رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيسي العرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المتابع الجيد لسباق انتخابات الرئاسة المصرية يلاحظ بوضوح أن الاهتمام العالمى من جانب دوائر صنع القرار أو الدوائر الإعلامية التى تشكل وتوجه الرأى العام فى دولها، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، بل وإسرائيل أيضًا، تعطى اهتماما كبيرًا بما يصدر عن المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى، وتفرد مساحات كبيرة بعكس المرشح الرئاسى حمدين صباحى، لاعتبارات عديدة، ربما فى مقدمتها أن حسابات تلك الدوائر الأجنبية سواء الإعلامية والسياسية تشير إلى أن المشير السيسى هو الأوفر حظّا فى الفوز بمنصب رئيس مصر القادم
أيضًا تشمل الاعتبارات التى تدفع هذه الدوائر السياسية والإعلامية لهذا التركيز والاهتمام أن جانبًا كبيرًا من تصريحات وأحاديث وحوارات السيسى يتجه نحو علاقات مصر بدول العالم وبصفة خاصة محيطها العربى، وأنه بعكس المرشح حمدين صباحى لا ينغلق فقط على مشاكل الداخل المصرية رغم أهميتها القصوى فى تقديره، إلا أن الاهتمام بالشأن العربى وأيضًا الدولى له نفس الأهمية..
فالمشير السيسى استطاع، من خلال خبرته السابقة سواء فى إدارة جهاز المخابرات الحربية أو قيادة القوات المسلحة المصرية فى مرحلة من أخطر مراحل مصر وجيشها، أن يدرك الكثير من الحقائق الهامة، وأن يلم بالعديد من المعلومات التى تجعله قادرًا على رسم وصياغة الطريق الصحيح والمسار الأفضل لمستقبل علاقات مصر مع دول العالم وخاصة الدول العربية وبالأخص دول الخليج العربى بعد أن تعرضت تلك العلاقات لهزة كبرى فى عهد وحكم جماعة الإخوان الإرهابية..
فقد استطاع فى الحوار التليفزيونى الذى أجراه مؤخرًا مع قناتى cbc-ontv أن يعيد للمشهد العربى والمصرى بل والدولى أنّ رئيس مصر لا يجب بأى حال أن يكون منغلقًا على مشاكل مصر وحدها بل يجب أن يملك رؤية أشمل لعلاقاتها مع محيطها العربى، وأن يحدد أطر تلك العلاقات فى ضوء المواقف الشجاعة والأصيلة التى لعبتها بعض هذه الدول فى مساندة لمصر لعبور أكبر محنة تعرضت لها فى تاريخها عندما استولت جماعة الإخوان على الحكم، وخططت لتقسيم مصر وجعلها إمارة تابعة لدولة قطر، وليست دولة مستقلة ذات سيادة..
فالمرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى استطاع وبذكاء يحسب له وهو يستجمع كل خبراته السابقة خلال حديثه عن مواقف دول السعودية والإمارات والكويت والبحرين أن يخاطب عواطف وعقول شعوب وقادة هذه الدول معا، ويربط بين أهمية دعم مصر وحماية مصالح هذه الدول من أخطار تهدد الجميع، وأن النار التى تسعى جماعة الإخوان الإرهابية لإشعالها فى مصر هدفها أن تصل إلى تلك الدول مع علمه أن قادة هذه الدول يدركون جيدًا هذه الحقائق..
فقد استطاع المشير السيسى وهو يتحدث عن عاهل السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يلمس الوتر الحساس فى نفوس الشعب السعودى، بل فى نفوس غالبية الشعوب العربية عندما وصفه بأنه كبير وحكيم العرب؛ لأنه يدرك أكثر من غيره ماذا فعل العاهل السعودى على مدار الشهور العشرة الماضية، بل ما قام به خلال العشرة أيام التالية ليوم 30 يونيو وكيف تصدى بقوة لمحاولات إعادة جماعة الإخوان للحكم، وتآمر دولى كبير على مصر، ووصل الأمر إلى أن عاهل السعودية أبلغ دولًا كبرى أن الجيش السعودى سيحارب بجوار الجيش المصرى، وأن السعودية ستقطع علاقاتها مع أى دولة تعادى شعب مصر وثورة 30 يونيو..
وحديثه عن دولة الامارات وموقف قادتها أبناء الشيخ زايد كان فيه استحضار لروح الحاضر الغائب الراحل الشيخ زايد آل نهيان عندما قال وبحق: أقول للشيخ خليفة رئيس الدولة والشيخ محمد ولى العهد، أن الشيخ زايد لم يمُت؛ لأن الموقف الإماراتى كان تجسيدًا حقيقيّا لوصايا ونصائح الشيخ زايد لأبنائه عندما قال لهم: أوصيكم بمصر خيرًا، فعملوا بالوصية ولم يخشوا أى تهديدات، وهبّوا هبّة رجل واحد متسلحين بأصالة وعروبة أبناء زايد للوقوف بجانب مصر، وأغلقوا أبواب عدائية كثيرة قبل أن تفتح صوب مصر وشعبها..
وحديثه عن دولة الكويت أيضا كان حديث العالم بظاهر وباطن الأمور، والعلاقات والمواءمات التى تحكم تحرك الكويت بعكس السعودية والإمارات اللتين لم تضعا أى حسابات لأى مواءمات، حيث ذكر الكويت بمحنة غزو العراق لها قائلا: تذكروا أن مصر فى محنة أيضًا، وهو ما يعنى أن مصر لم تترك الكويت فى تلك المحنة حتى تم تحريرها من الغزو العراقى، وعادت سالمة لحكامها وشعبها، وأن الحديث لا يحتاج أى تفسير أو توضيح.
والمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى كما تحدث عن الأشقاء تحدث أيضا عن القابعين فى خندق المعاداة لشعب مصر عندما وجه رسالة لقطر وحماس قائلا لهم: لا تخسروا الشعب المصرى أكثر من ذلك، على أمل أن يعوا هذه الرسالة قبل فوات الأوان، خاصة أن مصر بعد انتخابات الرئاسة سيكون لها مواقف حاسمة فى مواجهة من يعاديها ويخطط لضرب مصالحها وهز أمنها واستقرارها، واستضافة جماعة الخونة والقتلة من الهاربين من جماعة الإخوان وحلفائهم..
فالمشير السيسى أدرك بحسه الوطنى والقومى وخلفيته العسكرية وهو يقدم نفسه كمرشح للرئاسة لمصر وللعرب والعالم أن قوة مصر تكمن فى قوة الأمة العربية، وان أمن مصر القومى لا ينفصل عن الأمن العربى، وخاصة الأمن الخليجي، وأن شيمة المصرى الأصيل هى العرفان بالجميل للأصدقاء والأشقاء، وأيضا عدم نسيان من يعاديها أو ينصر أعداءها ويتحالف معهم، وأن هذه الرسائل للدول العربية ولقادتها كانت سر اهتمام دوائر الإعلام وصنع القرار بالعالم الغربى والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهم يتابعون سيسي العرب وليس سيسي مصر فقط.