة ظهرها لبعدها القومي العربي ، لكن ( مصر اولا واخيرا ) بمعنى ان مصر تدرك جيدا الوضع الذى هى عليه والذى يتطلب التأخي والتضامن والتعاون والترابط العربي الواحد ، وكما شرح المشير الوضع قائلا .. ( حجم التحدى داخل مصر ضخم فلابد ان نعود معا كتلة عربية قادرة وقوية )
ومزيدا من التوضيح بهدف التأكيد قال المشير السيسي ابن الجيش المصري العظيم إجابته القاطعة .. ( مسافة السكة .. ماحدش يقدر يهدد دولة عربية طول ماالجيش المصري موجود .. ماحدش يتهدد واحنا موجودين .. مسافة السكة وجيش مصر يكون هناك .. )
وإسمح لي سيادة المشير أن اقول : إنها كلمات ليست كالكلمات .. كلمات سوف تسطر في صفحات التاريخ بمداد من نور .. فهى كلمات تتعطش لها قلوب الشعوب التى ارهقتها الهزائم واحرقها الظلم والهوان ، وهو النتيجة الحتمية للتفتت والتشرذم بين ابناء الأمة الواحدة والذي لايصب الا فى مصلحة الأعداء ..
ومزيدا من التوضيح والتأكيد لرؤيته ، تحدث المشير قائلا .. ( مصر حريصة على علاقتها مع الدول العربية لأننا جزء من هذا الكيان منذ الاف السنين .. الامن القومى العربي يهمنا مثل الامن القومى المصري .. لابد ان نعود معا كتلة عربية قادرة قوية لكى تحمى محيطها العربي وامنها القومى .. ان تفرقنا يعطى القوة للاخرين )
إن هذه الكلمات الواضحة المضيئة ، التى نطق بها ابن لمصر العظيمة ، ابن اتيا من قلب جيش مصر العظيم ، ابن هو ضابط من ضباط جيش مصر العظيم ، يعرف جيدا قدره وقيمته كونه جيش لمصر العظيمة .. هذه الكلمات اعادتنا لأيام عظيمة مجيدة ، يوم كان هناك ابن اخر من ابناء مصر ومن ابناء جيش مصر ، هو الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى عاش ومات حاملا فى وجدانه وفى فكره حلم الوحدة العربية .. الوحدة العربية التى ارتأى فيها الحل الوحيد والحتمي للخروج بأمتنا العربية من ازمتها ومن ضعفها ، والوقوف بها على طريق العزة والإستقلال والتحرر ، والتقدم بها الى مصاف يعادل ويتساوى مع مصاف الدول الاولى فى العالم كله ..
طيلة حياته وحتى النفس الأخير حلم عبد الناصر بالوحدة العربية وآمن بحتميتها ، وعمل على تحقيقها . وتمت الوحدة بين مصر وسوريا . بين ( الإقليم الجنوبي والإقليم الشمالى ) كما اصبحتا ، وكانت الوحدة حلما ايضا لدى الشعوب وامل يتمنون تحقيقه ، وإلا ماحملت جماهير سوريا السيارة التى استقلها عبد الناصر فوق الاكتاف .. لكن الأعداء من المتربصين بنا ، الذين ترعبهم قوتنا ، اجتمعوا جميعا وخططوا لضرب التجربة فى مقتل ، وتواطئت الرجعية العميلة والقوى الإنفصالية الخائنة فى داخل سوريا مع امريكا والصهيونية والأنظمة العربية الخائفة على عروشها - خوفا باطلا - اجتمع كل هؤلاء لإجهاض تجربة الوحدة لقتل الحُلم .. ورفض عبد الناصر ان تراق قطرة دم واحدة على ارض سوريا مقابل بقاء الوحدة .. وفعلا تم إجهاض التجربة الجميلة ، وضاع الحلم ..
والأن وفى لحظات مجيدة جديدة ، إذا بالحلم يطل علينا من جديد ، مع كلمات من نور قالها فى لحظات فارقة ابن مصر وابن جيش مصر المشير عبد الفتاح السيسي وهو يجمع بين قبضتي يديه ، مؤكدا انه لابديل عن وحدتنا العربية ..
انها إشارة وانها كلمات ليست كالكلمات ، هى كلمات تؤكد على إسترداد حلمنا من جديد ..
كلمات مجيدة تبشر بغدٍ مختلف لمصر العظيمة القائدة الرائدة الحاضنة لأمتها العربية الواحدة والمدافعة عنها .