الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أفتاني شيخي أن أكون ديوثا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل العنوان صادما لكم أيها الأعزاء؟ أم مفاجئا.. أم عاديا؟.. استيقظت على فتوى لشيخ سلفى تقول: يحق للرجل إذا خرج عليه شخص يريد اغتصاب زوجته أن يتركها له حفاظا على نفسه، وفتوى أخرى له تقول: إن تقبيل الزوجة لشخص غريب ليس زنا، وأن الزوج إذا رأى زوجته عارية بين أحضان رجل آخر لا يكون زنا، أما إذا شاهد العلاقة كاملة بعينه يحق له قتلها؛ لأنها بذلك تكون حقا زانية!
ما هذا التخريف والعهر؟ وما أهميته فى تلك المرحلة العصيبة التى نحياها؟ وما الدرس المستفاد منه؟ أعتقد أن الدرس الوحيد المستفاد منه هو كيف تصبح قوادا وديوثا وجبانا وخسيسا ومنعدم النخوة والكرامة، وبالمختصر كيف تكون ذكرا وليس رجلا، فعليك إذا ما هوجمت من شخص يريد أن يغتصب زوجتك أن تقدمها له بطيب نفس ورضا، وإذا وجدتها تقبل رجلا غريبا لا تشتعل ثورة ولا تغضب، كن باردا فهذا ليس زنا، أما إذا وجدتها عارية بين أحضان آخر فلا يغلي الدم في عروقك ولا تغضب لشرفك، فهذا أيضا ليس بزنا.
ونصيحة من الشيخ (قرنى) أن تنتظر وتشاهد إلى أن تتم العملية كاملة، هنا فقط يجوز لك قتلها أو تطليقها، وأيضا بعد تلك الفتاوى الملعونة على المرأة أن تتعلم أن تحافظ على نفسها وتحميها، ولا تبحث عن رجل لأنه لن يوجد بعد الآن! ولا تنتظر من يصونها ويحميها ويضحى من أجلها، وتتوقع بل وتنتظر في أى لحظة أن يتم تسليمها تسليم أهالي لمغتصب، وأنه ليس هناك ما يمنع أن تُقبل شخصا غريبا فليس ذلك بزنا! وإذا وصل الأمر بها عارية بين أحضان غريب ودخل زوجها فلا تنزعج ولا تخف، بل تطمئن فلن تكون بذلك زانية.
أتدرون أن ما يجعلها تصبر وتتحمل وتعانى مع زوجها أنها تشعر معه بالأمان نعم إنه السر الخاص بأى امرأة فى الكون الأمان ليس المال، ولا حتى الحب، إنه الأمان الذي لا تستطيع كنوز العالم أن تمنحه لها! إنما فقط مجرد الشعور به، ولا يغركم هؤلاء المتشدقين بالحرية والانفتاح و(الزوج السبور) الذي يوافق ويسمح لزوجته بكل الأفعال التى صدرها لنا الغرب، فيجب أن يتأكد تماما أنها من داخلها تنظر له نظرة احتقار.. ولا تراه فى عينها رجل.
إن المرأة تحتاج الظهر والسند الذي يخلف أباها، بالمختصر تريد الأمان، وسؤالى الأخير لشيخ (الفتة) وليس الفتوى، وماذا عن قول الرسول الكريم "من مات دون عرضه فهو شهيد"، وأن "الديوث لا يشم رائحة الجنة"، والديوث هو "من لا يغار على أهل بيته"، وأن "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، وحتى الفطرة التى جُبلنا عليها اقتضت ذلك، فعندما يرى رجل فتاة تغتصب أو يحاول شخص أن يغتصبها يهرول ليدافع عنها ويمنع المغتصب وهى غريبة عنه، فما بالك بزوجته يا شيخ (شرم برم) والفتاة إذا تعرضت لمحاولة اغتصاب تصرخ وتستنجد بأى رجل غريب ليساعدها، وبالفعل الكل يهرع إليها ليدافع عنها، وذلك يسمى النخوة فى أعرافنا، والتى أشك أنك سمعت عنها من قبل أو تعرفها ولو من بعيد، ففتواك الملعونة أعتقد أنها دعوة لمن يريد أن يغتصب زوجتك أن يتقدم ويقوم بذلك ولا يتردد لثانية، وسوف تكون راضيا.. مطمئنا.. مرتاح البال.. قرير العين، فكما تدين تدان، وكما أصدرت فتوى لاغتصاب الزوجات فلا بد وأن تذوق كأسها يوما ما، لعن الله أمثالك، وطهرنا منكم تطهيرا.